20 يونيو يوم اللاجئ العالمي، إذ يمر هذا اليوم بكل حسرة على كل من تشرد من وطنه وتغرب مرغماً، يأتينا هذا اليوم وجاراتنا الأردن ولبنان حتى تركيا تعج بملايين اللاجئين السوريين، يأتينا هذا اليوم وقد بلغ عددهم حتى آخر إحصائية 3 ملايين لاجئ.

Ad

مؤلم أن يمر هذا اليوم على أوطاننا التي تئن بالمشردين دون أي بارقة أمل بعودتهم إلى ديارهم، حيث يعيش شعب كامل على حافة الموت والأمراض التي تنهش أجساد أبنائه، تخيل أن تعيش في خيمة، وأقصى أحلامك سقف يغطيك وطعام دافئ في هذا العراء، تعتمد بشكل أساسي على التبرعات الدولية والشخصية، من بعد استقرارك في بلدك تجد التشرد يباغتك، فلا مستقبل دراسياً مضموناً لأطفالك ولا رعاية صحية مضمونة... بكل بساطة دون التبرعات حياتك ستتوقف.

أعلنت الأمم المتحدة نداء إغاثة يبلغ 4.4 مليارات دولار أميركي، وهو حجم عمليات الإغاثة الإنسانية للشعب السوري في عام 2013، حيث تبلغ حصة برنامج الأغذية العالمي من هذا النداء ما يزيد على المليار دولار أميركي لتوفير المساعدات الغذائية للاجئين السوريين في دول الجوار، بالإضافة إلى تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة المتزايدة للأسر النازحة داخلياً والتي لا تستطيع توفير الغذاء أو الحصول عليه.

نحن هنا لا نعرف حجم معاناة شخص يعيش دون وطن، لأن أوطاننا تحتضننا وتوفر لنا الرفاهية، وسياراتنا مكيفة ومنازلنا واسعة وقلوبنا مازال يسكنها الخير رغم ذلك، إذ قام العديد من الأفراد بالسفر وتقديم المساعدات، وكذلك بعض المؤسسات الإنسانية، لكن ذلك لا يكفي.

أن تمحى معالم دولة بسبب طاغية والعالم ما زال يقف ساكناً أمام هذه المصيبة دون وقفة جادة فذلك مؤلم، أشعر بغصة وأنا أشاهد أطفالاً اتسخت وجوههم وباتت فرحتهم تقتصر على رغيف ساخن يشبع بطونهم.

شاهدت تقريراً مصوراً عن لاجئة سورية تمكنت منها آلام رجلها لدرجة أنها في أي حركة تقوم بها تشعر بلسعات كهربائية تصعقها من شدة الألم، اعتزلت الحراك وباتت تنام كل ليلة على صوت بكائها، وتدعو الله أن تموت لتتخلص من آلامها الفظيعة.

تألمت لها ولمن لم أشاهدهم إنما أسمع عنهم، ولا أملك سوى الدعاء لهم بالفرج والعودة لأوطانهم، فلا شيء يضاهي وطناً عشت فيه، وعشقت ترابه، وتمكنت الذكريات فيه منك لدرجة أنه لا يمكن لأي مكان آخر أن يعوضها لك.

شهر رمضان على الأبواب وقليل من الخير سيسرّ كثيراً من تلك الأسر، إفطار صائم سوري لاجئ قد لا يتعدى ثمن فاتورتك اليومية بأحد المطاعم، لنقدم لهم قليلاً من المساعدة علها ترسم ابتسامة في وجه تعيس هجرته السعادة.

 قفلة:

أود أن أقدم باقة ورد ومحبة لجميع المبادرات الإنسانية البسيطة منها والكبيرة التي يقوم بها الشباب والشابات بتوزيع الماء والطعام والمال وتنظيم حملات لمساعدة عمال النظافة، للخير وجوه عديدة أهمها الشعور بالآخر في هذا الطقس القاسي، شكراً لكم.