العرض مستمر، ولاعب السيرك يتراقص في الهواء ويتدلى من فوق الحبال. يقف هنا ويتعلق هناك، ويأتي بحركات سريعة وقفزات عالية فيها من الإبهار ما الله به عليم.
المشاهدون هنا لديهم تساؤلات وعندهم تحفظات وتنتابهم بعض الشكوك، ولكن لا يجرؤ أحدهم أن يعلنها، وإلا فالنتيجة سيارة مفخخة أو طائرة مخطوفة أو حتى قريب مقتول. هذا "البلياتشو" أو الأراجوز يتحرك أمامكم لتشاهدوا وتتعلموا فقط. تخرج بعض الهمسات وتعلو بعض العبارات التي تقول إننا لا نشاهد ما جئنا لأجله. إنه بدأ يترنح ويفقد حيويته ويقل نشاطه... وتنكشف سوءاته.عندما بدأ "المهرج" مقطوعته التي أخرجها وكتب السيناريو لها ودفع فلوسها "المعزب" من خلف مياه الخليج الدافئة استهلها عنيفة بمقطوعات "جهادية" زعم أنها بداية "خلع" العدو من أرض الشام، وانبرى العشريني الحسن بالتنظير وشن الخطب الحربية والوعود الاستراتيجية و"الحكي" الاستعراضي.ومع كل مرحلة يأمره سيده "العجمي" بتنفيذ فصل من الفصول البائسة التي لم يلاحظ الحضور لها نتيجة سوى خطب حسن من مكان "غير معلوم" ولمدة تتجاوز الساعة دائما، نسينا أن نذكر أن البلياتشو لم يطرد اليهود ولم يحرر الجنوب ولم يؤمن حدوده من جاره المجرم، بل بالغ في الهوان بأن ساق الرعاع ودفع بالمساكين ليطالب المحتل بعدم مغادرة بيروت. القوة الوحيدة والملموسة جاءت على القريب، فمارس دور الشبيح ورفع سلاحه في وجه شركائه في الوطن يقول لهم: أنتم "درجة ثانية".نحن الآن أمام الفصل الأخير أو ربما قبل الأخير، فالراقص الذي يربط اسمه برب العباد وكذلك عرّابه الصغير لم يواجه تحدياً مثيراً كما هو اليوم، كانت التمثيليات المدروسة والمعروف نتيجتها مسبقاً هي التي يؤديها "بحرفنة" مع جاره "الصهيوني" في الجنوب، وفي الداخل لم يكن لديه نداً عسكرياً فالكل "مدجنون" وخائفون.إنها الحرب كما لم يعهدوها، يهجم مرتزقة الحزب كعادتهم على العزل والنساء مساءً يرسلهم الأبطال إلى قراهم بتوابيت يلفها علمهم الأصفر. يحتمون بالدروع وتظللهم طائرات مجرم الشام فيخرج لهم هؤلاء من حيث لا يعلمون فيحصدونهم بالجماعات. راقب كيف يتخلى عنهم السيد كما باع من قبلهم منظرهم الأكبر المجنون القذافي ليدفنه في الزنتان إلى الأبد.
مقالات
حرب وحزب... للبيع!
18-05-2013