الأسد يتعهد بـ «تطهير» سورية وقتلى «تفجير الإيمان» 49

نشر في 23-03-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-03-2013 | 00:01
No Image Caption
• الخطيب يتهم جهات خارجية بتمويل متطرفين  • باريس ولندن: النظام مستعد لاستخدام «الكيماوي»

تعليقاً على التفجير الذي أودى بحياة رجل الدين السني الموالي له، تعهد الرئيس بشار الأسد أمس بـ«تطهير سورية من الإرهابيين» في حين ارتفعت حصيلة قتلى التفجير إلى 49 شخصاً. جاء ذلك، في حين قال رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب إن جهات خارجية تمول بعض المجموعات الإرهابية.

تعهد الرئيس السوري بشار الأسد أمس بـ«تطهير سورية من المتطرفين والارهابيين» الذين حملهم مسؤولية التفجير الانتحاري الذي أودى بحياة رئيس هيئة علماء بلاد الشام محمد سعيد البوطي في حين ارتفعت حصيلة التفجير إلى 49 قتيلاً.

وقال الأسد، في برقية عزاء أوردتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) الرسمية أمس: «قتلوك يا شيخنا لأنك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف أصلا إلى تدمير مفاهيم ديننا السمح... فوعداً من الشعب السوري وأنا منه أن دماءك أنت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى، لأننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم»، وأضاف الاسد مخاطباً البوطي «سنتمثل بنهجك الذي نذرت جل حياتك من أجله في كشف زيف الفكر الظلامي والتحذير منه... هذا النهج سيبقى ركنا أساسيا من أركان العمل الديني في سورية... كما سنبقى مستذكرين دائما أفكارك الخيرة بنشر كلمة المحبة والإخاء التي يتوحد حولها المسلمون».

وقال وزير الصحة السوري سعد النايف أمس خلال تفقده مصابي التفجير فى مشفى دمشق إن «عدد ضحايا التفجير الارهابي الانتحاري في جامع الايمان بدمشق ارتفع الى 49 شهيداً». وكانت وزارة الصحة أفادت في حصيلة سابقة عن مقتل 42 شخصا وإصابة اربعة وثمانين آخرين بجروح.

وأدانت روسيا أمس التفجير، ووصفته بـ»الإرهابي»، كما دانته إيران معتبرة ان «استشهاد الشيخ محمد سعيد البوطي المعروف بمواقفه المؤيدة للمقاومة الاسلامية ضد النظام الصهيوني، ستلقي الضوء كاملا على تآمر الولايات المتحدة والنظام الصهيوني ووكلائهما الاقليميين الذين يساعدون ويسلحون المجموعات الارهابية السورية لإيجاد انقسامات بين الاديان».

ودان الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي امس التفجير، مطالباً بـ»ضرورة الاسراع في متابعة مقترف هذه الجريمة النكراء التي تستهدف الأبرياء».

وكذلك دان مجلس الأمن الهجوم بأشد العبارات، وتبنى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الانسان التمديد سنة اضافية لمهمة لجنة التحقيق بشأن الأوضاع في سورية، متبنياً القرار الذي قدمه الأردن والكويت والمغرب وقطر والسعودية وتونس والامارات.

الخطيب

في سياق آخر، أعلن رئيس الائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، أمس أن المعارضة السورية ستترك السلاح إذا استطاعت مواصلة طريقها من دونه، متهماً جهات خارجية بتمويل واستخدام جماعات متطرفة بما لا يخدم مصلحة البلاد. وقال الخطيب في حديث لوكالة أنباء «الأناضول» التركية إن «المعارضة السورية ستترك السلاح إذا استطاعت مواصلة طريقها من دونه». وإذ أقرّ بوجود جماعات «إرهابية» ومتطرفة داخل سورية، قال إن «هناك بعض الجهات الخارجية تمول جماعات متطرفة، وتقوم باستخدامها بطريقة لا تخدم مصلحة البلاد».

وحول انتخابات رئاسة الحكومة المؤقتة التي تشكلت في 19 مارس الجاري في اسطنبول، قال الخطيب إن «الحكومة تنفيذية وستعمل تحت المظلة السياسية للائتلاف»، والهيئة السياسية التي انتخبت قبل 3 أيام سيكون لها صفة رقابية على الحكومة المؤقتة. وأشار إلى أن الحكومة ستؤدي مهامها في الداخل والخارج.

وأعرب عن ارتياحه لاختيار غسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، قائلاً إنه «ذو أصول كردية ودمشقي المولد، وهذا يعطيه علاقة جيدة مع المجتمع السوري بكل أطيافه، وهو يفكر بالمصلحة الوطنية العامة للدولة... وقد يكون خير وسيط في حل نقاط معلقة، كونه ينتمي إلى أكثر من جهة، وستطالب هذه الحكومة بتمثيل سورية في المحافل العربية والإقليمية والدولية». واتهم الخطيب النظام السوري باستعمال الأسلحة الكيميائية، مؤكداً «عدم استخدام المعارضة للأسلحة المحرمة دولياً، أو طائرات حربية، أو صواريخ سكود».

باريس ولندن

وعبر وزيرا خارجية فرنسا وبريطانيا عن قلقهما المتزايد إزاء استعداد الأسد لاستخدام أسلحة كيماوية في الحرب في سورية. وفي رسالة لكاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ووزير الخارجية البريطاني وليام هيج «الازمة تعرض استقرار المنطقة للخطر بشكل متزايد... ونحن قلقان بشكل زائد من رغبة النظام في استخدام اسلحة كيميائية». وقال مسؤول أميركي أمس الأول، إنه يبدو على نحو متزايد أنه لم يتم استخدام سلاح كيماوي في سورية هذا الأسبوع لكن مسؤولين حثوا على توخي الحذر قائلين ان أجهزة الاستخبارات لم تصل بعد إلى استنتاج نهائي. وكانت حكومة الأسد والمعارضة تبادلا الاتهامات باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم صاروخي على خان العسل قرب حلب يوم الثلاثاء الماضي تسبب في مقتل 26 شخصا. وأبلغ السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون ليل الخميس ـ الجمعة دمشق بقراره إجراء تحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في الهجوم الذي استهدف قرية «خان العسل» وموقعين آخرين تلبية لطلب مشترك تقدمت به بريطانيا وفرنسا.

إلى ذلك، قالت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس إن الاستخبارات العسكرية السرية، المعروفة باسم «ام آي 16» في بريطانيا، على عيّنات من تربة منطقة خان العسل ونقلتها إلى لندن، ومنها إلى «مجمّع بورتون داون» للبحث العلمي العسكري التابع لوزارة الدفاع وذلك في عملية سرية.

ألمانيا

في سياق آخر، ألمح وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلله أمس قبيل بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي اليوم في دبلن الى استعداد حكومته للموافقة على مد المعارضة السورية بالسلاح.

وأوضح ان ذلك يأتي تجاوبا مع مطالب فرنسية وبريطانية اعربت من خلالها حكومتا البلدين عن ضرورة تزويد المعارضة السورية بالسلاح من اجل اسقاط النظام السوري.

  (دمشق - أ ف ب،

رويترز، د ب أ)

back to top