• حصلت على جوائز منوعة في عالم السرد، لكن ترشحك لنيل جائزة الرواية العربية «بوكر» يبدو مختلفا، فما رأيك؟

Ad

- ليس وحده الترشح لجائزة البوكر كان مختلفا، بل كل جائزة حظيت بها خلال الفترة القصيرة في مجال الأدب كانت مختلفة، فجائزة الأديبة ليلى العثمان، التي حظيت بها رواية «سجين المرايا» عام 2010 كانت مختلفة وجديدة جدا بالنسبة لي في أول عمل روائي أصدره، وكانت حافزا وتحديا، وهي، بلا شك، كانت دافعا لمضاعفة الجهد لكتابة الرواية الثانية «ساق البامبو».

أما جائزة الدولة التشجيعية فهي مختلفة بطبيعة الحال، لأنها بمنزلة اعتراف من بلدي بالجهد الذي بذلته في كتابة «ساق البامبو»، ورغم أن الرواية تدين، أحيانا، وبشكل مباشر الدولة لكن ذلك لم يمنع أن يأتي التكريم منها، وهذا يمثل لي شيئا كبيرا.

إذن يمكنني القول إن جائزة الأديبة ليلى العثمان كانت بطاقة تعريف باسمي الجديد، روائيا للجمهور، وجائزة الدولة اعتراف من بلدي وتشجيع لي كأديب شاب، أما الترشح للقائمة القصيرة لجائزة البوكر فهي بطاقة تعريف إلى نطاق أكبر من القراء في العالم العربي، وهي بلا شك فرصة كبيرة لوصول الرواية الكويتية إلى أفق عربية أوسع.

توقعات

• هل كنت تتوقع أن تحظى روايتك «ساق البامبو» بهذا الحضور؟

- كنت أتمنى ذلك، أما التكهن بأمر كهذا فلا أظنه سهلا على الإطلاق، خصوصا انني لم أكن أعرف الأسماء والأعمال المشاركة، ولم تتسن لي قراءتها، وكنت أطمح بلا شك لأن يكون للرواية الكويتية نصيب في هذه الجائزة، خصوصا أنها كانت غائبة منذ تأسيس الجائزة.

وعند إعلان نتائج القائمتين الطويلة والقصيرة كنت سعيدا بالدرجة الأولى للكويت التي تشرفت بحمل اسمها إلى هذه المرحلة من مراحل الجائزة، وأيقنت وقتها أن جهدي الذي بذلته في الكتابة والتحضير لها أثمر شيئا، وهذا من دون شك دافع نحو المضي في الاصرار على بذل المزيد لتحقيق شيء يليق باسم الكويت ومبدعيها.

• بعد الترشح للجائزة هل كنت تتوقع الدخول إلى القائمة القصيرة؟

- بأمانة، لم أتوقع ذلك، فالقائمة الطويلة تضمنت أسماء كبيرة في عالم الأدب العربي، كنت قد اكتفيت بوصول روايتي إلى القائمة الطويلة، وعند إعلان القصيرة فوجئت بوجود عملي ضمن الأعمال الستة في القائمة، ولم يكن الأمر عاديا بالنسبة لي، رغم ثقتي بالعمل الذي قدمته، بل كان كبيرا وأنا في مقتبل تجربتي الأدبية.

كآبة مبررة

• هل اطلعت على الأعمال المنافسة وكيف وجدتها؟ وكقارئ، ما الرواية التي ترشحها لنيل الجائزة؟

- قرأت كل الأعمال في القائمة القصيرة ما عدا عملا واحدا لم يتسن لي الحصول عليه، وقد أحببت رواية «يا مريم» للروائي العراقي سنان أنطون، لأن فيها شيئا لامسني من الداخل، ووجدت أننا، رغم القرب الجغرافي، لا نعرف الكثير عن جارنا في الشمال.

وقد أعجبني موضوع الرواية، وتوقفت كثيرا عند بعض شخوصها، وآلمتني نهايتها بقدر ما أحببتها، وتوقفت أيضا عند رواية «القندس» للروائي محمد حسن علوان، لأن لعلوان لغة ساحرة يمرر من خلالها ما يريد، وتقبله من دون إدراك، وأحببت الرواية على كآبتها، لكنها كآبة مبررة ولا مناص عنها، لأنها رواية تشبه بيئتها، وأرى في هاتين الروايتين شيئا قريبا مني، وأتمنى لهما، صدقا، كل التوفيق.

• ماذا يعني لك الفوز بجائزة «بوكر»؟

- الفوز يعني لي الكثير لا شك، لكني أشعر أنني قد فزت مرتين، عند وصول «ساق البامبو» إلى القائمة الطويلة كان ذلك فوزا بالنسبة لي، وعند تجاوزها ذلك وصولا إلى القائمة القصيرة اعتبرته فوزا ثانيا، ولن أحزن إن لم يحالفني الحظ في الفوز، لكني سأكون سعيدا إذا فزت.

• ما الذي حققه لك الترشح لجائزة «بوكر»؟

- حقق لي بالدرجة الأولى انتشارا أوسع وقاعدة جماهيرية أكبر، ولاشك أن الترشح للجائزة قد سوق لاسمي وللعمل بشكل اختصر علي سنوات طويلة ما كنت لاجتازها بسهولة، ففي الوقت الذي كنت أحلم فيه أن أقول شيئا للقارئ في الكويت، وربما الخليج على أكثر تقدير، وجدت أن صوتي يصل إلى أبعد من ذلك بكثير.

• بعد التنافس على جائزة دولية مرموقة، لابد أنك تشعر بمسؤولية كبيرة، فهل ستتريث في الكتابة أم سيكون حافزاً لإنجاز التجربة الثالثة في السرد؟

- أنا متريث بطبيعتي، مع الجائزة ومن دونها، لكني سأكون أكثر حذرا في المستقبل، الأمر لا يتوقف عند الجائزة فحسب، ليست الجائزة إلا مدخلا إلى عالم أوسع، عدد أكبر من القراء والمتابعين، وأمام هذا العدد لابد أن أكون متريثا قبل أن أقول.

ولدي فرصة ذهبية لقول شيئا يصل إلى حيث أريد، لأن هناك من سيقرأ، لهذا السبب أجدني أكثر حذرا، ولا أريد أن أقول أي شيء لهذا القارئ الذي ينتظر مني أن أقول، وأريد أن أقول شيئا يترك أثره وإن في المستقبل.

أجيال

• حدثنا عن علاقتك بالأديب إسماعيل الفهد.

- للأديب إسماعيل فهد إسماعيل مكانة كبيرة ليس بالنسبة لي فحسب، بل بالنسبة إلى كل الأدباء الشباب في الكويت، كما أتصور، والتأثر بالأديب إسماعيل لم يكن من خلال المداومة على قراءة أعماله فقط، بل بالاحتكاك المباشر معه.

ومد الجسور بين جيلنا والجيل السابق من الأدباء أمر لابد منه، لا لنصبح امتدادا لهم فحسب، بل للاستفادة من تجاربهم وتطويرها بصورة تشبهنا نحن، وعلى الصعيد الشخصي استفدت كثيرا من ابي فهد في رواية «ساق البامبو»، وفي تعرّفي أكثر على الأدب وفي أمور حياتية أخرى أبعد من ذلك بكثير لا يسعني الحديث عنها هنا.

• في هذا التنافس أنت لا تمثل نفسك بل أدباء الكويت؟ كيف كان تفاعل الأدباء مع هذا الترشح؟

- هناك من الأدباء الأساتذة والزملاء من أسعده ما حظيت به، وكأنه المعني شخصيا، وبعض الادباء كان سخيا معي بتضامنه وشعوره إلى درجة أجدني فيها عاجزا عن التعبير عن الامتنان، وحسبي انهم يعرفون، حق المعرفة، الأثر الطيب الذي تركوه في نفسي، وبأنني ممتن لهم كثيرا، واتمنى أن أكون دائما عند حسن ظنهم بي.