لماذا يتهم الغرب الإسلام والمسلمين بالتطرف دوماً؟

Ad

 هذه الاتهامات ليست وليدة اليوم فمنذ زمن طويل و{الغرب» يوجه سهامه وطعناته ضد الإسلام والمسلمين، ويقول إن التطرف نابع من أصل ديننا الإسلامي، الذي يحثنا على «الجهاد»، وقد ركز «الغرب» حملته الإعلامية على الدين الإسلامي في غمرة مواجهة الغرب للمقاومين لطغيانه، وتدعيماً لسياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها في جميع أنحاء العالم، فحاول، ولا يزال، وصم المقاومة بأنها «إرهاب» بمعنى «الإرعاب والترويع واستهداف المدنيين الأبرياء»، وألقى ظلالاً سوداء على كلمة «الجهاد» خصوصاً، وصولاً إلى تحريف معنى «الجهاد» في أذهان من تتسلط عليهم آلة الغرب الإعلامية، وتشويه معنى «الاستشهاد في سبيل الله»، فالساعي إلى الشهادة في سبيل قضيته العادلة يتم وصفه إعلامياً بـ{الانتحاري»، وأنه يمارس الإرهاب لا الجهاد، الذي يريد من خلاله الدفع عن عدوان وتحرير الأرض ومقاومة الطغاة المعتدين.

ويكرس إعلام القوى الغربية تصورا معينا يركز فيه على حصر معنى التطرف بـ{الإسلام» و{الحضارة العربية الإسلامية»، وهي الحضارة التي انطلقت من رؤية كونية مؤمنة بالله، سبحانه، خالق كل شيء، واعتمدت اللسان العربي الذي نزل به القرآن الكريم لساناً للتعبير عن العلم، وشارك في بنائها مختلف «الأقوام» الذين تضمهم ديار الإسلام على اختلاف «مللهم» وانتموا إليها، ولما كانت قيم هذه الحضارة تُعلي من شأن «العدل» والمساواة بين جميع خلق الله، فإن المنتمين إليها ينعطفون إلى «مقاومة» الظلم والجور الذي يحاول الغرب فرضه عليهم ويسعى لإجبارهم على التسليم به، وهذا ما يجعل هذه القوى تصفنا بالتطرف والإرهاب، لأننا نقاوم مشروعهم القائم على قهر الآخر.

كيف ترى محاولات الربط بين الإسلام والإرهاب؟

للأسف ساعد إعلامنا العربي في ترسيخ هذا الربط الخاطئ، على الرغم من أن القاعدة البديهية تقول إن «ليس كل متطرف إرهابيا»، فقد يكون هناك بعض المتشددين دينياً، ولكن هذا لا يعني أنهم إرهابيون لأن تطرفهم لم يقترن بفعل عنيف، فالتطرف يرتبط بمعتقدات وأفكار بعيدة عما هو معتاد ومتعارف عليه دينياً، وفى بعض الأحيان اجتماعياً وسياسياً، دون أن ترتبط تلك المعتقدات والأفكار بسلوكيات مادية عنيفة في مواجهة المجتمع أو الدولة، أما إذا ارتبط التطرف بالعنف المادي أو التهديد بالعنف فإنه يتحول إلى إرهاب، فالتطرف دائما في دائرة الفكر أما عندما يتحول الفكر المتطرف إلى أنماط عنف في السلوك من اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح أو تشكيل تنظيمات مسلحة - التي تستخدم في مواجهة المجتمع والدولة- فهو عندئذ يتحول إلى إرهاب، والقانون في كل دول العالم لا يعاقب على التطرف ولا يعتبره جريمة، بينما الإرهاب هو جريمة يعاقب عليها القانون في كل مكان، لذلك فإن علاج التطرف يختلف عن علاج الإرهاب، فالتطرف يكون في الفكر، والفكر لا يواجه إلا بالفكر والحوار، أما إذا تحول التطرف إلى تصادم على أرض الواقع في صورة إرهاب، فهنا يخرج عن حدود الفكر ليدخل نطاق الجريمة، ما يستوجب تغيير طريقة المعاملة.

لماذا في رأيكم تنتشر تلك الصورة النمطية عن الإسلام كدين التطرف؟

 أذكر أنني تحدثت ذات يوم مع عدد من العاملين في مجال الإعلام حول هذا الأمر، فقالوا لي صراحة إن الحدث الذي ينقصه عنصر الجذب لا يصلح للنشر فلا يهم الصحف الغربية، أن تنشر عن نشاط الأغلبية العظمى من المسلمين الذين يقومون بأعمال الخير ويصلون من أجل السلام، ولهذا فرأيي إن الوسيلة المثلى لتغيير تلك الصورة النمطية هي استغلال الفنون الدرامية المرئية، بحيث نخلق قصة تأسر الخيال العام وتصبح رمزاً لصورة الإسلام الحقيقي نقدمها للغرب، وعلى الجانب الأخر على المسلمين أن يتذكروا أن هناك أية قرأنية تقول: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11]،  ما يعني أن المسلمين عليهم أن يوضحوا حقيقة دينهم باستخدام كلّ الوسائل الممكنة، بحيث يواجهون وسائل الإعلام التي تنسب لدينهم ما ليس فيه، وفي الوقت نفسه على رجال الدين الإسلامي العمل بمنتهى القوة من أجل وصول المعلومات الحقيقية عن الإسلام لشتى أنحاء العالم وبمختلف اللغات العالمية، حتى يستطيع أيّ شخص في إستراليا مثلاً، أن يقرأ عن الإسلام بلغته التي يجيدها ويجد معلومات حقيقية بعيداً عن التشويه المتعمد الذي يتعرض له ذلك الدين، فعرض الإسلام بأسلوب جديد ومشوق يعود إلى علماء وفقهاء المسلمين في جميع الدول العربية والاسلامية، في المقام الأول.

ما دور علماء المسلمين تحديداً في هذه اللحظة الفارقة من عمر الأمة؟

على الجميع أن يعملوا للدفاع عن قيم الإسلام الحقيقية، وهنا يأتي دور علماء المسلمين الذين يعيشون في الغرب تحديداً، فهؤلاء العلماء يجب أن يحلوا محل المستشرقين في المعاهد العليا والجامعات، وفي إعداد الموسوعات العلمية العالمية التي تعيد صياغة المادة العلمية والثقافية لتتناسب مع المعطيات الجديدة في العالم، وتعتبر قضية الاعتراف بالإسلام في الدول الأوروبية كدين لبعض مواطني هذه الدول من القضايا المحورية التي يجب التركيز عليها، لأنها ستعطي للمسلمين الحق في المطالبة بتصحيح صورة الإسلام في المناهج الدراسية وفي وسائل إعلام تلك الدول الأوروبية، فلا بد من أن يعرف الجميع أنّ التطرف منتشر في جميع الديانات، بما في ذلك الديانة المسيحية، والإسلام الحقيقي الوسطي هو دين للتّسامح والتّضامن والتّراحم.

ماذا تفعل الأمة الإسلامية حيال تلك الأزمة؟

الأمة مدعوة اليوم لأن تروض نفسها على التحمل والجهاد والمقاومة، وأن تدرك أن بداية الطريق أن تهجر ما نهى الله عنه، وأن الصراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل أمر بديهي، كما أن النتيجة الحتمية لن تكون إلا لصاحب الحق، لذلك يجب البعد عن كل إثارة أو فتنة تسعى إلى التفريق بينهم، وعلى الحركات الإسلامية أن تهجر التشرذم والانقسام، وعلى وسائل إعلامنا أن تتخلى عما يشجع على الميوعة والانحلال والتغريب والسقوط الأخلاقي، وعلى الأمة العربية والإسلامية  بشكل عام أن تترك نهائياً حال التشتت والصراع الخفي لتتوحد في وجه عدو الأمة والدين والإنسانية؛ «إسرائيل»، لكي تكون قادرة على الصمود في المعركة الحضارية الحالية.

ديننا وسطي

هل يعني ذلك أن التطرف موجود في الإسلام؟

دعني أصحح لك المعلومة فمقصود كلامي أن التطرف موجود أيضاً بين المسلمين، ولكن الإسلام ذلك الدين الحقيقي الذى جاء به النبي ( صلى الله عليه وسلم)، يخلو من التطرف تماماً فديننا وسطي ولكن بعض المسلمين للأسف تطرفوا في رؤيتهم لبعض أفكار الإسلام، ما أدى إلى انتشار الأفكار المتشددة والتي حذرنا منها النبي (صلى الله عليه وسلم)، فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما، أن النبي قال: «إيّاكم والغلو في الدين، فإنما هلك من قبلكم بالغلو في الدين»، والمراد بمن قبلنا هنا أهل الأديان السابقة، وخصوصاً أهل الكتاب، وعلى الأخص «النصارى»، وقد خاطبهم القرآن بقوله: {قل يا أهْل الكتابِ لا تغْلوا في دينكم غيْر الحقِّ ولا تتَّبِعوا أهواء قومٍ قدْ ضلُّوا مِنْ قبل وأضّلُّوا كثيراً وضلُّوا عن سواءٍ السّبيل}[المائدة:77 ]، فنهانا أن نغلو كما غلوا، والسعيد من اتعظ بغيره وهنا في ذلك الحديث الشريف ينبهنا (صلى الله عليه وسلم) إلى أمر مهم، وهو أن الغلو قد يبدأ بشيء صغير، ثم تتسع دائرته، ويتطاير شرره، وذلك أن النبي، حين وصل المزدلفة في حجة الوداع قال لابن عباس: هلمّ ألقط لي أيّ حصيات، ليرمي بها في منى، قال: فلقطت له حصيات من حصى الخذف، يعني حصى صغاراً مما يخذف به، فلما وضعهن في يده، قال: نعم بأمثال هؤلاء، وإيّاكم والغلو في الدين فلا ينبغي أن يتنطعوا فيقولوا: الرمي بكبار الحصى أبلغ من الصغار».

وجاء تحذير رسول الله حتى لا يدخل الغلو على المسلمين شيئاً فشيئاً فلهذا حذرهم، وقال المفسرون إن  قوله «إيَّاكم والغلو في الدين»، عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال، والغلو: مجاوزة الحد... والنصارى أكثر غلواً في الاعتقاد والعمل من سائر الطوائف، وإياهم نهى الله عن الغلو في القرآن، بقوله تعالى: {لا تغْلوا في دينِكُم}  [النساء:171]، ما يعني أن الرسول كان يعلم أنه سيظهر يوما من يتشددون في تفسير الإسلام إلى حد التطرف؛ والعياذ بالله، ولا بد من أن يعي الجميع أنّ هدم الكعبة أهون عند الله تعالى من سفك دم إنسان.

كيف ينتقل الإنسان من دائرة التطرّف إلى ساحة الإرهاب والعنف؟

التطرف قد يقود الإنسان إلى العنف تحقيقاً لفكره، الذي يظنه الفكر الأمثل الذي يؤدي بالناس إلى الصراط المستقيم، ومن هنا تأتي أهمية مواجهة التطرف في مهده من خلال متابعة الهيئات الثقافية والتعليمية المختلفة لكل الأفكار التي يتم طرحها في المجتمع، ومواجهة المتطرف منها قبل استفحالها وانتشارها في المجتمع، والعمل على نشر الإسلام الوسطي بقيمه وتعاليمه وبتوضيح كيف كان يتعامل النبي (صلى الله عليه وسلم) في العبادات المختلفة وتذكير المسلمين بسيرته العطرة حتى يتعرف الناس إلى الإسلام الذي جاء به نبي الله، وليس الإسلام الذي يحاول البعض ابتداعه اليوم، ولنذكر الناس بقوله (صلى الله عليه وسلم): «كلفوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا.. وإنّ أحبّ العمل إلى الله أدومه وإن قل»، وعن ابن عباس قال: كانت مولاة للنبي تصوم النهار وتقوم الليل فقيل له: إنها تصوم النهار وتقوم الليل! فقال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل عمل شِرَّة (حدة ونشاطاً) ولكل شرة فترة (استرخاء وفتوراً) فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد ضل».

ألا يعني هذا أن التشدّد  في العبادة على حساب العمل مرفوض في الإسلام؟

 ما أجمل الوصية النبوية العامة لكل المكلفين: الوصية بالقصد والاعتدال، وأن لا يحاولوا أن يغالبوا الدين، فيغلبهم، وأن يقاوموه بشدة، فيقهرهم، فقال (صلى الله عليه وسلم): «إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلاّ غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا»، فلو نجحنا من خلال وسائل الإعلام ومنابر المساجد وغيرها من وسائل الدعوة في نشر تلك الحقائق فإن التشدد والتطرف سيختفي من كل المجتمعات الإسلامية دون رجعة.

الإسلام والمرأة

 ما سبب مهاجمة بعض التيارات العلمانية للإسلام اليوم؟

الإسلام لم يقص المرأة بحال من الأحوال، بل إن الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وصى عليهن، والإسلام أعطى للمرأة عددا من الحقوق، وبعض تلك الحقوق لم تتمتع بها المرأة الأوروبية حتى القرن الـ19، منها حق التملك، في حين نجد أن النساء المسلمات يحتفظن دائماً بالأصول الخاصة بهن، وهذه تعاليم دينية سماوية واجبة ومفروضة على المسلمين جميعا، وعليهم طاعتها واحترامها وأيضا تنفيذها، ويمكن للنساء المسلمات تحديد شروط عقود زواجهن، مثل الحق في الطلاق من زوجها متساوية في ذلك مع الرجل الذي يحق له الزواج من أخرى، كما أن للمرأة المسلمة في كثير من البلدان الحق الكامل في الاحتفاظ باسمها بعد الزواج دون إجراء أي تغيير عليه، على عكس البلدان الأوروبية والأخرى التي تسود فيها الديانة المسيحية والتي تتبع فيها الزوجة زوجها من حيث الاسم، فالإسلام ليس لديه مشكلة مع المرأة، والأمر برمته لا يقع على عاتق الدين فالدين يوصي بتعاليمه والأشخاص هم الذين يتبعونها، كلّ قدر استطاعته أو يحرفونها وهو كثيراً ما يحدث في أرجاء كثيرة من العالم بغض النظر عن الربط بين التقاليد والتعاليم الدينية، فالاثنان مختلفان تماماً من حيث الشكل والمضمون وكذلك طريقة التنفيذ والقرآن الكريم ينص صراحة على أن الرجال والنساء متساوون عند الله.

ماذا عن تولي المناصب القيادية حيث يقول الغربيون بأن الإسلاميين يمنعون المرأة المسلمة من تولي المناصب القيادية؟

هذا خطأ آخر يقع فيه الغرب كنتيجة منطقية لصمت العلماء وجهل التيارات الدينية السياسية، تخيل الغرب أن تلك المعلومة صحيحة ولكن الحقيقة أن الإسلام لم يمنع المرأة من تولي أية منصاب، والقارئ للقرآن وللسنة سيجد منظومة من القيم والقوانين الأخلاقية التي تنظم علاقة المرأة بالرجل، وعلاقة المرأة بالمجتمع المسلم ككل، ولن تجد منظومة منحت المرأة حقوقها مثل المنظومة الإسلامية، فالمرأة المسلمة، على سبيل المثال، لها حق الميراث عن والديها وعن زوجها وهو ما لا يتاح للمرأة في العديد من الثقافات الأخرى، كما أن الإسلام أعطى المرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية بل إن الإسلام جعل نفقة المرأة على الرجل، والقارئ للتاريخ الإسلامي سيجد أن المرأة المسلمة لعبت أدوارا سياسية في وضع الأسس التي تكفل لها المساواة والحقوق وما يصون كرامتها وتمنع استغلالها.

لكنهم يستشهدون بحديث النبي (صلى الله عليه وسلم): {لم يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»؟

هذا الحديث ضعيف للغاية، ومن وجهة نظري فالشريعة الإسلامية تكفل للمرأة تولي مختلف المناصب السياسية والعامة بما فيها رئاسة الدولة دون فرق بينها وبين الرجل، وهذا الحديث في حال صحته  يقتصر على حالة واحدة فقط وهي ابنة ملك الفرس ولم يقصد بهذا الحديث التعميم، بدليل إشادة القرآن الكريم بالملكة بلقيس ملكة سبأ، وهو ما لا يتعارض بالطبع مع حديث رسول الله وأحكام الشريعة الإسلامية التي لم تمنع المرأة من تولي أيّ منصب قيادي في الدولة، أيا كان هذا المنصب، وحتى إن كان هذا الحديث صحيحا فإن المقصود به في هذه الحالة هو إمامة المرأة للرجال في الصلاة، وهذا غير جائز شرعاً، ولا بد من أن يعي الجميع أن هناك محاولات من أعداء الإسلام لتشويهه، والنيل منه عبر بث الشائعات التى تستهدف تخويف الناس منه.

في سطور:

ولد عبد الناصر الجابري في العاصمة اللبنانية؛ بيروت عام 1958، وتلقى تعليمه الأولي هناك حيث درس الثانوية في مدرسة أزهر بيروت، ثم تابع دراسته الجامعية في مدينة مكة المكرمة، فيما حاز على الدكتوراه من جامعة الدراسات الإسلامية في كراتشي الباكستانية عام 1999.

تولى الجابري العديد من المناصب منها: الأمين العام لحركة الأمة الإسلامية، ومؤسس وعميد مسجد ومجمع كلية الدعوة الإسلامية بيروت، وتولى نظارة أزهر لبنان من عام 1980- 1989، رئيس لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في بيروت، كما يرأس الجابري مجموعة من المعاهد الشرعية الثانوية على امتداد الأراضي اللبنانية.

والجابري عضو جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، فضلا عن عضويته في مجمع «التقريب بين المذاهب الإسلامية»، و»تجمّع علماء المسلمين في لبنان»، و«جبهة العمل الإسلامي».

وفضلاً عن توليه عمادة كلية الشريعة بـ{بيروت»، أسس الجابري ندوات وملتقيات للدفاع عن بيروت وحقوق أهلها وصيانة كرامتها، أسس مع إخوانه في وقف مركز التنمية الإسلامية عدة مؤسسات دينية.