كشف الشيخ حسن خلف، أحد رموز قبيلة السواركة في سيناء، عن تعاون وثيق يتم الآن بين القبائل وقوات الجيش، مشدداً على أن هذا التعاون يتم بشكل سري، نظراً لعمليات تصفية تتم ضد كل مَنْ يتعاون مع الجيش. 

Ad

ولفت الشيخ حسن، خلال حواره مع «الجريدة»، إلى أن عدد التنظيمات التكفيرية في سيناء بلغ نحو 6 تنظيمات، تضم نحو 5 آلاف عنصر بينهم بعض أبناء القبائل السيناوية، وفي ما يلي نص الحوار:

• هل أغلب قبائل سيناء لديها أبناء داخل التنظيمات الجهادية؟

- للآسف كل القبائل السيناوية لديها أبناء في تنظيمات جهادية، وإن كانت القبائل لا تتعاطف نهائياً مع هؤلاء الأبناء، وهناك حالة من انقطاع الوصل بين الأبناء وعائلاتهم نتيجة لتكفيرهم لإخوتهم وأمهاتهم، بعدما وقعوا فريسة لأصحاب الفكر التكفيري، خاصة في ظل حالة الانفلات الأمني، التي أعطتهم مجالاً واسعاً في نشر فكرهم واجتذاب المزيد من المؤيدين.

• هل أدَّى ذلك إلى التعاطف من القبائل مع تلك التنظيمات؟ 

- الفكر التكفيري لهذه التنظيمات جعل الآباء والأسر والقبائل تفقد أي تعاطف معهم، وهناك حالة من انقطاع الوصل بين الجهاديين وعائلاتهم حتى أن عملية القوات المسلحة، التي سقط فيها 4 قتلى من أبناء السواركة، لم تُبد قبيلتهم أي تعاطف معهم وإن قاموا للمشاركة في الجنازة.

• ما أشهر تلك التنظيمات التكفيرية والجهادية في سيناء؟ 

- من أشهر الجماعات «التوحيد والجهاد» و»أنصار الجهاد» و»الناجون من النار» و»الرايات السوداء» و»جند الإسلام» و»مجلس شورى المجاهدين»، وتتركز أغلبها في مناطق رفح والشيخ زويد ولحفن وشرق العريش وجبل الحلال وجبال سانت كاترين.

• كم يبلغ عددهم تقريباً؟ 

- نحو 5 آلاف عنصر جهادي، مقسَّمين على 20 خلية وتنظيماً مسلحاً بأسلحة متطورة وحديثة، ويمتلكون مدافع جرينوف وأسلحة مضادة للطائرات ومنصات صواريخ ومدافع هون وصواريخ جراد، لكن تنقصهم الخبرة والتقنية في ضبط الزوايا والأبعاد لإطلاق الصاروخ، فهناك قلة تدريب وقلة خبرة وأكثر من مرة ينفجر اللغم في أجسادهم قبل زرعه، وفي تصوري أنهم يحصلون على تعليمات تشغيل الأسلحة من الإنترنت، ولم يتدربوا عليها بشكل ميداني، حتى قذائف «الآر بي جي» تخطئ أهدافها أغلب الأحيان، وهناك أنباء ترددت عن توحيد صفوف تلك الخلايا الجهادية وتنظيم جهودها في القيام بعمليات ضد الجيش في الفترة المقبلة.

• متى بدأت أعداد تلك التنظيمات في الزيادة؟ 

- تزايد أعداد الجهاديين والتكفيريين في سيناء، خاصة بعد الثورة وتولي جماعة «الإخوان المسلمين» الحكم، حيث تم الإفراج عن عدد كبير من المعتقلين، والسماح للعديد من العناصر الجهادية بالدخول إلى مصر قادمين من اليمن وأفغانستان، موضحاً أن جميع القيادات الجهادية والتكفيرية ليسوا من أبناء القبائل ولكن من أبناء وادي النيل، ويمارسون مهناً مختلفة كأطباء ومعلمين وينشرون الفكر الجهادي.

• هل هناك تعاون بين القبائل والجيش للتصدي لتلك الجماعات؟ 

- هناك لقاءات منتظمة مع اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني، وقادة المخابرات الحربية والقيادات العسكرية الأخرى في المنطقة، وكان هناك تعاون كبير بين القبائل وبين الجيش في عملية القذف الأخيرة لمنصة الصواريخ وقد تمت العملية بنجاح، لكن المؤسف هو أن أفراد القبائل والأسر ممن يتعاونون مع الجيش يتعرَّضون للتصفية، من قبل تلك التنظيمات، لذا أصبحنا نتعاون مع الجيش لمدِّه بالأسماء والأماكن، بشكل سري، حول هذه البؤر الإجرامية وأماكن اختبائهم.

• ما جهة تمويل تلك الجماعات التكفيرية؟ 

- هناك دعم مالي كبير، ولكن قد يكون دعماً من تنظيم «القاعدة» أو إحدى دول الخليج، وقد يكون من قام بدور الوساطة بينها هو القيادي الإخواني خيرت الشاطر، خاصة أن هذه التنظيمات تستخدم آلات نقل ومعدات وأسلحة مرتفعة الثمن جداً.

• ما المشاكل التي تعوق الجيش لتدمير تلك البؤر الإرهابية؟ 

- الجيش يعتمد مبدأ تدمير البؤرة دون المساس بالمحيط أو الإضرار به، وهناك تكثيف للطلعات الجوية وتمشيط المنطقة وتصويرها ورصد البؤر الإرهابية، وما يعتبر عائقاً وجود البؤر في قلب المناطق السكنية.