"لن يكون هناك طريق غير الفوضى، التي تخلق عالماً عربياً جديداً"... بهذه الجملة المحورية، لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كونداليزا رايس دشَّنت الولايات المتحدة عام 2005 "مشروع الشرق الأوسط الكبير" فعلياً، في أكثر مناطق العالم توتراً، إلا أن المشروع القائم على تقسيم دول المنطقة العربية إلى دويلات عرقية وطائفية، اصطدم بحقائق فرضتها الثورة المصرية في موجتها الثانية "30 يونيو"، وبدا أن "ميدان التحرير" هو المحطة التي يتعثر عندها قطار "الشرق الأوسط الكبير".
الإدارة الأميركية الباحثة عن الهيمنة، بدأت خطوات شرق أوسط جديد، قائم على ثنائية الإثنية والطائفية، بدعم صريح للأصولية الدينية والاضطرابات العرقية بعد أحداث سبتمبر 2001، كما هو حادث في العراق، ووضعت واشنطن آمالاً عريضة على حكم جماعة "الإخوان المسلمين" لنشر نفوذها في المنطقة، وبث الفوضى بقيادة هلال سني لمواجهة إيران الشيعية، لكنها لم تجنِ من تحالفها مع "الإخوان" إلا الخسارة، على حد قول المفكر د.عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة حلوان.يضيف الدسوقي لـ"الجريدة": "الثورة المصرية وضعت حداً للمشروع الأميركي لإعادة رسم العالم العربي، باستخدام قفاز الدين عبر مناصرة الجماعات الأصولية، خاصة "الإخوان" التي رأت فيها أميركا فرصة ذهبية لحل مشاكلها، في أكبر دولتين عربيتين مصر وسورية، لكن "الإخوان" تلقوا ضربة قاصمة في مصر ما سيؤدي إلى ضعفهم في سورية، ويعني ضعف اليمين الديني في العالم العربي كله".
دوليات
قطار «الشرق الأوسط الكبير» يتعثَّر في «التحرير»
10-07-2013