لبنان: طرابلس تحبس أنفاسها وتنتظر قرار «التفجير»
• «إعدام» عمر الأطرش يعيد «الأمن الذاتي» من بوابة «تنفيذ العدالة»
• السنيورة يتلقى رسالة من روحاني... فهل بدأ التقارب السعودي ــ الإيراني؟
• السنيورة يتلقى رسالة من روحاني... فهل بدأ التقارب السعودي ــ الإيراني؟
تعيش طرابلس توتراً مكتوماً، وبدل أن ينهمك سكان المدينة بالاحتفال بحلول عيد الأضحى المبارك، ها هم يحبسون الأنفاس في انتظار قرار التفجير الذي سيأتي لا محالة، بحسب ما تشي به التصريحات والمواقف السياسية عقب اعتقال عدة أشخاص من منطقة جبل محسن التي تسكنها غالبية علوية واتهامهم بالتورط بالتفجيرين اللذين استهدفا مسجدي السلام والتقوى في 23 اغسطس الماضي، وأسفرا عن مقتل 51 شخصاً. وادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر أمس على 3 موقوفين هم يوسف دياب وأنس حمزي وحسين جعفر وعلى 4 فارين من وجه العدالة بجرم تأليف عصابة مسلحة بقصد القيام بأعمال إرهابية وتفجير مسجدي التقوى والسلام، وأحالهم تبعاً للادعاء الأساسي الى قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا، وبذلك يصبح عدد الموقوفين في تفجيري طرابلس خمسة أشخاص.
وأشارت تقارير نشرتها «الجريدة» أمس الأول الى أن الموقوفين والمطلوبين ومجموعهم سبعة أشخاص ينتمون الى الحزب «العربي الديمقراطي»، وأن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تمكنت من اثبات تورط جهاز المخابرات السورية في التفجيرين. رفعت عيد في هذا السياق، أشار الأمين العام للحزب «العربي الديمقراطي» رفعت عيد خلال مؤتمر صحافي أمس الى أن «المنطق يقول إن من قام بالتفجيرات في طرابلس أراد أن يفتعل الفتنة»، ولفت الى أن «تاريخنا مع فرع المعلومات ليس جديداً، وفوجئنا أنه قبل 4 أيام من توقيف دياب اتصل بي أحد الأصدقاء وقال لي ان أحد ضباط المعلومات يريد مقابلتي». وأشار عيد الى أن «التسريبات تخلق فتنة ونسأل لماذا تم تسريب الأسماء؟»، مشدداً على أن «كل الناس بريئة حتى تثبت إدانتها»، ومعتبراً أن «انهم ارادوا التضحية ببعض الاشخاص وكأنهم خواريف». وأكد «إذا صدر عن القضاء ان الحزب العربي الديمقراطي هو متورط فليحلّ وزير الداخلية الحزب، وإذا تبين العكس فسنطالب بحل فرع المعلومات». وكان عيد قال في حديث صحافي نشر أمس إن «أيا من الاسماء المتداولة لا ينتمي أساساً الى صفوف الحزب»، لافتاً الى أن «دياب، مطلوب من الجيش السوري لتهربه من الخدمة العسكرية، وبالتالي فإنه يتجنب منذ فترة طويلة الدخول الى سورية خشية إلقاء القبض عليه، أما أنس حمزة وحيان حيدر فلا نعلم أصلا أن هناك شخصين يحملان هذين الاسمين في جبل محسن». في المقابل، دعا رئيس جمعية «اقرأ» الشيخ بلال دقماق الى «حل الحزب العربي الديمقراطي واعتقال رئيسه، وفك الحصار عن 60 ألف مواطن، سيما ان ما يقوم به يجر لبنان كله الى فتنة، وبالتالي هو مغطى سياسيا خصوصا من حزب الله على انه من أشرف الناس». «الأمن الذاتي» في سياق آخر، وبعد اسابيع من تنفيذ الخطة الأمنية في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، ورفع الحواجز الأمنية التي أقامها الحزب في مختلف المناطق اللبنانية وتسليمها الى قوى الأمن الشرعية، عاد الحديث عن «الأمن الذاتي» الذي يعتمده الحزب هذه المرة من بوابة «تنفيذ العدالة»، بعد اغتيال عمر الأطرش المتهم بتنفيذ تفجيري بئر العبد والرويس في الضاحية بصاروخ موجّه أو بعبوة ناسفة في منطقة نائية من جرود عرسال قبل يومين، واتهام حزب الله بالوقوف وراء العملية. وتعليقاً على قتل الأطرش، كتب الصحافي اللبناني علي الأمين: «عمر الأطرش، الذي حكم عليه بأنه وراء تفجيري الضاحية بلا محكمة وبلا اي اجراء قانوني، سيظل هو القاتل في نظر متهميه. الجديد هو إعدام الأطرش، بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة الاعدام. كما لو انّ هناك من يقول: انا الامن والعسكر، وانا النيابة العامة والمحاكمة والمحكمة، وأنا منفّذ احكام الاعدام». السنيورة ــ آبادي الى ذلك، بدا لافتاً أمس زيارة السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن آبادي لرئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة. ورغم أن الزيارة ليست الأولى من نوعها، فإن إعلان آبادي أنه سلم إلى السنيورة رسالة «شكر وتهنئة بالأعياد» من الرئيس الإيراني حسن روحاني طرح تساؤلات حول التقارب الإيراني ــ السعودي الذي تأجل الى ما بعد عيد الأضحى بعد ان كان متوقعاً عقد لقاء قمة بين روحاني والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال الحج. وأكد آبادي بعد اللقاء «اهتمام إيران بتعزيز العلاقات مع جيرانها ومع لبنان، بالإضافة إلى وقوف ايران الى جانب لبنان واللبنانيين جميعاً»، مشدداً على «ضرورة تعزيز التعاون أكثر فأكثر خصوصاً في هذه المرحلة، واستعداد إيران في هذا المجال».