أخرجوا ذلك «الطائفي» من داخلكم

نشر في 05-02-2013
آخر تحديث 05-02-2013 | 00:01
من الواجب علينا جميعاً اليوم، إن أردنا الحفاظ على وطن حقيقي يجمعنا، أن نتعامل بوضوح وألا نتجمل في طرح مشاكلنا وحلولها، وأن نحارب ذلك القزم الطائفي والعنصري والفئوي في داخلنا، فمن الوارد جدا تعرض أي مكون من مكونات هذا المجتمع في مرحلة ما لنوع من أنواع الاضطهاد والظلم!
 د. علي عبدالله جمال ألا يحق للعاقل اليوم أن يخجل أو يتذمر أو حتى يعلق على أفعال أعضاء جمعية "حقوق إنسان عين عذاري" المنتشرين من حولنا. فبعضهم صفّق فرحاً بعد حادثة سحل الدكتور عبيد الوسمي في ديوان الحربش كما حاربوا ممارسات التعبير عن الرأي هنا في الكويت ورفضوها أحياناً، وساروا في ركبها في الماضي القريب عندما كانت على هواهم!

هم أنفسهم ساندوا المظاهرات في مصر، ولبسوا السواد بعد انتشار ذلك المشهد البشع الذي فضح قوات "مرسي" المحصنة بفتوى "المرشد" وهي تسحل مواطناً مصرياً بكل وحشية في شوارع القاهرة الأسبوع الماضي!

تلك العقليات نفسها رفضت مطالبات الحكومة المنتخبة في البحرين بحجة التدخل الإيراني أو المد المجوسي أو الغزو الصفوي، وقدموا استجوابا مريضا وقتها يحاربون به سعي الكويت إلى حقن الدماء في البحرين مطالبين بسفكها! وها هم اليوم ينتفضون حولنا مجددا مطالبين بالكرامة والحرية والحكومة المنتخبة هنا في الكويت، وكأن الحرية والكرامة الإنسانية ملكٌ حصريٌ أو إقطاعٌ خاصٌ لهم وحدهم.

أرادوا لمنافذنا الحدودية أن تعمل وفق أهوائهم وأفكارهم، وأن تقوم بفلترة الداخلين والخارجين على مزاجهم، ضاربين بكرامة الإنسان وحرية التعبير التي كفلها الدستور الذي يتشدقون به عرض الحائط. فقاموا بخياطة ملابس التكفير والشرك والإلحاد بكل احتراف واقتدار، ووزعوا تلك التهم المعلبة على من يشاؤون، متحصنين برداء الدين!

كل طرف راح يصبغ كرامات الناس بألوانه الخاصة، فلم نسمع صوت الحق يصدح من أنصار الدستور والحرية والكرامة بعد تعرض الشيخ "كاظم العمري"، أحد كبار علماء المدينة المنورة، للإهانة والإذلال في مطار الكويت وهو قادم من بلاده، والسبب باعتقادي أننا لن نسمع نفس الصوت من هذا الطرف في حال إهانة شخصية دينية من الطرف الآخر!

من الواجب علينا جميعاً اليوم، إن أردنا الحفاظ على وطن حقيقي يجمعنا، أن نتعامل بوضوح وألا نتجمل في طرح مشاكلنا وحلولها، وأن نحارب ذلك القزم الطائفي والعنصري والفئوي في داخلنا، فمن الوارد جدا تعرض أي مكون من مكونات هذا المجتمع في مرحلة ما لنوع من أنواع الاضطهاد والظلم، وإن لم تعمل كل فئة على تحجيم "الظلاميين" المحسوبين عليها وكبحهم فليس من حقها نقد الأطراف الأخرى!

فالدستور والقانون كل لايتجزأ، والإنسان أيها السادة هو الإنسان مهما كان مذهبه أو جنسه أو فكره أو اعتقاده.

خربشة:

نظرية "الاتحاد الخليجي" لم تكن إلا لزوم المرحلة!

back to top