قيمة لقاحات الأطفال
![بروجيكت سنديكيت](https://www.aljarida.com/uploads/authors/176_1682431716.jpg)
ووفقاً لتقديرات التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين فإن الجهد المبذول لتوسيع تغطية اللقاحات في الدول النامية لابد أن يدر عائداً بنسبة 18% على هذا الاستثمار بحلول عام 2020، ولكن الآن، ومع توافر المزيد من الأدلة، فالأرجح أن هذا قد لا يوفّي اللقاحات حقها الكامل في تقدير قيمتها. ونظراً للتقدم الذي أحرز في توسيع برامج التطعيم في الأعوام الأخيرة، فإن هذا الكشف يمثل فرصة فريدة للمجتمع العالمي، وخاصة مع اقترابنا من القضاء على شلل الأطفال تماما. ومع توطن مرض شلل الأطفال في ثلاث دول فقط الآن، فقد بدأنا بالفعل في استخدام الزخم الذي حمل جهود استئصال هذا المرض حتى الآن لتوسيع مجال التطعيم الروتيني للوصول إلى المزيد من أشد الأطفال فقرا. والآن بات من الممكن أن تعمل نفس الأنظمة الصحية وخدمات التطعيم القوية كمنصة للمساعدة في مكافحة الفقر أيضا.ولكن مع إشارة التقديرات الحالية إلى إمكانية توفير تغطية التطعيم بشكل كامل بأحد عشر لقاحاً أوصت بها منظمة الصحة العالمية لنصف أطفال العالم فقط بحلول عام 2030، فمن الواضح أن الطريق لا يزال أمامنا طويلا. ومن جانبنا، فإننا نسعى إلى تغيير هذا الوضع. منذ تأسس التحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحسين في عام 2000، ساعد بالفعل في تحصين أكثر من 370 مليون طفل من مجموعة من الأمراض القاتلة. ونتيجة لهذا فقد نجحنا بالفعل في منع 5.5 مليون وفاة، ونحن نسعى إلى تحصين 245 مليون طفل آخرين وإنقاذ خمسة ملايين حياة أخرى بحلول عام 2015.ومن ناحية أخرى، فنحن نعلم الآن أن قيمة اللقاحات تمتد إلى ما هو أبعد من عدد الأرواح التي يتم إنقاذها. إن الاستثمار في اللقاحات لا يتعلق بالمدخرات في الأمد القريب، سواء من حيث الأرواح أو التكاليف الاقتصادية؛ بل إن الأمر يدور حول تزويد الأطفال بالحماية مدى الحياة والقدرة على تحقيق كامل إمكاناتهم. لذا، ففي حين يشكل خفض عدد الوفيات سبباً كافياً بالفعل للرغبة في تحصين كل طفل على كوكب الأرض، فإننا الآن لدينا الدافع الإضافي المتمثل بأننا لا نعمل على إنقاذ الأرواح فحسب، بل نساعد أيضاً في تحسين حياة كثيرين آخرين في إطار هذه العملية.سيث بيركلي* الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي من أجل اللقاحات والتحصين. «بروجيكت سنديكيت» بالاتفاق مع «الجريدة»