انقسم الرأي داخل الجهازين الفني والاداري للمنتخب الوطني لكرة القدم، بشأن نتيجة مواجهة المنتخبين السعودي واليمني، التي حسمها الاول لمصلحته بهدفين دون رد، وهي النتيجة التي صبت بالطبع في مصلحة الأزرق، اذ يكفيه التعادل بأي نتيجة للتأهل للدور نصف النهائي لبطولة خليجي 21 امام الاخضر، في اللقاء الذي سيجمعهما في الخامسة وخمس واربعين دقيقة مساء غد على استاد الوطني، بينما يلعب الاخضر بفرصة وحيدة هي الفوز.

Ad

واحرز الازرق هدفين، ومنيت شباكه بهدف وحيد، في المقابل احرز الاخضر هدفين واهتزت شباكه بمثلهما، ومن ثم فالاهداف ترجح كفة الازرق، في حالة انتهاء المباراة بالتعادل.

اما عن انقسام الرأي داخل الجهازين الفني والاداري فيرجع الى وجهة نظر البعض بأن فرصة الأزرق باتت الافضل نظريا في التأهل، بينما يرى البعض أن اللعب بفرصتين قد يأتي بنتائج عكسية بالنسبة الى اللاعبين، الذين قد يصابون بالتراخي، وبالتالي تكون النتيجة مخيبة للآمال، لا قدر الله.

أما عن المباراة التي لعبها المنتخب الوطني مساء أمس الاول امام المنتخب العراقي، والتي خسرها الفريق بهدف دون رد، وبعيدا عن مستوى الحكم البحريني نواف شكرالله، الذي تحامل نوعا ما على لاعبي الازرق باحتساب أخطاء عليهم، وغض النظر عن اخطاء مماثلة ارتكبها لاعبو العراق، بجانب تغاضيه عن طرد اللاعب علي ارحيمة، بعد اعتدائه بالضرب على بدر المطوع، إضافة إلى احتساب هدف العراق المشكوك في صحته، فإن الجهاز الفني بقيادة المدرب الصربي غوران تافاريتش وقع في اكثر من خطأ، ويتحمل مع اللاعبين مسؤولية الخسارة.

عدم الفاعلية الهجومية

اجراء عدة تغييرات في التشكيل الاساسي بشكل مفاجئ، حيث لعب عامر المعتوق بدلا من محمد فريح، ومساعد ندا بدلا من حسين حاكم، وعبدالهادي خميس بدلا من فهد الرشيدي، وفهد العنزي بدلا من وليد علي، وقد افقدت هذه التغييرات الفريق تجانسه الى حد بعيد، خصوصا ان التشكيل الذي لعب به امام اليمن هو التشكيل ذاته تقريبا الذي لعب به في بطولة غرب آسيا، كما ان حاكم ظهر بشكل افضل من محمد راشد الفضلي، فعلى اي أساس استبدل المدرب ندا بحاكم؟ ولماذا لم يستبدله بالفضلي؟ ولماذا استبعد المدرب وليد علي، وهو احد ابرز نجوم لقاء اليمن؟ ولماذا دفع بعامر المعتوق على حساب المتألق محمد فريح رغم أنه لا أحد يختلف على كفاءة المعتوق؟ لكن المباراة أوضحت بشكل جلي جاهزية فريح بشكل أكبر.

وما زاد الطينة بلة اجراء المدرب تغييرا غريبا بسحبه طلال نايف افضل لاعبي المنتخب في المباراة، واكثرهم جهدا وعطاء، وإبقاء فهد الأنصاري الذي مثل الحلقة الأضعف في الفريق خلال المباراتين التي خاضهما حتى الآن.

وفي الوقت الذي كان فيه البعض ينتقد غوران في مباراة اليمن لاعتماده على الجناح الايسر فقط دون وجود جناح ايمن، جاء المدرب الصربي ليعكس الصورة امام العراق، ويعتمد على فهد العنزي كجناح ايمن، دون وجود جناح ايسر يتقاسم معه حمل تنظيم الهجمات!

وتبقى الأخطاء رغم الوعود

ورغم الحديث بشكل دائم وممل عن تصحيح الاخطاء، عقب كل لقاء، من جانب الجهاز الفني للفريق، فإن الاخطاء تبقى كما هي، حيث يفرض الفريق سيطرته على زمام الامور تماما في كل مباراة ويهاجم، لكن دون فاعلية تذكر، حيث يصل اللاعبون مرارا الى مرمى المنافسين دون التسجيل، والغريب ان نسبة التسجيل من الفرص التي تلوح للاعبين لا تتعدى 10 في المئة.

من ناحية أخرى فإن عدم السرعة في الارتداد من الهجوم الى الدفاع كلف الفريق الكثير، فهدف المنتخب العراقي جاء نتيجة بطء الارتداد، ثم سوء التغطية، وكذلك الخطأ الذي يتحمله فهد الأنصاري أولا، ثم محمد راشد ثانيا.

وآخر الاخطاء التي دائما يقع فيها الجهاز الفني فتتمثل في وضع الخطة اولا ثم البحث عن اللاعبين الذين ينفذونها، ومن المفترض ان يحدث العكس، وهو اللعب بخطة تتماشى مع امكانات اللاعبين، بمعنى اذا اجاد اللاعبون خطة ما، فعلى الجهاز الفني تثبيتها حتى لو كانت غير حديثة، فالاهم ان تطوع الخطة وفقا لامكانات اللاعبين، وليس العكس.

توتر اللاعبين

اما من جانب اللاعبين فإن أهم الاخطاء التي وقعوا فيها توترهم بشكل لافت للنظر، الامر الذي انعكس على مستواهم بالسلب، علما ان اللاعبين العراقيين يتفوقون فقط بطول القائمة، اما لاعبو الازرق فيتفوقون في المهارات والموهبة، والدليل انه عندما زال التوتر عنهم في الشوط الثاني كانوا الافضل هجوما، والاكثر سيطرة على مجريات الأمور.

وإذا اراد اللاعبون التأهل للدور نصف النهائي فعليهم ان يظهروا بمستواهم الحقيقي أمام المنتخب السعودي، ودون توتر.