• دعوة البعض لانتخابات رئاسية مبكرة عبث
• مرشحون سابقون يعيشون وهم الزعامة• الاقتراح والتعديل والتشريع حق لـ «الشورى» • ماضون في تعديلات «السلطة القضائية»يعتبر الحديث مع القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان حدثا مهما في حد ذاته، نظرا إلى أنه قائد الأغلبية في مجلس الشورى، والرجل الثاني في الحزب الحاكم (الحرية والعدالة)، فضلا عن كونه أحد المقربين من الرئيس محمد مرسي، وصاحب الخبرات البرلمانية، حيث كان أحد أبرز نواب مجلس الشعب معارضة لنظام الرئيس السابق حسني مبارك، العدو اللدود لجماعة الإخوان.ويستمد الحديث مع العريان أيضاً أهميته بعد أيام من صدور قرار المحكمة الدستورية العليا ببطلان مجلس الشورى، مع إيقاف التنفيذ، قبل نحو ثلاثة أسابيع من تظاهرات دعت إليها القوى المدنية للمطالبة بإسقاط النظام.ورغم خطورة اللحظة السياسية، التي تعيشها مصر، استبعد العريان الإطاحة بنظام الرئيس مرسي، مشددا في حوار مع «الجريدة»، على أن خطة «الخلايا الحية»، التي تتبعها فلول النظام السابق الآن، لن تنجح في إسقاط النظام، متوقعاً أن تستقبل مصر يوماً جديداً بعد 30 يونيو، يكون فيه الرئيس محمد مرسي هو رئيس كل المصريين... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:• سبق أن قلت إن الموازنة المالية للبلاد تشي بأن الجميع يتوقع رحيل د. محمد مرسي... لماذا؟- أجهزة الدولة والنظام القديم كان له خطط لا تنتهي لإبقاء النظام القديم، كما هو، وبالتالي كان أسهل شيء عليهم ألا يرشح "الإخوان المسلمون" رئيسا، وبالتالي سيكون من السهل فوز مرشح النظام القديم أو احتواء أي رئيس جديد، وبالتالي كان الترتيب والإعداد كله في الميزانيات، ما يؤكد أن النظام باقٍ بسياساته ومصالحه المتشابكة وعلاقاته الإقليمية والدولية.وعندما فاز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية أصبحت الخطة هي إعاقة وصوله وإرباكه وإفشال بناء مؤسسة الدولة، ومن ثم بدأوا في وضع خطة جديدة، بأن تعود الأمور إلى ما كانت عليه بأن تعود "الخلايا الحية" للنظام السابق، لكن هيهات أن يحدث ذلك.• ما الذي تتوقعه ليوم 30 يونيو الجاري، في ظل دعاوى التظاهر لإسقاط النظام باسم "يوم الجلاء"؟- سيمر يوم 30 يونيو مثل بقية الأيام، وسنستقبل شهر رمضان بالدعاء إلى الله بأن ينقذ البلد من الذين لا يريدون له إلا السوء، وهم كثيرون امتصوا دماء الشعب طوال سنوات، ومارسوا القهر والظلم لمدة 60 عاما متواصلة، والآن يريدون العودة بمصر إلى الوراء، لكن لن يفلحوا.أقول ذلك، وأؤكد أن حق التظاهر السلمي مكفول، ونحن نناقش قانون التظاهر، وكل النواب يؤكدون أثناء مناقشة القانون أن حق التظاهر السلمي لا يمكن الانتقاص منه، ولن تستطيع أي سلطة أن تسلبه من المصريين.• كيف ترى الدعوة التي يطلقها بعض السياسيين لانتخابات رئاسية مبكرة؟- الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة عبث، وهناك أشخاص صنعوا من أنفسهم زعامات، واعتقدوا أن بضعة ملايين من الأصوات حصلوا عليها في الانتخابات الرئاسية الماضية تؤهلهم لكي يكونوا بدلاء للرئيس المنتخب محمد مرسي، وهذا شيء لا يحق، ونحن نبني نظاما ديمقراطيا بأن يظل هؤلاء أسرى الوهم الذين صنعوه لأنفسهم.• كيف تلقيت حكم المحكمة الدستورية بحل مجلس الشورى مع إيقاف تنفيذ الحكم؟- المحكمة الدستورية العليا قالت بملء فيها إن الدستور القائم نافذ ودستوري، وأقرّ بإرادة الشعب، وهذا الدستور حرص على حريات المصريين وحقوقهم الشخصية والعامة، لأن الذي يتغافل عنه البعض نتيجة اهتمامهم بالأمور السياسية فقط هو إلغاء المادة الخاصة بقانون الطوارئ، وهو القانون الذي حكم به الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ومن بعده السادات ومبارك.والمحكمة الدستورية قالت إن هذه المادة غير دستورية، وهذه صفعة لكل من ادعى أن الدستور يقيد حرية المصريين، الأمر الآخر أن المحكمة نفسها أقرت بأن مجلس الشورى باقٍ بتشكيله الحالي لحين انعقاد مجلس النواب، وأنه يمارس صلاحياته التشريعية كاملة لحين انعقاد مجلس النواب.• بعض القانونيين والمشرعين رأوا أن الشورى ليس له الحق في التشريع؟- هذا تفسيرهم وأنا اختلفت معهم علنا في قاعة المجلس، ومازلت متمسكا بتفسيري، فعندما تقول المادة إن سلطة التشريع كاملة فهي تعني اقتراحا وتعديلا وتشريعا كاملا.• كيف ترى موقف القضاة الرافض مناقشة مجلس الشورى قانون السلطة القضائية؟- القضاة يجب ألا يكون لهم موقف، لأن الهيئات القضائية هي المخولة دستوريا إبداء رأيها، وعلى القضاة أن يقولوا موقفهم لدى مجالسهم الخاصة، سواء المجلس الأعلى للقضاء أو المجالس الخاصة بمجلس الدولة والنيابة الإدارية وقضايا الدولة، ونحن في مجلس الشورى ماضون في مناقشة القانون.• ما تعليقك على اتخاذ إثيوبيا قرار بناء سد النهضة، وهو ما اعتبره البعض انتقاصا أو إهانة للكيان المصري؟- مشروع سد النهضة قديم مثل مشروع السد العالي في مصر، وبالتالي كان مطلوبا أن نتفاهم مع إفريقيا كلها، وأن نمتلك نظرة المشاركة الاقتصادية والتنموية مع دولها، ويجب أن ننظر إلى إفريقيا نظرة مختلفة ليست نظرة الصراع لا على المياه ولا على الأمن، لأننا ثاني دولة في إفريقيا من حيث الكتلة السكانية، ومن يتصور الإهانة في هذا القرار فهو الذي يقبل على نفسه الإهانة، لكن الرئيس مرسي طوال عمره رجل حر وشريف، ولن يقبل لنفسه أو لمصر الإهانة.
دوليات
عصام العريان لـ الجريدة•: «30 يونيو» سيمر كباقي الأيام
05-06-2013