فشلت المساعي المتكررة لجماعة "الإخوان المسلمين" في إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم، رغم ما سجلته من كمّ غير مسبوق من التظاهرات لتحقيق هذا الغرض، وصلت إلى نحو 10 مليونيات، و36 مسيرة وعشرات الوقفات الاحتجاجية والسلاسل البشرية والتظاهرات المناهضة للجيش، بخلاف حوالي 62 بياناً أصدرتها الجماعة وحلفاؤها، أملاً في تغيير المشهد السياسي الراهن.

Ad

وفي محاولات بائسة لإعادة عقارب الزمن إلى الوراء توالت المليونيات الإخوانية منذ عزل مرسي في 3 يوليو الماضي، والتي حملت عناوين محفزة لضمان حشد أكبر عدد ممكن، وكان أبرزها على التوالي مليونيات "الشرعية الشعبية"، و"الصمود"، و"حق الشهيد"، و"الاحتشاد"، و"الصمود ضد الانقلاب"، ومليونية "النصر"، وأخيراً "الدعاء على الظالمين".

ولم يكتف الإخوان بالتمركز في بؤر ميدانية محددة، بل لجأوا أيضاً إلى تنظيم عدد كبير من المسيرات، التي كانت غالباً تنطلق من أمام المساجد، ويتم إعداد خريطة تحدد اتجاه كل مسيرة وترسل إلى جميع القطاعات والأمانات المركزية والمكاتب الإدارية التابعة للجماعة وذراعها السياسية المتمثلة في حزب "الحرية والعدالة"، وتحركت أبرز المسيرات من مسجد الخازندار بشبرا، ومسجد القدس بالمرج، ومسجد النور المحمدي بميدان المطرية، ومسجد العزيز بالله بالزيتون، ومسجد السلام بمدينة نصر، ومسجد النور بالعباسية، ومسجدي الفتح والجلاء، بوسط العاصمة.

واستمرت الجماعة في التصعيد وقادت عدداً من حلفائها الإسلاميين ضمن كيان سموه "التحالف الوطني لدعم الشرعية".

في الأثناء، توالت الوساطات من دوائر داخلية وإقليمية ودولية، التقت قيادات بجماعة "الإخوان المسلمين" وحلفائها، وكانت البداية مع الداعية محمد حسان الذي التقى السيسي ولاقت هذه الوساطة دعماً من القوى الإسلامية، بالإضافة إلى وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية، ووزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان، إلا أن الحركة الدبلوماسية المكثفة التي شهدتها القاهرة في هذا الصدد لم تسفر عن نتائج ملموسة.