منظور آخر: تزويج القاصرات وصمة عار على الإنسانية!

نشر في 13-01-2013
آخر تحديث 13-01-2013 | 00:01
 أروى الوقيان بتنا نسمع في السنوات الخمس الأخيرة صرخات استغاثة من قاصرات يتم تزويجهن عنوة من كهول في السبعين والثمانين حتى التسعين، إذ يقوم الأب وهو وكيل ابنته بتزويجها دون علمها في أحيان كثيرة.

 تزويج القاصرات دون الثامنة عشرة هو اتجار بالبشر، وهو سماح ولي الأمر لطفلة بالزواج من كهل من أجل حفنة من النقود، بسبب فقر، أو لتحقيق مصالح مشتركة، "تعددت الأسباب والموت واحد"، نتيجة هذا الزواج لا يدفع ثمنها سوى تلك الطفلة المسكينة!

تخيل أنه تم مؤخراً زواج تسعيني سعودي من طفلة دون 15 سنة وحين أقفلت الغرفة على نفسها خوفاً من هذا العجوز، قال إن هناك مؤامرة تحاك ضده من قبل هذه الفتاة وأمها! ونسي أنها طفلة وأنه شخص غريب، كما نسي أبوها أن هذا الزواج لا يمنع وحشية العجوز!

والأدهى والأمرّ أن هناك باحثين شرعيين يرفضون تجريم زواج القاصرات على اعتبار أن المحدد الرئيسي لأهلية الأنثى هو اكتمال نموها الجسمي ومدى استعدادها لتحمُّل أعباء الأم والزوجة ومسؤولياتهما، معتبرين وصولها إلى سن البلوغ هو المقياس، متناسين أن المرأة دون العشرين حتى قد لا تكون مؤهلة لإدارة أسرة أو حتى الزواج!

تزويج القاصرات هو انتهاك واضح لحقوق الإنسان، وعلى اعتبار أن المرأة إنسان وليست وسيلة متعة لرغبات رجل اختارها ليمتع نفسه، يجب أن يتم احترامها أكثر!

أضرار هذا الزواج جسيمة لأنه سيخلف شابة معقدة، وتحمل أعباء ثقيلة من الآلام النفسية والجسدية التي قد تصل إلى الموت في بعض الحالات!

ووفقا لتقارير رسمية توجد 8 حالات وفاة يوميا في اليمن بسبب زواج الصغيرات والحمل المبكر والولادة في ظل غياب المتطلبات الصحية اللازمة!!

ولن ننسى قصة فتاة يمنية قاصرة في الثالثة عشرة من عمرها أمست جثة هامدة من جراء نزيف حاد في ليلة زفافها، وهذه القصص متكررة بشكل مؤلم!

عندما يتعامل رجال الدين مع المرأة على أنها أداة لإمتاع الرجل دون النظر إلى مشاعرها ومدى استعدادها للزواج، فهم بذلك يتجاوزون حتى الشريعة التي تفرض قبول الفتاة لزواجها قبل أي شيء!

أتمنى أن يتم تجريم زواج القاصرات واعتباره جريمة اتجار بالعرض والبشر، وأتمنى أن تسنّ قوانين تساهم في حماية هؤلاء القاصرات اللاتي يتم تزويجهن عنوة، وأتمنى ألا تسكت منظمات حقوق الإنسان عن هذه القضية، وألا يصيبها اليأس، فهذا العالم يستحق فيه الآخر حق الحياة بكرامة.

قفلة:

نشرت جريدة "الجريدة" دراسة تمت في بريطانيا تفيد بأن الملل في العمل يجعلنا أكثر إبداعاً، لذا فأنا أحثكم على الاستمرار في الملل في عملكم لأنه سيحفزكم على الإبداع ويمنحكم الوقت لإطلاق العنان لأحلام اليقظة، تململوا وأبدعوا يا معشر الموظفين.

back to top