اقتربت مصر أمس خطوات من حافة الحرب الأهلية، على وقع فوضى أمنية واشتباكات دموية وحرب شوارع واسعة في القاهرة وعدة محافظات، بين مؤيدي الرئيس محمد مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين"، ومعارضيه من القوى السياسية والشبابية، على خلفية انسداد الأفق السياسي، بعد تعامل مرسي مع معارضيه على مدار الأشهر الماضية باستخفاف وتجاهل، في حين تواجه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة، ما ألقى بظلال كئيبة على مستقبل أكبر دولة عربية.

Ad

وفتحت الفوضى أبوابها أمس، مع سقوط عشرات الجرحى على خلفية اتساع نطاق الاشتباكات الدموية في محيط المقر الرئيس لجماعة "الإخوان المسلمين" بضاحية المقطم شرق القاهرة، بين أعضاء الجماعة وشباب أحزاب المعارضة والقوى الثورية، على رأسها جماعة الكتلة السوداء "البلاك بلوك"، الذين زحفوا صوب المقر، ضمن أحداث جمعة "رد الكرامة"، احتجاجاً وتنديداً باعتداء أعضاء الجماعة بالسب والضرب على ناشطين وصحافيين السبت الماضي، لمنعهم من رسم "غرافيتي" معارض لحكم جماعة "الإخوان المسلمين".

ووفقاً لشهود عيان، استخدمت طلقات الخرطوش بكثافة ضد المتظاهرين، بعد أن هاجم أعضاء الجماعة المسيرات القادمة من ميدان السيدة عائشة، قبل وصولها إلى مقر الجماعة في محاولة لتفريقها، في حين هاجمت جماعات من البلطجية المشاركين في المسيرات، واتهم عدد من المعارضين الجماعة بتأجير "بلطجية" لمهاجمة المتظاهرين، في وقت شارك أكثر من أربعة آلاف إخواني في تأمين مقر إرشاد الجماعة.