القاسمي يكتب أوجاع الإنسان وتوفيق يُشرع كفيه للبلاد البعيدة

نشر في 07-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 07-02-2013 | 00:02
أمسية ملتقى الثلاثاء جمعت الشاعرين

يكتب الشاعر العماني زهران القاسمي مشاعره همسا، عبر قصيدة نثر هادئة توغل في وجدان الإنسان، بينما يوغل المصري محمد توفيق نحو البلاد البعيدة، متحدثا عن الثورة، وتلك النار التي تحرق فراشتها.
عقد ملتقى الثلاثاء الثقافي، ضمن نشاطه الأسبوعي، أمسية شعرية أحياها الشاعران العماني زهران القاسمي والمصري محمد توفيق، أدارها الزميل آدم يوسف ورافقها عزف على العود للفنان محمد الخيال.

وكتب الشاعر القاسمي عن أوجاع الإنسان وعذاباته، متأملا حال البسطاء، قائلا «لا» للخيبات الكثيرة التي تتوالى على الإنسان، مهديا أغنياته لأصدقاء الخيبة كما يسميهم، ويقول:

«هذا يجعلك لتقول لا/ للأشياء الصغيرة والخجولة/ لتقول لأصدقائك وطلباتهم البريئة/ (هل من شيء بريء)/ لتقول لا للحب وهو يأتي زاحفاً/ مثل جندي يتربص برصاصته الأخيرة/ لتقول لا للدقائق وهي تنحسر من أكمامك ذاهبة عميقا في الضياع/ هذا يجعلك أشد من خاسر لم يبلغ خسارته/ ومن سياسي مسن تساقطت أسنانه/ من أكل الحلوى/ ثم تولى عليك بالنوافذ/ فإنها خديعة كبرى/ وتقول للطريق قف مكانك/ لا تأخذني إلى شيء/ وهذا يجعلك أقوى من لعنة هبطت في غير وقتها/ وأتعس من سائق شاحنة/ مثقوبة الإطارات.

هذه الخيبات بالتأكيد تقود إلى الخسارة:

خاسر كبير

وفي القصيدة ذاتها يُمعن القاسمي في وصف الخسارة وتأثيراتها المتباينة.

«أنت خاسر كبير/ لأنك لا تكتب في الوطن لكي يصفق لك الشجر والمدر/ ولا تتاجر بأعلاف البهايم/ ليس لديك قضية مهمة سوى حزنك/ الذي ضجت منه العناكب ونسجت عليه حكاياتها ومغازلها/ أنت لست الوردة ولا رحيقها/ لكن الشوك يطعنك والألم يقتات منك/ أنت خاسر في اللعب/ أنت خاسر في الحب خاسر في الحياة/ وخاسر لتكون إنسانا سويا».

جماليات الأخشاب

أما الشاعر محمد توفيق فقرأ مجموعة نصوص منتقاة من قديمه وحديثه، الذي سيصدر ضمن ديوانه الجديد، مستهلا قراءاته بقصيدة «وحده الشجرُ العارفُ بالسر»، ومن أجوائها هذا المقطع: «خذني إليك ولا تترك دمي بددا/ رأيت في الملأ الأعلى الذي شهدا/ واحد من رعاياك يا رب حزين/ واحد يسكن في قلبه الفقراء ويحج لآهته الغرباء/ لكن مأدبة تغيب طويلا/ تخلف موعدها/ والحفل يا رب لم يعد مثمراً في دمي/ صفيك الآن يبحث عن سنبلات يتيمات/ تيممت بالحلم، بالحب، بالحرقة الماثلة وأردت الفرار بغير جناحين، كيف أجيئك من غير جناحين يا سيد الملكوت؟/ كيف أخوض بحارك دونما بلل؟/ وكيف أوزع روحي على خلقك؟!».

ويمضي توفيق في خطابه الشعري إلى الشجر من خلال ترميز جميل، إذ يكسب هذا الكائن الحي صفات البشر عبر لغة جميلة، ويقول في هذا المقطع: «في السوق أمشي وحيداً/ بينما المتفردون يجوبون قلبي/ وفي شاطئ البحر أفتح كفي لكل البلاد البعيدة/ وأراقب روحا شريدة/ تبزغ الشمس في مهجتي/ يضحك السفهاء من رقدتي فوق طين الحقول/ وحده الشجر العارف بالسر/ يسر إلي بنور الحقيقة/ يلهمني سورة النار/ في عز ثلج الحياة/ -جسدي ها هنا.../ رفرفاتي هناك- أدخل الآن في ملكوتك/ مر سنبلاتك تتهيأ في كل سنبلة ألف شهقة/ في جبين المحبين».

وبشأن أحداث الربيع العربي الذي تعيشه مصر راهناً، قال: «يا وردة النور كيف النار تحرقني/ كما الفراشة تهوى الموت والكمدا».

back to top