• نجاد في الأزهر والسلفيون يحذرون من «المد الشيعي»   • وزير الخارجية المصري: أمن الخليج خط أحمر

Ad

وسط مشهد سياسي معقد، تنطلق اليوم في القاهرة أعمال قمة منظمة التعاون الإسلامي الثانية عشرة، بحضور قادة وزعماء الدول الإسلامية، في مقدمتهم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، الذي أكد أن التقارب بين بلاده ومصر سيغير خريطة المنطقة.

بدأ توافد الرؤساء والأمراء ورؤساء وفود 26 دولة على القاهرة، منذ أمس، للمشاركة في القمة الإسلامية الثانية عشرة، التي تبدأ اجتماعاتها اليوم وتنتهي غداً، حيث كان الرئيس المصري محمد مرسي على رأس مستقبليهم في المطار.

وكان الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، في مقدمة الزعماء الذين وصلوا إلى القاهرة، حيث استقبله الرئيس المصري في المطار، وعقد معه جلسة مباحثات ثنائية في استراحة الرئاسة، تناولت آخر المستجدات على الساحة الإقليمية وسبل حل الأزمة السورية دون اللجوء للتدخل العسكري، إلى جانب سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين مصر وإيران.

وفي ظل قلق مراقبين من تأثر أمن دول الخليج جراء تجدد العلاقات المصرية - الإيرانية، باعتبار أن زيارة نجاد هي الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ 33 عاماً، قال وزير الخارجية محمد كامل عمرو، في تصريحات أدلى بها عقب انتهاء اجتماع لجنة فلسطين التابعة لحركة عدم الانحياز، إن «علاقات مصر بأي دولة لن تكون على حساب أمن دول أخرى، وأن أمن دول الخليج بالتحديد هو خط أحمر».

في السياق، أعرب رئيس حزب «الإصلاح والتنمية»، محمد أنور السادات عن تخوفه من هذا التقارب، محذراً الرئيس مرسي وحكومته من خضوع القرار المصري للإغراءات الاقتصادية التي قد تقدمها إيران. كما أعرب عن قلقه من «أن يتم نقل تجارب الحرس الثوري وقمع المعارضين والمد الشيعي».

القوى الإسلامية

في غضون ذلك، تباينت ردود أفعال القوى الإسلامية، بشأن زيارة الرئيس الإيراني، حيث رفض المتحدث الرسمي للجبهة السلفية خالد سعيد الزيارة إذا كانت تمهيداً للمد الشيعي، مطالباً بأن تتضمن الزيارة خطوطاً عريضة لضمان حماية المذهب السني.

وأكدت «الدعوة السلفية» على ضرورة أن تتحدث مصر مع نجاد بوصفها أكبر الدول السنية، وأن تكون حماية الدول مثيلاتها من أي اختراق سياسي أو ثقافي أو عسكري جزءاً من التزامات مصر الدولية.

في المقابل، رجَّح الخبير بالشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية محمد السعيد إدريس، أن تكون زيارة نجاد مؤشراً على احتمال عودة العلاقات بين القاهرة وطهران، خاصة أن مصر هي الدولة العربية والإفريقية والإسلامية الوحيدة التي لايوجد لديها علاقات معها.

وأضاف إدريس: «القطيعة بين مصر وإيران خطيئة على المستوى السياسي والدبلوماسي، ويجب أن يكون التوجه الاستراتيجي للسياسة الخارجية المصرية مُعبراً عن مصالح وإرادة وطنية مصرية، وليس عن حزب الرئيس وتوجهاته الشخصية».

نجاد في الأزهر

واستقبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب نجاد في مقر مشيخة الأزهر أمس، وعقد الطرفان لقاء مغلقا تم خلاله مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإسلامي والدولي، والعمل على التقريب بين السنة والشيعة.

وأكد كبير مستشاري شيخ الأزهر حسن الشافعي لـ«الجريدة» أن الزيارة تكشف عمق التقدير الذي يحمله كبار الدولة الإيرانية للمؤسسة السنية الأكبر في العالم، مضيفاً: «اللقاء تطرق إلى مجمل العلاقات بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي، والتأكيد على حرية العقيدة، والتركيز على المشترك بين أهل الإسلام بعيداً عما يفرقهم».

واستبق شيخ الأزهر لقاءه مع الرئيس الإيراني، ووجه رسالة إلى قادة العالم الإسلامي المجتمعين في القاهرة للمشاركة في القمة الإسلامية، مشدداً على ضرورة التصدي لظاهرة «الإسلاموفوبيا».

المغرب وفلسطين

ومن المنتظر أن يعرض العاهل المغربي الملك محمد السادس تقريراً إلى القمة، حول أعمال لجنة القدس التي يترأسها، يقدمه رئيس الوزراء المغربي عبدالإله بن كيران، الذي يرأس وفد بلاده إلى القمة، نيابة عن الملك، ويستعرض خلاله الإنجازات التي حققتها لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي.

وعقد الرئيس مرسي جلسة مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يزور مصر للمشاركة في القمة، تناولت آخر تطورات المصالحة «الفلسطينيةـ الفلسطينية» وآليات استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لإقامة الدولة الفلسطينية.