كيف تردين على حادثة الاعتداء عليك في دار الأوبرا؟
لم تكن الأولى، إذ سبقتها ثلاثة حوادث لا داعي لذكرها الآن، ولم أعطها حينها أكبر من حجمها، فمن اعتدوا عليّ هم مأجورون، ولو كانوا إسلاميين حقاً لأدركوا أن الاعتداء على امرأة ليس من شيم الرجال ومن الدين في شيء. ما حدث لن يغير مواقفي أو يجعلني أتراجع عن أي عمل أقوم به.هل تتوقعين أن يتخذ الأمن موقفاً تجاههم؟بالتأكيد، لأننا سلمنا أشرطة فيديو تظهر صوراً للمعتدين عليّ، بالإضافة إلى أن كاميرات المراقبة في الأوبرا رصدتهم، ما يعني أن ضبطهم مسألة وقت، وسأتابع الأمر مع المحامي الخاص بي، لأنني لن أتركهم من دون الاقتصاص منهم، وأتابع يومياً التحقيقات حتى أحصل على حقي.تواجه الشرطة في مصر صعوبات في عملها، فكيف يمكن أن تساعدك؟أعي جيداً هذا الواقع الذي أضعف أداءها إلى حد ما، لكني لن أتنازل عن حقي وسأوصل الموضوع إلى أعلى مستوى.لكن معروف عنكِ أنك لا تحبين المشاكل.صحيح، بدليل أنني خلال إقامتي في مصر على مدى أكثر من 20 عاماً، لم أدخل قسم شرطة، ولم تنتقل أخباري من صفحات الفن إلى صفحات الحوادث، إنما ما حدث معي يفوق ما يتعرض له أي شخص، صمتّ كثيراً على أمل أن يكفوا عن أفعالهم الصبيانية. يبدو أنني كنت مخطئة لأن ذلك شجعهم على التمادي في الخطأ، وكان لا بد من اتخاذ موقف حاسم هذه المرة.ماذا عن الممارسات التي سبقت الاعتداء الأخير؟منذ فترة أتلقى تهديدات واتصالات ورسائل قصيرة على هاتفي المحمول، بشكل كثيف، تهددني بالقتل ما أضطرني إلى الوقوف بحسم ضد هذه الأفعال، لأنهم اعتقدوا أنني ضعيفة ولن أتحرك فزادوا من ممارساتهم. أرادوها حرباً ولدي كامل الاستعداد للتصدي لها بمفردي ومن دون أن تدعمني دول، سواء بمال أو أسلحة.ما التدابير التي اتخذتها لحماية نفسك وهل حدّيتِ من تحركاتك؟لا أخشى إلا الله، لذا أتحرك بحرية ومن دون خوف، ولم أتخذ أي تدابير ولم أُحِط نفسي بحراسة كما ردد البعض، وأكتفي بأن ترافقني كلابي في تحركاتي كالمعتاد ولا أخشى أحداً، الحامي هو الله.هل تعرضت لاعتداءات جديدة؟أخرج يومياً من بيتي إلى الأستوديو وأعود ليلا من دون مشكلات، فكما ذكرت لك لا أخشى أحداً، رغم أن بناتي يقلقن عليّ لمعرفتهن بشخصيتي العنيدة التي تواجه التحدي حتى النهاية وتصرّ على الانتصار.ثمة اتهامات وجهت إليك بمحاولة فرض نفسك على ملتقى الشعر في الأوبرا، ما ردّك؟لن أرد على مثل هذه التفاهات. أنا شاعرة وكاتبة بالإضافة إلى كوني فنانة، الجميع يعرف ذلك، ثم لدي مقالات وقصائد في مجلات أسبوعية، لذا لست دخيلة على الشعر كما حاولوا تصويري، وحضوري الندوات الشعرية أمر أواظب عليه باستمرار، ولم يكن لافتعال مشكلة كما تم تصوير الأمر.ماذا عن موقفك السياسي في دعم الرئيس السوري بشار الأسد؟موقفي السياسي أعلنته قبل سنوات مما يسمونه الربيع العربي، فأنا أساند القادة العرب في وجه الاستعمار وأرفض أي تدخل خارجي في بلادي، وكما ذكرت مراراً أتمنى الاستشهاد مع الجيش، سواء في سورية أو مصر، فكل منهما وطني ولن أتردد في الدفاع عنهما. ثم أرفض الهيمنة الأميركية، وعندما تقول أميركا شيئاً لا بد من أن نقول عكسه، لأنها لا تريد الخير لشعوبنا العربية، ووقوفي إلى جانب بشار الأسد ليس مساندة لشخصه بل لوطني سورية في مواجهة الطغاة، وما يحدث الآن في مصر توقعته منذ فترة طويلة.ما أخبار والدك المخطوف في سورية؟(ترد ببطء)، ما زلت أخشى عليه لكني لن أخضع لابتزازهم. الحمد لله، علمت أن صحته جيدة رغم أنه لا يقوى على الكلام، بسبب الأمراض التي أصيب بها ويعالج منها.هل أثرت حادثة الاعتداء في تصوير مسلسل {الشك}؟اتصل بي منتج المسلسل بعد نشر الخبر للاطمئنان عليّ، فأخبرته أنه غير صحيح لطمأنته، لأن الاعتداء وقع قبل 48 ساعة من بدء التصوير، وأي كلام غير ذلك سيزعجه، خصوصاً أن المسلسل سيعرض خلال شهر رمضان، وبعدما طمأنني الأطباء إلى حالتي الصحية اتصلت به وأخبرته بما حدث وبأنني بخير.حدثينا عن}الشك}.كتبه السيناريست محمد أبو زيد ويخرجه محمد النقلي ويشارك في بطولته: صابرين ومي عز الدين. تتمحور قصته حول سيدة قوية ترفض الفشل وتسعى إلى النجاح لتحقيق طموحاتها وأحلامها، إلا أنها تواجه ظلماً في حياتها وتحاول كشف حقيقته.إلى أي مدى هذه الشخصية قريبة منك؟إلى حدّ كبير.ما سبب غيابك طوال الفترة الماضية؟بصدق لم أحسب الفترة التي غبت فيها عن الكاميرات رغم أنها طويلة، لأنني في بحث دائم عن عمل جيد تتوافر فيه مقومات النجاح، وعندما عرض علي {الشك} لم أتردد في الموافقة عليه لأنه يناسبني. ثمة منتجون يطلبون التعاقد معي من دون وجود سيناريو مكتمل أطلع عليه، وهو ما أرفضه باستمرار.
توابل - مزاج
رغدة: لن أخضع لابتزاز الإرهابيين
02-04-2013