وسط أنباء عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية أمس منزل الرئيس بشار الأسد في حي المالكي في قلب العاصمة دمشق، تمكن الجيش الحر من السيطرة على سرية هجانة وأربعة مخافر عند الحدود السورية- الأردنية، في حين احتدمت المعارك في ريف اللاذقية ودرعا وحماة.

Ad

أفادت قناة "العربية" في خبر عاجل أمس باستهداف قوات المعارضة السورية بقذائف هاون منزل الرئيس بشار الأسد في حي المالكي الراقي وسط دمشق، مشيرة إلى أن هؤلاء المقاتلين استهدفوا أيضاً سفارتي روسيا وإيران في قلب العاصمة.

وإذ لم تذكر القناة أي تفاصيل إضافية عن العملية، نفى على الفور المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية أمس أنباء استهداف منزل الرئيس الأسد. وقالت رئاسة الجمهورية، على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "كل الأنباء التي تتحدث عن استهداف منزل الرئيس الأسد في دمشق عارية تماماً عن الصحة".

وسبق أن تداولت وسائل إعلام أنباء استهدف موكب الأسد أثناء توجهه إلى صلاة عيد الفطر قبل أيام، وأعلن أحد فصائل المعارضة المسلحة استهداف الموكب بأكثر من 10 قذائف هاون في منطقة المالكي.

في هذه الأثناء، أعلنت وكالة الأنباء السورية إعفاء الأسد أمس آلافا من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للمشاركة في الحرب الأهلية من دفع أقساط ديون وغرامات على تسديدات متأخرة خلال فترة خدمتهم.

ويرجح أن يكون الهدف من المرسوم هو رفع الروح المعنوية للجنود والحيلولة دون حدوث انشقاقات في الجيش في فترة متوترة جدا بعد قرابة عامين ونصف من الحرب الأهلية الدائرة.

تقدم المعارضة

إلى ذلك، أفاد المركز الإعلامي السوري أمس بأن الجيش الحر سيطر على سرية هجانة وأربعة مخافر عند الحدود السورية- الأردنية.

وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات المعارضة سيطرت على "المخفر الحدودي 29" في درعا قرب حدود الأردن، كما اقتحمت "معمل السيراميك" في بلدة عدرا بريف دمشق.

من جانبه، ذكر مكتب "أخبار سورية"، وهي وسيلة إعلام سورية مستقلة مقرها لبنان، أن قوات المعارضة سيطرت على 23 قرية في ريف حماة ضمن معركة "قادمون" التي تشارك فيها مجموعة من الألوية والكتائب المنضوية تحت مظلة الجيش الحر.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري دارت في بلدة القاسمية بريف دمشق، وفي حي القابون ومخيم اليرموك في ضواحي دمشق، وحي الصناعة، وضاحية الراشدين في مدينة دير الزور، وبلدة مورك في ريف حماة، ومنطقتي الراموسة ودوار شيحان في حلب.

معارك اللاذقية

وفي ريف اللاذقية، قالت المعارضة السورية إنها قصفت مواقع لقوات النظام، وإنها باتت على مشارف قرية بلاطة، بعد استيلائهاعلى بلدة بيت شكرحي.

من جهته، بث التلفزيون السوري أمس صوراً للاشتباكات الدائرة في ريف اللاذقية، مؤكداً أن قوات النظام هاجمت المناطق التي استولى عليها من وصفتهم بالإرهابيين في كفريا وتلا وعرامو وتمكنت من استعادة السيطرة عليها، وأنها تتجه نحو بلدة بيت شكرحي.

وكان أكثر من 18 معارضاً قتلوا أمس الأول في معارك مع القوات النظامية في محافظة حماة وسط سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري.

وفي الشمال، فقد أثر معارض معروف في حلب وأعرب المرصد السوري عن مخاوفه من أن يكون قد خطف بأيدي جهاديين ينتمون إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة.

يأس بريطاني

في غضون ذلك، وصف وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، دنكان سميث، الصراع في سورية بأنه مستعص وغير قابل للحل والأكثر خطورة وتعقيداً في منطقة الشرق الأوسط.

وقال سميث، المسؤول عن المساعدات البريطانية للشرق الأوسط وشمال افريقيا، لصحيفة فايننشال تايمز أمس إن الوضع في سورية "يمثل أكبر التزاماتنا الإنسانية بالمقارنة مع أي وقت مضى، وأصبح مستعصياً وغير قابل للحل من بين جميع الأوضاع التي رأيتها في الشرق الأوسط"، معرباً عن خشيته من أنه "سيستمر فترة طويلة".

(دمشق، لندن- أ ف ب، يو بي آي، رويترز)