البحرين تطرح سندات سيادية قياسية
جمعت البحرين 1.5 مليار دولار في يوليو الماضي من بيع سندات لأجل عشر سنوات، بسعر فائدة يبلغ 6.1 في المئة، ويتم تداول هذه السندات حاليا بفائدة 4 في المئة.
اتفقت البحرين مع عدد من المصارف على ترتيب عملية إصدار سندات سيادية، في الوقت الذي تسعى فيه للاستفادة من أسعار الفائدة المنخفضة، وازدياد مشاعر الارتياح لدى المستثمرين بخصوص أزمتها السياسية.وتعاقدت البحرين مع عدد من المصارف، هي "بي إن بي باريبا"، و"سيتي غروب"، و"جي بي مورغان" و"جي آي بي كابيتال"، لإصدار سندات قياسية من المتوقع أن تجمع 500 مليون دولار، وفقاً لمصرفي مطلع على الخطة.
ويمكن للبحرين، التي يرجح لها أن تعاني عجزا في المالية العامة هذا العام، أن تستخدم عوائد البيع لمساعدتها في مساندة الإنفاق على بنود الميزانية، وكانت آخر مرة تبيع فيها البحرين سندات في يوليو الماضي، حين كانت التصورات حول المخاطر أعلى مما هي عليه الآن.ويقول تشافان بوجيتا، رئيس قسم استراتيجية الأسواق في بنك أبوظبي الوطني: "الوقت مناسب الآن للاقتراض. كثير من المستثمرين، خصوصاً من الخارج، مازالت جيوبهم عامرة بالمال، ويبحثون عن أوراق يستثمرون فيها".والبحرين حاصلة على مرتبة ائتمانية بدرجة BBB من وكالة ستاندرد آند بورز، وقد جمعت 1.5 مليار دولار في يوليو الماضي من بيع سندات لأجل عشر سنوات، بسعر فائدة يبلغ 6.143 في المئة. ويتم تداول هذه السندات في الوقت الحاضر بفائدة 4 في المئة، وفقاً للمستثمرين.وكانت تكاليف التأمين على سندات البحرين لأجل خمس سنوات للوقاية من الإعسار، 201 نقطة أساس، أي أكثر بواقع 100 نقطة أساس، مما كان عليه الحال حين باعت السندات في المرة الأخيرة، وفقاً لشركة ماركت لتزويد البيانات. وهذا يعني تراجعاً في الإحساس بالمخاطر نحو البحرين من أن تعجز عن سداد ديونها.وتوقع البنك المركزي أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لعام 2013 نحو 4 في المئة، وكانت نسبة النمو في السنة الماضية بحدود 3.5 في المئة، وهي نسبة كانت أدنى من التوقعات. وتعثر النمو في الناتج المحلي الإجمالي قرب نهاية العام الماضي، بسبب تراجع في إنتاج أحد حقول النفط المشتركة مع السعودية، كان يشكل نحو 70 في المئة من موارد الميزانية، وخلال السنتين السابقتين تراجع النمو الاقتصادي في البحرين عن بقية جيرانها الخليجيين وسط استمرار الاضطرابات.ويجري تداول السندات السيادية البحرينية عند مستويات مماثلة لسندات دبي، التي لا تحمل مرتبة ائتمانية، ويعود جزء من ارتياح المستثمرين في ما يتعلق بالأزمة السياسية في الجزيرة إلى المساندة الضمنية من السعودية.وهذا الأسبوع جمعت شركة اتصالات البحرين "باتيلكو" 650 مليون دولار في أول إصدار للسندات لهذه الشركة، التي هي أكبر شركة للهاتف في البلاد، حيث تسعى لتأمين التمويل من أجل عملية استحواذ.واجتذبت "باتيلكو"، التي تتوسع في الخارج بعد معاناتها متاعب في سوقها المحلي، مبلغ 4.75 مليارات دولار في عروض للسندات، التي اشترى أكثر من ثلثها مستثمرون في الشرق الأوسط.ومن المتوقع أن يصوت برلمان البحرين في الأسبوع المقبل على ميزانية 2013-2014. وذكرت تقارير في وسائل إعلام محلية أن العجز في الميزانية يتوقع له أن يظل ثابتاً عند نحو 2.1 مليار دولار، وسط زيادة في الإنفاق، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتحفيز النشاط في الاقتصاد غير النفطي.وبدأت المساعدات الاقتصادية من الدول الخليجية الأخرى أخيراً في الوصول إلى البحرين، بما في ذلك الدفعة الأولى من تعهدات بتمويل مشاريع بقيمة 2.5 مليار دولار، من الإمارات والكويت.والحكومة راغبة بقوة في إعطاء صورة على أن الأمور تسير كالمعتاد، رغم الاحتجاجات. وتشكل مسابقات فورمولا 1 جراند بري، التي جرت رغم الانتقادات في الصحافة والإعلام، جانباً حيوياً من هذه الخطة، في الوقت الذي ترجو فيه البحرين إنعاش السياحة وخدمات الأعمال.(فايننشال تايمز)