يصاب الناس بالجزع عند فقدانهم أبناءهم الصغار الرضع، رغم أن القرآن الكريم والأحاديث النبوية أكدت أن هؤلاء الأطفال في الجنة، وسيكونون شفعاء يوم القيامة لآبائهم، فهذه الطمأنينة هي دعوة إلى عدم الجزع وقبول أمر الله، حتى أن أطفال المسلمين سيدخلون الجنة دون شفاعة آبائهم المشركين.

Ad

ويقول د. علي يوسف السُبكي عميد كلية الدعوة الأسبق في جامعة الأزهر: إن الطفل الشفيع هو ذلك الرضيع الذي يتوفى قبل بلوغه السنوات الست، وذكر بعض العلماء أنه من مات دون بلوغ الحلم وفي هذا الأمر اختلاف، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): «من مات وله ثلاثة أفراط لم يبلغوا الحنث كن له حجاباً من النار»، قالوا يا رسول: أو اثنين؟ قال: «أو اثنين»، ولم يسألوه عن الواحد، كما أن هؤلاء الأطفال في جنة الخلد دون حساب، لأن القلم لم يجر عليهم، وماتوا وهم في معية الله.

وأوضح السبكي أن حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان صريحاً في أن هؤلاء الأطفال شفعاء يوم القيامة لآبائهم حين قال: «يقال لهم ادخلوا الجنة، فيقولون: حتى يدخل آباؤنا، فيقال: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم»، كما أن القرآن الكريم كان أيضاً صريحاً في أن أطفال المشركين هم في الجنة وآباؤهم في النار، كما ورد في قوله سبحانه وتعالى «فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ» (المدثر: 48)، وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): «أطفال المسلمين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة، إلى أن يردهم الله إلى آبائهم يوم القيامة».