السجن 5 سنوات للبراك على خلفية خطابه في «كفى عبثاً» الذي وجهه إلى سمو الأمير

Ad

• «الجنايات»: طلب دفاعه سماع شهادة رئيس الوزراء وآخرين هدفه تجميد المحاكمة

• البراك: الحكم باطل... وسأنفذه بشرط أن تأتيني ورقة المحكمة إلى بيتي

في تطور لافت على الساحة السياسية، تحدى نواب الحركة الدستورية (حدس) وكتلة العمل الشعبي وعدد من الشباب أمس، أمام ديوان البراك، حكم محكمة الجنايات القاضي بحبس النائب السابق مسلم البراك خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، بإعادة إلقاء خطابه في "كفى عبثاً"، الذي ألقاه في ساحة الإرادة ووجهه إلى سمو أمير البلاد، وحُكم عليه أمس بسببه.

وفور الانتهاء من إلقاء الخطاب، انطلقت مسيرة حاشدة من منطقة الأندلس باتجاه مبنى السجن المركزي، واستمرت قرابة الساعة، لتعود أدراجها مجدداً إلى ديوان البراك وسط غياب لافت للأجهزة الأمنية.

وكانت المحكمة، برئاسة المستشار وائل العتيقي ذكرت، في حيثيات حكمها، أن المتهم تحدث عن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد بوصف فيه عيب، وإهانة صريحة تخلّ بالاحترام الواجب لسمو الأمير، كما أن عبارة "لن نسمح لك" الواردة في الخطاب تتضمن تعدياً على حقوق الأمير وسلطته، وهي عبارة استمرأها المتهم وظل يرددها مهيجاً مستمعيه على تردادها.

ورأت أنه لا يلزم لتوافر عناصر التجريم في التهم المسندة إلى المتهم أن يشير إلى الأمير مباشرة وصراحة، بل يكفي أن يفهم مراده بالعيب في الذات الأميرية والطعن على حقوق الأمير وسلطاته من مفردات القول.

واعتبرت المحكمة أن طلب دفاع البراك سماع شهادة رئيس الوزراء وشهود آخرين خلال الجلسات الماضية هدفه تجميد المحاكمة لتجنب صدور الحكم، وتأجيله إلى أجل غير مسمى، لافتة إلى أنها منحت المتهم أجلاً تلو الأجل لتقديم دفاعه.

وعقب صدور الحكم، أعلن البراك من ديوانه بالأندلس استعداده الكامل لتنفيذه، في وقت سارع محاموه إلى الاستئناف، وسط توقعات مصادر بأن تحدد جلسة أمام محكمة الاستئناف الأسبوع المقبل.

وقال البراك في تصريح: "أنا أعلم أنهم لا يحاكموننا فقط على خطاب قيل في ساحة الإرادة رغم أهميته، ولكنهم يعاقبوننا على مسيرة 17 سنة لم نخذل فيها الشعب ولم نخنه".

وأكد أن "السلطة لا تريد هذه النماذج من النواب التي لا تخون الشعب، بل تريد سراق المال العام والقبيضة ومنتهكي الدستور والقانون والمناقصات"، مضيفاً: "أنا متأكد أنهم سيرون وضعاً لم يفكروا فيه يوماً من الأيام، فاليوم لم نعد نقبل رئيس مجلس وزراء من الأسرة الحاكمة إطلاقاً".

ووصف البراك الحكم بأنه باطل، مضيفاً أنه رغم ذلك سينفذ الحكم بشرط أن تأتيه ورقة المحكمة إلى بيته، مؤكداً أن السجون لن ترهبه بل ستزيد من عزمه ومواقفه تجاه الشعب الكويتي.

وعُقِد لقاء تضامني في ديوان البراك حضره عدد من النواب السابقين، صدر في نهايته بيان ختامي تلاه النائب السابق جمعان الحربش، جاء فيه: "لم يعد يرهبنا أيُّ إجراء مما توصلت إليه السلطة من قرارات، وفي ظل حبس أبطال الكويت، نوجه نداءً إلى الشعب الكويتي بالقول، إن المعركة ليست معركة مسلم (البراك) أو الشباب المحبوسين في السجون، بل معركة كرامتنا ومستقبل أبنائنا".

وأضاف البيان أن "وقت الخوف قد ولّى، والآن بداية الحراك الميداني الذي سيقلب المعادلة على السلطة"، مؤكداً أن "ما تقوم به السلطة وأصحاب القرار من تعسف لن يثنينا عن شيء، حتى لو وصل الأمر إلى الموت، فلا شيء أصبح يرهبنا، حيث ذهب أغلى ما نملك وهو الكرامة".