«عابر المجرات»... يرصد رحلة عالم الفلك صالح العجيري
ضمن سلسلة «يوم الوفاء» التي تُصدرها دار «سعاد الصباح للنشر»، صدر كتاب بعنوان «عابر المجرات... عميد علم الفلك»، يرصد حياة العالم الكويتي صالح العجيري، وجهوده المميزة على مدى عقود طويلة.
«عندما تقف أمام بيت كبير متعدد الأبواب، لا بد أن تفكر قليلا لتتخذ القرار: من أي الأبواب تدخل...؟»، هكذا عبرت الدكتورة سعاد محمد الصباح بقلمها في مقدمة كتاب «عابر المجرات... عميد علم الفلك صالح محمد العجيري»، معبرة عن حيرتها باختيار أحد جوانب حياة عالم الفلك الدكتور صالح العجيري مدخلا للكتاب الصادر عن دار «سعاد الصباح» في يوم الوفاء لعام 2013.البحر، الأبراج، مجلس الأمة، قصر السيف، برج الاتصالات، جميعها صور لمعالم كويتية لطالما تناولها الإعلام كلما حلّ اسم الكويت، هذا المشهد لم يكن مكتملا في نظر الدكتورة سعاد الصباح ما دامت صورة {هذا الرجل النادر} (في إشارة منها إلى العجيري) لم تكن ضمنها كمعلم من معالم الكويت، فهو {بشارة كل عيد، ومباركة كل رمضان، وإطلالة كل ربيع}.
شهرةالدكتور يعقوب يوسف الغنيم سطر بدوره كلمات عن الشهرة التي حظي بها العجيري على امتداد السنين بين الكويتيين، موضحاً أسباب هذه الصلة العميقة بين أهل الكويت على اختلاف مهنهم واهتماماتهم، والعجيري الذي لا يخلو أي منزل في الكويت من أحد إصداراته التي باتت مرجعاَ لهم جميعاً.وتضمن الكتاب مقالة لعبد الأمير المؤمن بعنوان {المراصد الفلكية الإسلامية...نقلة نوعية في تاريخ الفلك}، شملت صورة بانورامية لمراحل مفصلية للتاريخ الفلكي الطويل، مسهبة في مراحل نشأة وتطور المراصد الفلكية في الإسلام ودورها في إخراج الفلك من سجن النظريات المجردة إلى الأساس المتين في الفلك الحديث.يقظة عالم فلكتحدث أشرف أبو اليزيد عبر صفحات الكتاب عن طفولة العجيري وشبابه ويقظته كعالم فلك، وتناول الإعلان الذي وقعه بعنوان {تقويم العجيري لسنة 1368 هـ} وظروف نشره في العدد الرابع من مجلة {كاظمة} عام 1948، إضافة إلى لمحة عامة عن إصداراته وتطورها حتى عصر التطبيقات الرقمية.يقول محمد أنور في مقالة له: {منذ خلق الإنسان، ونظره مصوب تجاه السماء}، مقدماً لمحات من رحلة علم الفلك المثيرة منذ الأزل حتى ظهور العلامة الفلكي صالح العجيري، فكان صاحب قصب السبق في إنجاز كثير من أعمال وبحوث فلكية ساهمت في رسوخ علم الفلك في الخليج.حكاية مبدعحفل اللقاء الذي أجراه عدنان فرزات مع العجيري بكثير من الأسماء والتفاصيل، والأحداث التي يسردها العجيري بريشة فنان، عميق الذاكرة والمعنى.تحدث العجيري في لقائه عن علاقته الأولى بالظواهر الطبيعية التي كان يخافها في صغره، وإصراره على سبر أغوار هذا العالم المخيف.وسرد الدكتور محمد أحمد سليمان مؤلفات العجيري الثمينة التي أصبحت مدرسة في علم الفلك تدرسها الأجيال، في حين نظم سليمان قصيدة عنوانها {تحية}، كلفتة شكر وعرفان للعجيري مطلعها: حيوا معي حيوا معييا صحب هذا المجمعهذا الذي فاضت بهعمق الجهات الأربعوبعلمه ملأ الفضاوفيضه في مسمعيلو كان عند كويتناصنوان أو صنو وعيلتبوأت أمجادناهام الدنى للأرفعصوريحفل الكتاب بلقطات تذكارية كثيرة، تشهد على مسيرة صالح العجيري الزاخمة بالإنجازات، تتنوع على اختلاف مضمونها بين الاجتماعية منها والعملية، بين أصدقائه وأقربائه وزملائه وتلامذته، ومع شخصيات عامة عرفها أهل الكويت من سياسيين وتجار وأدباء وفنانين، جميعهم يعتبر العجيري فردا في وسطهم.بدءاً بدرسه الأول في علم الفلك ومتابعته لدراسته، مروراً بسفره إلى مصر بهدف استكمال دراساته، وانتهاء بإنجازاته ومؤلفاته وبحوثه وإصداراته، كان فصل {رحلة كفاح} الذي لخص حياة العجيري المهنية في علم الفلك، وتلته صور حملت عنوان {نشاط متواصل}، بدأت بصورته مع سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فقد كان العجيري مدرسا له، بالإضافة إلى صور لدروع وأوسمة وشهادات تقدير يغص بها منزل العجيري.شهاداتحمل الكتاب في نصفه الأخير كلمات لعدد كبير من شخصيات ارتبطت بالعجيري على اختلاف الأصعدة، أو كان لبطل الكتاب ذلك الأثر العظيم في مسيرة حياتها العملية، فضم الكتاب كلمات عن العجيري كتبها ابنه جمال وحفيدته الوحيدة من ابنته الوحيدة داليا سعيد الملا، بالإضافة إلى كلمات لتلامذته وكتاب وأدباء وإعلاميين وأكاديميين ومؤلفين وتجار وشخصيات عامة، جميعهم ساهموا في توثيق سيرة العجيري الأب والصديق والفنان والعالم المبدع أينما حلّ.تضمن الكتاب مقالات كتبها د. العجيري، تحدث في سطورها عن طفولته، وقصة تقويم العجيري، والمراصد، بالإضافة إلى سيرته الذاتية التي تضمنت شهاداته ووظائفه ومنجزاته وأساتذته جاء بعضها على لسانه، واختتمها بمآثر المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح منها ما لا يعرفه أحد غير العجيري الذي وثق هذه المواقف النبيلة في سطور.