فجَّر عضو لجنة تعديل الدستور المصري، الناشط السيناوي مسعد أبوفجر، مفاجأة كبيرة، بأن جماعة «الإخوان» كانت ولاتزال تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية، في شبه جزيرة سيناء.  وشدد أبوفجر، في حوار لـ«الجريدة»، على أن «الإخوان» موّلت جهاديين هناك لخدمة هذا المخطط، مشيراً إلى أن الإرهاب في سيناء يتزايد لوجود القوات المسلحة على أرضها من دون تخطيط، ما يجعلها فريسة للجماعات الإرهابية، وفي ما يلي نص الحوار:

Ad

 

• ما تقييمك للوضع الحالي في سيناء؟

- أرى أن الوضع في سيناء سيئ جداً، ويزداد تدهوراً لأن مصر تحارب الإرهاب من دون أي خبرة، كما أن السبب في اشتعال الأوضاع في سيناء هو تشابك أحلام شباب بالإمارة الإسلامية مع اللحظة الإخوانية، التي حدثت في حكم الرئيس السابق محمد مرسي، والحقيقة أنك في سيناء تحتاج لعقل شكسبير لمواجهة الإرهاب على أرض الفيروز.

 وقضية سيناء ستحل وحدها لأن الثورة جاءت لحرق مرحلة «الإسلام السياسي» التي لا يمكن أن تُحرق إلا بالدم، لذا فإن ما يحدث في سيناء من سيناريوهات الموت اليومي، شيء طبيعي علينا أن نتفهمه، لكن النظام الجديد أضعف من القدرة على العبور من تلك الأزمة، التي تحتاج إلى نظام ديمقراطي ثوري حقيقي، وذلك لم يحدث حتى الآن.

• لماذا لم يتم القضاء على الإرهاب في سيناء على الرغم من جهود الجيش هناك؟

- وجود القوات المسلحة على أرض سيناء من دون تخطيط، يجعلها فريسة للجماعات الإرهابية، فهذه العناصر لديها دراية بدروب ومدقات الصحراء، والجيش ليس له خبرة بمحاربة الإرهاب، لأنها في الأصل مهمة وزارة الداخلية، كما أن الجيش يعتمد مبدأ تدمير البؤرة دون المساس بالمحيط أو الإضرار به، وهو ما يعتبر عائقا، لأن البؤر الإرهابية تعيش في قلب المناطق السكنية.

• هل يوجد داخل التنظيمات الجهادية سيناويون؟

- نعم للأسف، وأغلبهم من سيناء، كما أن هناك جماعات دينية موجودة، ومن الواضح أن جماعة «الإخوان» وتنظيمها الدولي اخترقوا تلك الجماعات وزرعوا داخلها خلايا، تنفذ حالياً حرباً على مؤسسات الدولة، متخذة من سيناء ميداناً لتلك الحرب، ولكن معظم قبائل سيناء ترفض الإرهاب.

• ما الحلم الذي يجمع الجهاديين الذين يتحركون في سيناء الآن؟

- في منطقة شرق العريش تتخذ الجماعات الجهادية من «بن لادن» بطلاً، وهم على صلة قريبة بتنظيم القاعدة، وحلمهم تدشين إمارة إسلامية في سيناء، وقد استغل «الإخوان» هذا الحلم، وبدأوا في تمويل تلك التنظيمات لكسر الجيش، وتفتيت الدولة، وتم إمداد تلك التنظيمات بمدربين للقتال من غزة.

• هل هناك تعاون بين أهالي سيناء والجيش للقضاء على الإرهاب؟

- لا يوجد تعاون بين الجيش والسيناويين للقضاء على الإرهاب، وهناك احتمالان لذلك، إما أن الجيش ليس على دراية بكيفية تحقيق ذلك التعاون، أو أنه ليس هناك رغبة لدى القوات المسلحة في التعاون مع الأهالي، الأمر يسير بنوع من التخبط، حيث كل ما يعلمه السيناويون هو أن الجيش يتعرض للهجوم ويرد على ذلك، دون معرفة التفاصيل.

• ما تقييمك لحملة الجيش لإغلاق الأنفاق بين الحدود المصرية وقطاع غزة؟

- من وجهة نظري، تعتبر حملة الجيش على الأنفاق حقيقية وناجحة، فأكثر من نصف الأنفاق لا يعمل خوفاً من تدميرها، ومن يرى أنها حملة غير ناجحة فهو لا يرى المشهد جيداً.

• هل حملة هدم الأنفاق هي السبب في الهجوم على الجيش؟

- لا يمكن حصر الهجوم على الجيش في المتضررين من هدم الأنفاق فقط، ولكن الأمر الذي لا شك فيه هو أن «الإخوان» هم الداعم الحقيقي للإرهاب، والوقوف خلف الهجوم على الجيش وكسر شوكته والانتقام منه بعد عزل الرئيس السابق.