ما أبرز محطات جولتك الغنائية الأخيرة؟

Ad

قدمت حفلات في رود أيلند، بوسطن، استراليا، أوتاوا، مونتريال، وسأحيي في أميركا وكندا مزيداً من الحفلات خلال أغسطس المقبل.

كيف نظمت هذه الحفلات؟

بمجهود أصدقاء ينظمون لي الحفلات هناك. بما أن أحداً من المتعهدين لم يوجه لي دعوة للغناء في أي بلد، ابتكرت بمجهودي الخاص تلك الشبكة بين لبنان والخارج، وحققنا نجاحات على مدى ثلاث سنوات.

ما سبب غيابك عن الدول العربية؟

تراجع الحفلات بفعل الأوضاع العامة، لذلك اقتصرت إطلالاتي الغنائية على بعض السهرات في دبي. ثم لا يجوز أن يحيي الفنانون حفلات فيما يُقتل الناس في الشوارع. آمل أن يكون الصيف المقبل أكثر هدوءاً واستقراراً لتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي.

لكنك ابتعدت عن الأضواء أيضاً.

أرغب في العودة إليها مجدداً والتواصل مع أهل الصحافة والإعلام لأن لهم الفضل الأكبر في ظهور الفنان، فهو لا يستطيع تحقيق الانتشار بفضل أعماله الجميلة فحسب بل يحتاج إلى الإضاءة الإعلامية أيضاً.

ماذا عن التواصل مع الجمهور الخليجي؟

يشرفني التواصل معه خصوصاً أن أغنياتي {باشق مجروح} و{بحلم لو شوفك} و{الله معك} حققت نجاحاً لافتاً في تلك الدول، إنما لم أستطع اختراق السوق الخليجية بعد لأنني أنتج أعمالي بنفسي ولست متعاقداً مع شركة إنتاج تقيم شبكة علاقات مع الخليج لتنسيق أعمالي وإطلالاتي وحفلاتي هناك.

ألا ترغب في تقديم أغنية خليجية في إطار التنويع في لونك الغنائي والانتشار هناك؟

أولا، حققت الانتشار في الخليج من خلال أعمالي اللبنانية. ثانياً، لن أنجح في أداء اللهجة الخليجية إلا إذا كنت متخصصاً فيها، وأنا لست كذلك. رغم اعتباري الكلمة العربية بلهجاتها المختلفة مفهومة في الدول العربية كافة، وعدم تمييزي في ما بينها، إلا أنني أرتاح أكثر باللهجة اللبنانية لأنني أؤديها بصدق واحتراف.

هل نفهم من كلامك أنك لن تغني باللهجة الخليجية؟

لا أقصد ذلك، إنما أفضل أن يحبني الجمهور الخليجي باللهجة التي أبرع فيها، فأكون صادقاً مع نفسي ومعه. فضلا عن أنني لن أنتج أغنية خليجية لإرضاء الجمهور الخليجي فحسب، بل أفضل أن أكون فناناً حقيقياً وصادقاً بنظره، فيحبني لشخصي وفني وأعمالي.  

أخبرنا عن أغنية {هدي أعصابك}.

قدّمها الفنان ألبير فرحات منذ 30 عاماً، وهي من كلمات مارون كرم وألحان إحسان المنذر. نلت حقوق نشرها مجدداً من خلال {ساسيم}، فوزعها عمر صبّاغ وأديتها بصوتي.

هل تلقيت ردود فعل من أحد مؤلفيها؟

اتصل بي إحسان المنذر بعدما سمع الأغنية مهنئاً الموزع على عمله ومثنياً على أدائي وعلى التجديد، رغم أننا غيّرنا 90% من الأغنية الأصلية، لأننا حافظنا على قيمتها الفنية وجمالها، ما أعطاها دفعاً إضافياً.

ما الذي دفعك إلى تصويرها؟

تشجيع المخرج عادل سرحان ودعمه لي إنتاجياً. ستعرض قريباً عبر شاشتي {أرابيكا} و{المؤسسة اللبنانية للإرسال} قبل انتشارها عبر الشاشات كافة.

لماذا لم تقدم أغنية خاصة بك بدل تجديد أغنية قديمة؟

تواصلت مع شعراء وملحنين كثر لكن لم  تلفتني الأعمال التي عُرضت علي، ولأنني لست في وارد المراهنة على النجاح لجأت إلى أغنية جميلة من العصر الفني الذهبي ما زالت ماثلة في ذاكرة الناس وتشبه العصر الذي نعيش فيه.

كيف تقيّم التعاون مع عادل سرحان؟

قدمنا في الكليب مشاهد متقطعة خفيفة تناسب جوّ الأغنية، فكان العمل رائعاً وسار بسلاسة تامّة. لكننا واجهنا كارثة في المشهد الأخير بسبب احتراق رجل العارضة، ما اضطرنا إلى تأخير انطلاقة الكليب حتى الاطمئنان إلى شفائها التام من أثار الحريق، ورافقناها طيلة فترة علاجها لينال كل ذي حقٍ حقه قبل إطلاق العمل تفادياً لأي سوء تفاهم.

 

لماذا قررت انتاج أعمالك بنفسك ولم تنضم إلى شركة إنتاج؟

يفوق عدد الفنانين قدرة استيعاب شركات الإنتاج، لذلك أصبحت أكثر انتقائية في خياراتها وهمّشت بعض الفنانين على حساب آخرين انطلاقاً من مصالحها الخاصة، لذا قررت ألا أكون تحت رعاية أي منها، فأنا لا أتحمل طريقة تعاطي أرباب العمل مع الفنان وفرضهم شروطاً  وما هو مسموح ومرفوض.  أؤمن بضرورة عيش الحياة ببساطة وهدوء وطبيعية من دون تصنّع.

هل تقديم الكليب شرط أساس لانتشار الفنان؟

لكل شاشة  نجومها وشروطها المادية الخاصة، ما يحول دون انتشار الكليب كما يجب، وهذا ما حصل معي في كليباتي الخمسة الأخيرة، ذلك أن العمل لا يحقق الانتشار إلا إذا عرض على الشاشات كافة. فضلاً عن أن الجمهور العربي ابتعد في الفترة الأخيرة عن الفن بسبب الحروب والاضطرابات، وبات الفنان الذي يحقق نجاحاً وانتشاراً رغم هذه الظروف الصعبة بمثابة بطل. من جهة أخرى، أرى أن الفضائيات الفنية بدأت تنحسر تدريجاً ما سيسهّل الأمور أكثر ويخفف من وطأة الشروط الاحتكارية مستقبلا.

هل عقدت صداقات في الوسط الفني؟

طبعاً. الفن هواية بالنسبة إلي لا أكثر، لذا اتصل بكل فنان صدرت له أعمال جديدة لتهنئته على نجاحه. فضلاً عن أنني أملك ملهى ليلياً وأرحب بكل من يرتاده وأعامله كأخ وصديق ولا أنظر إليه كزميل منافس.

كيف تقيّم الوسط الفني؟

يزخر بأصوات رائعة وبمواهب شابة تبرز في البرامج التلفزيونية، إنما تكمن المشكلة في غياب العدالة على صعيد الإنتاج، فالأصوات العادية تجد من ينتج لها أعمالها فيما تعجز الأصوات الرائعة عن الاستمرار، باتت العملية الإنتاجية رهينة الماديات ومن يملك تكاليف الإنتاج لتسويق عمله عبر الشاشات.

ولجان التحكيم في برامج الهواة؟

يتمتع الفنانون الذين يشاركون فيها بخبرة فنية طويلة تؤهلهم الحكم على الهواة، فلا يحاول أحد الاصطياد بالماء العكر والتصويب عليهم في هذا الإطار.

هل تسهل هذه البرامج الانطلاق بالمسيرة الفنية؟

قد تسهّل شرط ألا يغيب الفنان عن الناس والصحافة، وأن يقدم أغنية وكليباً كل ستة أشهر ليعزّز حضوره في الوسط الفني، وإلا نسيه الجمهور واحتل فنان آخر مكانه.

 من يلفتك من الفنانين الصاعدين؟

 محمد المجذوب، صوته رائع إنما يفتقد إلى الإنتاج للاستمرار، كذلك الأمر بالنسبة إلى أصوات أخرى جميلة.

هل تفضل أن ينوع الفنان بلونه الغنائي أم يحتفظ بالهوية الفنية نفسها طيلة مسيرته؟

يجب أن يحافظ الفنان على اللهجة التي تليق به ويحقق من خلالها النجاح، على أن يكون التنوع بين الكلاسيكي والشعبي وفي شكله الخارجي، لئلا تضيع هويته عند الجمهور.

مثلت سابقاً في مسلسلي {غنوجة بيّا} و{ماتر ندى}، هل من عروض تمثيلية جديدة؟

أبداً، أرغب في تجسيد شخصية فنان لأنني أحمل رسالة معينة من خلالها، تعبر عما أعيشه وتتعلق بالفن والغناء، فأنا لا أسعى إلى منافسة الممثلين والتطفل على عملهم.

هل لديك فكرة لمسلسل ما؟

كتبت قصة جميلة تتمحور حول فنان، وأصبح السيناريو جاهزاً بقلم علي مطر، إلا أننا ننتظر أن يعرض علينا أحد إنتاجه.

ألم يعد الفن يؤمن مردوداً مادياً كافياً لذا افتتحت ملهى ليلياً؟

يستغل الفنان المردود المادي الذي يجنيه من هذه المشاريع ليستمر في تقديم أعمال جديدة، فهو لا يسترد من خلال الفن وحده التكاليف التي صرفها في إنتاج عمل ما، خصوصاً أن مفهوم شركات الإنتاج قد تغيّر ولم تعد تؤمن تكاليف العمل إلا للأساتذة الكبار، لأنها تخشى رحيلهم عنها ما يخسّرها معنوياً ويهزّ صورتها، فتحافظ عليهم على حساب فنانين آخرين.

ما مشاريعك قيد التحضير بعد {هدي أعصابك}؟

حققت أغنية {الله معك}من كلمات شادي فرح وألحانه وتوزيع روجيه أبي عقل نجاحاً، لذلك فكرنا في استكمالها بأغنية جديدة هي {قلتلك الله معك شو راجع تقلي}، وسأصورها مع المخرج عادل سرحان لتكون بعد شهرين على الشاشات.

 

كلمة أخيرة.

أشكر الله أننا ما زلنا قادرين على تقديم عملين في عام واحد، في ظل الأوضاع العربية الراهنة ورغم صعوبات التسويق في الإذاعات وعبر الشاشات، حيث تسود المحسوبيات والماديات، لذلك أتمنى أن يفتح الإعلام اللبناني بابه واسعاً أمام الفنانين اللبنانيين لدعمهم وتشجيعهم بهدف الاستمرار.