حدثينا عن فيلم «الشارع لنا»؟

Ad

يعرض الفيلم مشاكل المواطنين أصحاب الحقوق المهدورة في مصر ويرصد تظاهراتهم التي كانوا يبيتون خلالها في الشوارع، ومن هنا جاء اسمه.

ما الذي دعاك إلى تصوير هذه الاعتصامات كافة؟

قبل قيام الثورة بعامين، وجدت نفسي أتعايش بشكل مبالغ فيه مع سكان العشوائيات والمهمشين وأطفال الشوارع، لذا فكرت في توثيق تظاهراتهم تحسباً لأي حدث.

وما أكثر المشاهد التي أثرت فيك؟

مشهد السيدة العجوزة التي كانت تهتف ضد الفساد ثم سقوطها على الأرض؛ فقد أردت تشبيهها بمصر، خصوصاً حينما حاولت أن تقوم مستندة عليّ، فشعرت كأن مصر استندت على الثورة للإطاحة بنظام مبارك.

ما الهدف من وجود شخصيات عامة في الفيلم؟

صورت الفيلم قبل الثورة بعامين، ولإحساسي الداخلي بأنه سيأتي يوم يجتمع فيه أصحاب هذه المطالب الفئوية ليعلنوا العصيان والثورة، ولأنني لست محللة سياسية ولا إعلامية، بل مخرجة مهمتها رصد ما يحدث في البلاد من خلال التصوير، حرصت على عرض وجهة نظر الشخصيات العامة بوضوح.

وكيف جاءت فكرة فيلم «أنا والأجندة»؟

عندما نزلت يوم 25 يناير، شاركت في الثورة بصفتي مواطنة ثائرة لا مخرجة، وفي عز هذه التظاهرات طالعتنا وسائل الإعلام المختلفة تفيد بأن الموجودين في التحرير لديهم «أجندة» خاصة بهم، وممولون من جهات خارجية، الأمر الذي أغضبني بشدة لأن تجربة «الشارع لنا» قربتني من هذه الفئات بشكل كبير. حتى إنني وجدت منها أعداداً كبيرة في التحرير وأعلم أن جميعهم لا علاقة له بالأجندات الداخلية ولا الخارجية، لذا حاولت في الفيلم إبعاد هذه الاتهامات عن الثوار من خلال بيان أهدافهم.

هل كنت تعرفين أنك تصورين حدثاً مهماً في تاريخ مصر؟

لا إطلاقاً، ولا كنت أعلم أن يوم 25 يناير هو بداية ثورة لأني اعتدت على تصوير التظاهرات كافة.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في التصوير؟

لم أواجه في «أنا والأجندة» صعوبات، سوى القنابل المسيلة للدموع. ولكن أكثر ما كان يخيفني عموماً أن تُأخذ الكاميرا مني ويتم الاستيلاء على الشرائط فيضيع عملي الذي تعبت لأجله، إلى جانب التهديدات التي كنت أتلقاها.

كيف استطعت تغطية أحداث الثورة في مختلف الميادين والمحافظات؟

يتطلب العمل في الأفلام الثورية سرعة بديهة وإعادة توظيف الأحداث المحيطة بما يتناسب مع موضوع الفيلم، وهو ما يتطلب خبرة أعتقد أنني أملكها؛ فقد أخرجت 65 فيلماً وثائقياً طويلاً وقصيراً ومتوسطاً. تعلمت منذ بداية هذا المشوار أن أكون مرنة وعلى استعداد للتأقلم مع مختلف الأحداث. مثلاً، إذا نزلت لتصوير حدث معين قد يقع آخر أجده أفضل فأغير الخطة كلها. كنت في إحدى المرات أصور فيلماً عن أطفال الشوارع بعنوان «طيارة طايرة»، لكن الطفل الذي اتفقت معه قُبض عليه. كي لا يضيع مجهود فريق العمل والقناة المنتجة قررت تغيير الطفل وعنوان الفيلم إلى «سمك صغير» بالفكرة نفسها، وحصد العمل ثلاث جوائز من بينها جائزة أفضل سيناريو في مهرجان «لقاء الصور» في المركز الثقافي الفرنسي.

هل واجهت صعوبات كونك فتاة تصور هذه الأفلام الصعبة؟

في البداية كانت شركات الإنتاج توزِّع الأفلام بحسب نوع المخرج، وهو ما حرمني من تقديمها، إلى أن طلبت من القيمين أن يمنحوني الفرصة لأثبت العكس وهو ما حدث. ساعدني في ذلك أنني لا أضع أي خطوط حمراء في مواضيع الأفلام، حتى إنهم يرشحونني لتصوير المواضيع الغريبة والصعبة كالبحث عن الألغام في منطقة ما.

هل حققت الأفلام الوثائقية الجماهيرية المطلوبة؟

للأسف، فشلت في ذلك أمام سيادة الروائية الضعيفة، فضلاً عن ان مخرجها يُعامل دائماً على أنه لم يولد فنياً بعد، وما زال مبتدئا، لدرجة أن أصدقائي يسألونني دائماً: متى تقدمين أفلاماً روائية طويلة؟ يكفي وثائقية نريد أن نراك مخرجة في السينما! أتعجب من هذا الحديث وأتساءل: هل من الضروري أن أقدم أفلاماً طويلة كي أصبح مخرجة كاملة؟!

من المسؤول عن هذا الفشل؟

أكثر من جهة، أبرزها المخرج الذي لا يحسن التسويق لنفسه بالشكل الكافي، والمنظومة السينمائية ذاتها التي تتعامل مع الفيلم الوثائقي على أنه مرتبة ثانية وليس أساسياً، في حين أن مستوى بعض الأفلام الروائية الطويلة متدن للغاية ولا يجوز وضعها في دور العرض المصرية؛ فمثلاً بعد ثورة يناير صُدمت بافتتاح الموسم السينمائي بفيلمي «تك تك بوم» و{شارع الهرم» وشعرت بالعار، لأنهما لا يرتقيان إلى مرتبة الأفلام أساساً، ولا يجب وضعهما في تاريخ السينما المصرية العريقة.

وما جديدك؟

أحضر ثلاثة أفلام وثائقية عن التحرش من إنتاج الأمم المتحدة للمرأة، يتناول الأول الكبت الجنسي لدى الشباب وكيفية مواجهته والاعتراف به، والثاني يعرض الأثر النفسي لدى الفتيات، والثالث يلفت إلى أسبابه وأنواعه وكيفية التصدي له.