"بُلينا بقومٍ يظنون أن الله لم يهدِ سواهم!"

Ad

                                                              ابن سينا

يبدو أننا أصبحنا من أمهر الشعوب مقدرة على العزف بآلة العاطفة التي أخذت تسيطر على معظم حركاتنا وسكناتنا وتعاملاتنا مع أحداث الساحة ونظرائنا في المجتمع.

فإن أراد أي فريق العودة إلى دائرة الضوء والسيطرة على الجماهير، فما عليه سوى الإشارة إلى مجموعة العازفين ليبحثوا بدورهم بين ألحانهم البالية التي سطروها باسم الدين، ذلك الدين الذي يعتبرونه ملكاً حصرياً لهم وحدهم، وسرعان ما تبدأ بعد ذلك "سيمفونية" التجارة الدينية بالعزف وتطويع مشاعر الناس البسطاء حول محراب ذلك الفن الكئيب!

فمن لا يمتلك رؤية حقيقية يؤمن بأدق تفاصيلها إيماناً راسخاً أو مشروعاً واضح المعالم يطرق من خلاله باب العقل بالحجة والدليل العلمي ليجمع الناس حول "الفكرة" يسعَ بالمقابل إلى تجييش الناس تحت رايته من خلال دغدغة المشاعر وقلب الحقائق وتسويق الوهم في سبيل السيطرة والحصول على مكانة بين أبناء المجتمع، وهي في الحقيقة وجاهة من ورق أوهن من بيت العنكبوت!

نعم، لقد حول البعض الديمقراطية بكل اقتدار إلى مسرح عرائس يتلاعب الساسة والمتنفذون بأطراف خيوطه، ولا يزال الجمهور المنقسم على نفسه، دون أن يدري ما هو السبب وراء ذلك الانقسام، يصفق بحرارة من الحسرة والألم  تارة، ومن الإحباط وقلة الحيلة تارة أخرى، ولو انتبه إلى واقعه لعلم أن تصفيقه ما هو إلا تلميع وعبودية لأولئك القابعين في الصفوف الأمامية!

فلو فرضنا أن أحد مشايخ الدين لفئة معينة نفض غبار النسيان عن بعض صفحات تاريخنا الإسلامي أو تعرض "جدلاً" لمعتقدات فئة أخرى، أو حتى أخطأ بحقهم، فهل يحق لتلك الأخيرة اتهامه "ومن معه" بالكفر والزندقة والإلحاد وإخراجهم من الملة، دون أدنى محاولة من منظّريها لمقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل!

إن محاولات تغييب العقل وإيهام البشر بأنهم أتباع لا يحق لهم التفكير، وأن العقل الذي في رؤوسهم ليس سوى أداة لتلقي الأوامر، وممارسة الإرهاب الفكري بتسليط الضوء على "شديد العقاب" وغض الطرف عن "غفور رحيم" ما هي إلا أساليب يراد من ورائها السيطرة على الجماهير وتكبيلها وتطويع مسيرها في اتجاه معين.

كما أن تهميش معاني التسامح والتآخي والتقليل من أهمية مبدأ "رحماء بينهم" ما هو إلا تطبيق وقح لسياسة فرّق تسُد!

خربشة:

أليس من واجب البنوك "الإسلامية" ومنتسبيها رفض إدراجهم ضمن قانون إسقاط فوائد القروض، لأن الفوائد "محرمة"!