لم تكن المناضلة اليمنية الشابة توكل كرمان، أحد أبرز رموز الثورة في بلادها، تتخيل أنها ستطرد ذات يوم من القاهرة حتى قبل دخولها، بسبب مواقفها المتناقضة، التي وصفها نشطاء في مصر بـ"المشبوه" نظراً لتبنيها أفكاراً ثورية نضالية، أهَّلتها للحصول على جائزة "نوبل" العالمية في السلام، كما أنها أيدت حراك 30 يونيو ضد حكم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، لكنها تحولت إلى النقيض حين انحازت إلى "الجماعة" بعد عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.
وفي حين أثار قرار السلطات المصرية أمس الأول بمنع كرمان من دخول مصر، وهي في طريقها إلى اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول في ساحة "رابعة"، ردود فعل واسعة، كان المتابعون لمواقف، ابنة الربيع اليمني، إزاء مصر في الأسابيع الأخيرة، في حيرة شديدة، فبينما لم يجف حبر تصريحاتها التي هاجمت فيها سلوك "الإخوان" في الحكم، مؤيدة تظاهرات 30 يونيو، اختارت أخيراً الوقوف في صف "الجماعة"، ولفت بعض الخبثاء إلى دور ربما يكون التنظيم الدولي للإخوان لعبه، لتغيِّر كرمان موقفها. ففي الثامن والعشرين من يونيو الماضي كتبت كرمان، عبر حسابها على "تويتر": "إذا استمرت المواجهة بين المسيرات المعارضة للرئيس مرسي والمؤيدة، فسيقيله الجيش للحفاظ على السلم الأهلي الذي فشل الرئيس في الحفاظ عليه". وتابعت: "أشعر بالقرف والإهانة حين أسمع من يقول إن الإسلام يمثله جماعة الإخوان ويحتكرون الحديث باسمه"، وتحدثت عن مستقبل الجماعة في الحكم بقولها: "إن بقت في الحكم منفردة فستجلب فقط الشمولية والاستبداد إلى مصر". كرمان التي تدافع عن "الإخوان" اليوم بشدة، في مواجهة معارضيهم، تناست تصريحاتها في الثلاثين من يونيو، التي كان منها: "مرسي رئيس الإخوان فمن هو رئيس المصريين؟!.. لو كنت مكان الرئيس مرسي فسأقدم استقالتي بعد الاتفاق مع وزير الدفاع بأن يقوم بالإجراء السابق الخاص بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي، الشرعية الثورية في التحرير وهي أقوى وأعظم من أي شرعية".
دوليات
كرمان... نضال «مشبوه» من صنعاء إلى القاهرة
06-08-2013