هناك من يتربص بوزير التربية د. نايف الحجرف، وواضح أن هناك من يريد إحراقه سياسياً، وإلا فكيف لرجل يتبوأ مسؤولية مهمة مثل وزارة التربية أن يصرح تصريحاً كارثياً بشأن نسب القبول بكلية التربية بجامعة الكويت. العجيب الذي لا أعرفه بصراحة، هل هذا التصريح فعلاً من رأس الوزير أم أنه تم إملاؤه عليه؟ وفي الحالتين الوضع كارثي!

Ad

إن هذا التصريح يدل على أن من يمسك بالعملية التعليمية والتربوية يعاني قصوراً في الإلمام بطبيعتها، ويحتاج إلى دروس في الوطنية... وإلا فهل هناك أي إنسان يتربص ويضع العراقيل أمام أبناء وبنات الكويت خريجي الثانوية؟

قد يكون العذر في عدم قدرة الكلية على تحمل الأعداد المتزايدة من خريجي الثانوية، وإن حصل هذا العذر فهو عذر فشل غير مبرر، فالواجب في الأصل هو إنشاء المزيد من الجامعات لاستيعاب الأعداد الكبيرة من خريجي الثانوية، ووضع التسهيلات أمامهم وتلبية مطالبهم، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم التي سيكون بلدنا هو الرابح الأكبر منها، لا وضع العصا في الدولاب وحصر التعليم العالي على فئة معينة... مثلما يقصد معالي الوزير.

وزير التربية رجل بدوي ومن عائلة كريمة، وابن قبيلة نعتز بها وبتصريحه الكارثي هذا، فهو يتعرض أول ما يتعرض لأبناء القبائل وهو منهم، وأبناء الكويت وبناتها من كل الفئات.

يا وزير التربية ترى الشجاعة في الإنجاز والعمل التنموي الجاد الذي يخلد ذكراك بقرارات سليمة تراعي الطالب والمعلم، لا أن تحارب الخريج الجديد. فالمفروض "يابو فلاح" تصرح بقرب افتتاح جامعة جديدة كجامعة جابر التي تم وأدها على يدك أنت وحكومتك لا أن "تزبد" وتهدد خريجي الثانوية بكلام ظاهره رحمة وباطنه عذاب وحرمان من دخول الجامعة.

"يابو فلاح"... بدلاً من أن تبشر الطلبة وأولياء الأمور بخفض نسب القبول وافتتاح جامعات جديدة نجدك تطيع كلام بعض المستشارين الفاشلين وتضع الصعوبات أمام أبناء وبنات بلدك.

يا نايف...  ترى "ما ينشره إلا على الطيب"... وأنت مازالت الفرصة أمامك لتصحيح الجامعة، فأنت من يملك القرار، وأنت من تقف في الواجهة أمام الشعب والتاريخ، ولا عذر لديك... فإما أن تنجز وتنفع بلدك وأبناء بلدك، وإما أن تعتذر ليأتي من بعدك ليصحح ما تم اعوجاجه... و"يابو فلاح"... فلنتذكر أن البدو يقولون: "كل شاة معلقة بكراعها"!