أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين في اليوم الرابع على التوالي من حركة الاحتجاج التي بدأت في اسطنبول، وتوسعت إلى عدد من المدن التركية الأخرى.

Ad

وبدا أن المتظاهرين مصممون على مواصلة تحركهم ضد رئيس الوزراء التركي، الذي غادر البلاد للقيام بجولة تستغرق أربعة أيام في المغرب العربي، إذ أطلقت الشرطة التركية بعد ظهر أمس، الغاز المسيل للدموع لتفريق نحو ألف متظاهر في أنقرة في اليوم الرابع لحركة الاحتجاج ضد الحكومة.

وتدخلت قوات الأمن حين تجمع المحتجون وأغلبيتهم من الشباب والطلبة في ساحة كيزيلاي، حيث جرت مواجهات عنيفة أمس الأول، أدت إلى سقوط العديد من الجرحى. ورد المتظاهرون عبر رشق الشرطيين بالحجارة.

وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن نحو 500 شخص أُوقفوا أمس الأول، خلال تظاهرات في الساحة نفسها التي تشكل عصب العاصمة التركية.

في المقابل، رفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، الحديث عن "ربيع تركي" في مواجهة التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها تركيا ضد حكمه، بينما اندلعت مواجهات جديدة بين الشرطة ومتظاهرين في أنقرة.

وتحدى أردوغان المتظاهرين الذين يتهمونه بالسعي إلى فرض نظام إسلامي في تركيا العلمانية، مشدداً على أنه انتُخب ديمقراطياً.

وقال في تعليقات بثها التلفزيون: "هل كان هناك نظام متعدد الأحزاب في الدول التي شهدت الربيع العربي؟".

وأضاف: "سنبقى حازمين. حافظوا على الهدوء. سنتجاوز كل هذه الأمور". وأضاف: "بلادي ستعطي ردها خلال هذه الانتخابات (المحلية المرتقبة في عام 2014)"، معبراً بالتالي عن ثقته في ثقله الانتخابي.

وقال: "إذا كانت لدينا بالفعل ممارسات مناهضة للديمقراطية، فإن أمتنا ستطيح بنا".

من جهته، اعتمد الرئيس التركي عبدالله غول لهجةً أكثر اعتدالاً. ودعا أمس المتظاهرين إلى الهدوء قائلاً إن رسالتهم قد وصلت. وأضاف: "الديمقراطية لا تعني فقط انتخابات"، مضيفاً "الرسائل التي وجهت بنوايا حسنة قد وصلت".

وتابع غول: "أدعو جميع المواطنين إلى احترام القوانين والتعبير عن اعتراضاتهم وآرائهم بطريقة سلمية كما فعلوا في السابق".

كما دعاهم إلى الحذر من "المنظمات غير الشرعية" التي تستغل التظاهرات. وحذر من أي أعمال يمكن أن تضر بصورة تركيا.

تزامن كلام غول مع إعلان اتحاد الأطباء الأتراك مقتل متظاهر تركي شاب مساء أمس الأول، في إسطنبول بسيارة صدمت جمهوراً من المحتجين.

ويدعى الشاب محمد ايفاليتس، وهو عضو في تنظيم يساري. صدمته سيارة اقتحمت تجمعاً للمحتجين على طريق سريع في منطقة بنديك على الضفة الآسيوية للمدينة كما أوضحت هذه المنظمة غير الحكومية في بيان.

ولفت اتحاد الأطباء الأتراك إلى أن السيارة التي دهست المتظاهر لم تتوقف "رغم كل التحذيرات"، ما يدل على أنه فعل متعمد.

على صعيد آخر، أعلنت هيئة أركان الجيش التركي، أمس، أن متمردين من حزب العمال الكردستاني أطلقوا النار على قاعدة للجيش التركي قرب الحدود مع العراق، ما دفع بمروحية تابعة للجيش إلى الرد.

(إسطنبول ـ أ ف ب، يو بي آي)