كشف مدير مستشفى «زين» للأنف والأذن والحنجرة ورئيس مجلس أقسام الأنف والأذن والحنجرة في وزارة الصحة د. باسل الصباح عن تدشين وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله في 29 سبتمبر الجاري مشروع المسح السمعي للأطفال حديثي الولادة، من مستشفى الولادة، وتعميمه في باقي المستشفيات الحكومية.
وقال الصباح، في حوار مع «الجريدة»، إن نحو 55 ألف طفل سيستفيدون سنويا من هذا المشروع الوطني المهم، الذي يهدف إلى اكتشاف المشاكل السمعية لدى الأطفال في وقت مبكرا لعلاجها، مشيراً إلى أن الكويت تحتاج إلى إنشاء مستشفى آخر للأنف والأذن والحنجرة بسبب تزايد أعداد المرضى والمراجعين في مستشفى «زين» وأقسام نفس التخصص في مستشفيات الجهراء والفروانية والعدان.وقال إن أقسام الأنف والأذن والحنجرة تعاين نحو 1000 مريض يوميا، إلى جانب إجرائها نحو 7 عمليات طارئة في اليوم، كاشفاً عن افتتاح عيادة للأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الأميري، فضلاً عن افتتاح عيادة مماثلة في مركز سلوى الصحي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، وإلى تفاصيل الحوار...• هل تعاني مستشفى «زين»ً نقصا في الأطباء أو الهيئة التمريضية؟- لا نعاني نقصا في الكادر الطبي أو التمريض، لكننا المستشفى الرئيسي في دولة الكويت التي تعنى بأمور الأنف والأذن والحنجرة وزراعة القوقعة، ومشكلتنا أنه لا توجد مستشفيات أخرى في المناطق السكنية، مما يسبب ضغطا كبيرا في العمل، فضلاً عن طول فترات الانتظار خصوصا للعمليات الكبرى والصغرى.ولكن ومن خلال وجود العيادات المسائية، سواء عيادات الكشف والفحص أو غرف العمليات المسائية، قلت فترات انتظار العمليات وأصبحت 3 أشهر حاليا، بعدما كان الوقت يصل إلى 6 أشهر في السابق.وعلى الرغم من وجود أقسام لهذا التخصص في مستشفيات الفروانية والعدان والجهراء، لكننا نحتاج إلى إنشاء مستشفى متطور، حيث إن هذه الأقسام غير كافية وبكل منها غرفة عمليات واحدة، لذلك من المهم أن يكون هناك مستشفى آخر للأنف والأذن والحنجرة، إلى جانب توسعة مستشفى «زين» لتغطية احتياجات المواطنين في هذا التخصص.• هل لديكم آلية لمراقبة أداء القطاع الخاص في تخصصكم؟- نعم هناك رقابة على هذا التخصص في القطاع الخاص، سواء من خلال إدارة التراخيص الصحية أو مجلس أقسام الأنف والأذن والحنجرة، الذي يعنى بالتفتيش على العيادات الطبية في القطاع الأهلي. ولكن يجدر الحديث عن أن القطاع الخاص يختلف في نوعية المرضى والمشاكل عن الحكومي، إذ إن القطاع الحكومي يتعامل مع مشاكل معقدة بشكل أكبر بسبب توافر الأجهزة والأدوات والمستهلكات أكثر من «الخاص»، إلى جانب أن الحالات المعقدة التي تأتي إلى القطاع الحكومي أكثر من الخاص لتوافر الأطباء الذين يكون في استطاعتهم إجراء أي عمليات جراحية طوال اليوم.لكن دور القطاع الخاص مهم جدا في تطور الخدمة الصحية في هذا التخصص بالبلاد، حيث إن من أكبر الميزات في القطاع الخاص سرعة إنجازه وإجرائه للعمليات بسرعة أكبر من الحكومي، لعدم وجود ضغط كبير عليه، حيث إننا نتحدث عن معاينة 1000 مريض يومياً في القطاع الحكومي في هذا تخصص الأنف والأذن والحنجرة، وهو ما يمثل ضغطا كبيرا على الكادر الطبي.لذا يمكن القول إن القطاع الحكومي يقوزير دولة لشؤون مجلس الوزراء دم خدمات متطورة في تخصص الأنف والأذن والحنجرة، وهذا لا يعني أننا لا نعاني نواقص ومشاكل، ولكن هذا القطاع يشهد تطورا كبيرا.توسعة• هل سيشهد مستشفى زين توسعة في المرحلة المقبلة؟- لدينا العديد من الأفكار والمشاريع، وقد طرحناها على الوزارة، ونتمنى ردا ايجابيا منها لتخفيف المعاناة عن المرضى والمراجعين. ومن هذه المشاريع فتح عيادة للأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الأميري للمرة الأولى، إلى جانب فتح عيادة في مركز سلوى الصحي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.كما سنقوم بفتح مراكز لفحص السمع في 6 مراكز بالمناطق الصحية، على أن تضم هذه العيادات فنيين لفحص السمع، وذلك سيؤدي إلى تخفيف الضغط على مركز الشيخ سالم العلي للسمع والنطق وسيجعل المريض يحصل على هذا الفحص من خلال مركزه الصحي القريب من محل سكنه.وقد قمنا قبل فترة قريبة بفتح عيادات للتخاطب في مركز بدر النفيسي في ضاحية عبدالله السالم، ونحن الآن في طور الإعداد لفتح عيادات للسمع والتخاطب في المراكز الصحية المختلفة، خصوصا أن التخاطب مثل العلاج الطبيعي يحتاج إلى وقت طويل قد يمتد إلى أربعة أشهر.كما أن وزير الصحة الشيخ محمد العبدالله المبارك سوف يدشن يوم 29 من الشهر الجاري مشروع المسح السمعي للمواليد حديثي الولادة في جميع المستشفيات الحكومية في الكويت.وقد وصلت نسبة إنجاز هذا المشروع إلى 99 في المئة وهو مشروع وطني هام جدا. وقد تأخرت الكويت فيه كثيرا ولكننا الدولة الثالثة عربيا التي تعمل بمثل هذا المشروع الهام لفحص السمع لدى المواليد الجدد.وترجع أهمية العمل بهذا المشروع إلى أسباب عديدة، منها أن اكتشاف أي خلل أو مشاكل في السمع لدى الأطفال في وقت مبكر جدا يعني علاجها بشكل كامل، إلى جانب أن اكتشاف مشاكل السمع لدى الأطفال في أوقات متأخرة يؤثر على الطفل طوال حياته، وغالبا ما يحصل اكتشاف مشاكل في السمع أو الشك في وجود مشاكل في السمع في سن السنتين من عمر الطفل وهو وقت متأخر نسبيا، لكن معرفة مشاكل في سمع الطفل في وقت مبكر يجعلنا نعالجها ونحمي الطفل من مشاكل السمع.كما أن زراعة القوقعة في مراحل متأخرة لا تعطي نتائج ايجابية مثل السن الصغيرة، فنتائج القوقعة تكون أفضل وأوضح وتصل إلى الطبيعي مع اكتشاف مشاكل سمعية في سن مبكرة، حيث ان الدراسات العلمية والطبية اثبتت أن زراعة القوقعة في أول سنة من عمر الطفل غير زراعتها في السنة الثالثة، وتكون نتائجها مختلفة في الأداء السمعي للطفل.ويأخذ التخاطب بعد زراعة القوقعة وقتا طويلا سواء من المرضى أو من الطاقم الطبي، اذ ان المريض في حال وصوله متأخرا في السمع تكون هناك صعوبة في علاجه بسبب حدوث خلل وضمور في المركز المسؤول عن الكلام في المخ، وذلك بسبب عدم تعرض الطفل للسمع في وقت مبكر من ولادته وحتى الأشهر الستة الأولى من ولادته، لذا فإن تعرض الطفل حديث الولادة للأصوات خلال الأشهر الستة من ولادته مهم جدا. ومن ثم فإن فترة الفحص السمعي خلال الشهور الثلاثة من الولادة هامة جدا ويجب أن يكون الآباء متأكدين من أن المولود يسمع، وإذا ثبت انه لا يسمع فيتم إدراجه ضمن برنامج السماعات وإذا كان لا يسمع من خلال السماعات فيتم إدراجه على برنامج القوقعة.• ما عدد المواليد الذين سيستفيدون من هذا المشروع؟- من خلال إحصاءات أقسام التوليد في الوزارة فإن عدد المواليد الجدد يبلغ 70 الفا سنويا من الكويتيين والوافدين، وذلك في المستشفيات الحكومية فقط. ونقدر أن يصل عدد المستفيدين من مشروع المسح السمعي الى 55 ألف مولود سنويا.وبإمكان آباء المواليد الجدد في المستشفيات الخاصة أن يحصلوا على هذا الفحص من خلال كتاب تحويل من المستشفى الخاص إلى مركز الشيخ سالم العلي بعد الولادة بأسبوع أو أسبوعين ويتم إجراء مثل هذا الفحص. كما ندرس إجراء الفحص السمعي للمواليد الجدد في المراكز الصحية خلال سنتين.
محليات
باسل الصباح لـ الجريدة•: 55 ألف مولود سيستفيدون سنوياً من «المسح السمعي»
21-09-2013