«أبو إسماعيل ليس جاهلاً وتصريحاته تتقاطع مع قوى الشر... وإسرائيل وأميركا استغلتا الانقسام لتمرير شطب فلسطين»

Ad

اتهم عضو المكتب السياسي لجبهة «النضال الشعبي» محمود الزق المؤسسة الحاكمة في مصر بالبعد عن موقع الحياد المطلوب كطرف راعٍ للمصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن هناك توافقاً ورد نصاً على ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني.

واعتبر الزق، في حوار خاص لـ«الجريدة»، أن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لن تأتي في سياق إنساني، وإنما تحمل بعداً سياسياً خطيراً في جوهره تكريس غزة كموطن سياسي مستقل... في ما يلي نص الحوار:

• كيف قرأتم قرار الرئيس محمود عباس تشكيل حكومة التوافق الوطني؟

-هناك توافق فلسطيني ورد نصاً على ضرورة تشكيل هذه الحكومة من كفاءات مستقلة برئاسة أبو مازن ومن مهامها التحضير للانتخابات في فترة لا تتجاوز 6 أشهر وتوحيد المؤسسات المنقسمة بين الضفة وغزة، ولهذا فان أي دخول فعلي في المصالحة كان يتطلب استقالة حكومتي رام الله وغزة.

• إذاً استقالة فياض كانت سبباً للسير بالمصالحة؟

-حتى نكون صادقين لم تأت استقالة فياض بهذا السياق وإنما جاءت على خلفية الأوضاع الاقتصادية والأزمات التي مر بها شعبنا وتحديدا هذا الحصار المالي الجائر سواء بمنع إسرائيل تسليم العائدات الضريبية للسلطة أو بالقرار الأميركي وقف المساعدات وبالتالي التخاذل العربي في دعم خزينة السلطة لتجاوز أزماتها المالية، والأزمة لم تكن فعليا مرتبطة بشخص فياض. ورغم هذا نحن أمام مفترق طرق واضح، ومن الخطأ الجسيم أن نعيد إنتاج نفس الحكومة.

• لماذا أوقفت جولات الحوار في القاهرة؟

-التأجيل الأخير كان من طرف حماس وذلك كما هو معروف للجميع على اثر المشادة التي حدثت بين عزام الأحمد وعزيز الدويك، حيث سادت أجواء من التوتر دفعت الحركة لإعلان تأجيل اللقاء الذي كان مزمعا إجراؤه في القاهرة وحتى هذه اللحظة لم يتم التوافق على موعد جديد.

• هل النظام الإسلامي المصري له دور في ذلك؟

-الأوضاع في الساحة التي تشكل هما طاحنا سواء للشعب المصري أو المؤسسة المصرية تدفعها بالتأكيد لتكريس جهدها لمواجهة الأوضاع الداخلية وتقلص هامش حريتها في التحرك صوب المشاكل الخارجية وتحديدا الملف الفلسطيني، إضافة إلى هذا الأمر الذي تبديه بعض الأوساط المصرية وتحديدا المؤسسة الحاكمة بالابتعاد رويداً رويداً عن موقع الحياد الكامل والمطلوب كطرف راع للمصالحة الفلسطينية.

• زيارة الرئيس الأميركي الأخيرة، هل لها دور في تعطيل المصالحة لأجل إحياء المفاوضات؟

- أمر طبيعي أن تسعى إسرائيل وأميركا لتكريس حالة الانقسام الكارثية واستثمارها في مواصلة الضغط لتمرير المخططات الإسرائيلية الساعية لشطب الهوية الفلسطينية، وتمزيق وحدة الكينونة وفتح الباب واسعا أمام الحلول الإقليمية.

• برأيك هل زيارة رئيس الوزراء التركي للقطاع تعزيز لدور الإسلاميين؟

-لا أشك مطلقا في ان هذه الزيارة تحمل في سياقها معنى سياسيا، وخطورة الأمر بدت واضحة عندما نستمع لتلك التصريحات الصادرة عن قادة حماس والتي تضفي على هذه الزيارة طابعا رسميا، وهذه الاستعدادات لاستقباله بمراسيم بروتوكولية تحمل رموزا سيادية كـ«السجادة الحمراء» و»النشيد الوطني»، وهذا الأمر يؤكد ان هذه الزيارة لن تأتي في سياق إنساني، وإنما تحمل بعدا سياسيا خطيرا في جوهره تكريس غزة كموطن سياسي مستقل بما يعنيه هذا الأمر من خطورة على وحدة شعبنا الفلسطيني إضافة لضرورة تبديد هذا الوهم، وكأن من يأتي إلى غزة فارس يكسر الحصار. أي زيارة إلى غزة ولأي وفد ومسؤول تتطلب مسبقا موافقة واضحة وصريحة من الجانب الإسرائيلي، ودون ذلك لن تحدث أبدا الزيارة.

• على وقع حديثك عن مصر، كانت هناك دعوة وجهها الشيخ حازم أبو إسماعيل لضم القطاع إلى مصر، برأيك هل هذه التصريحات بريئة؟

-لا أعتقد مطلقا أن هذه التصريحات يمكن أن نضعها في سياق الجهل السياسي، فحازم أبو إسماعيل شخصية سياسية رشحت نفسها للرئاسة بمصر وبكل صراحة نضع هذه التصريحات في سياق التقاطع مع المخطط العام لخصوم شعبنا الفلسطيني الساعي لتمزيق وحدة شعبنا وضرب هويته الوطنية.

• لنعد إلى تهديدات إسرائيل التي ارتفعت وتيرتها أخيرا، برأيك هل نحن مقبلون على صيف حار؟

-هناك من يسعى في قطاع غزة لتبرير سخونة هذا الجو، وما يحدث هو رسائل إسرائيلية لتذكير حكام غزة بهذا الأمر، هناك اتفاقية للأسف وقعت في القاهرة في جوهرها تضمن هدوءاً كاملاً لإسرائيل وهناك من يسعى وبكل قوة لتنفيذ هذه الاتفاقية، إسرائيل تدرك تماما أن ما يحدث في القطاع هو تعبير عن كسر إرادة السلطة الحاكمة في غزة ولهذا يعتقد بأن إسرائيل ستكسر هذه المعادلة وأن مصر ستكتفي بتوجيه رسائل نصية أو فعلية باستهداف محدد لبعض الرموز التي ترفض سياق التهدئة مع إسرائيل هذا ما أتوقعه في المستقبل القريب.