نفذت إدارة تنفيذ الأحكام بوزارة الداخلية صباح أمس، في محيط السجن المركزي بمنطقة الصليبية، حكم الإعدام بحق ثلاثة من المحكوم عليهم في جرائم قتل ارتكبوها قبل عدة سنوات، أولهم سعودي الجنسية والثاني باكستاني، والأخير غير محدد الجنسية، بينما بقي 48 آخرون من المحكوم عليهم بالإعدام ينتظرون تنفيذ الاحكام بحقهم.

Ad

وقبل تنفيذ الحكم، الذي يعتبر الأول منذ ست سنوات، عُرِض المتهمون، كل على حدة، امام لجنة توثيق التنفيذ لسماع وصايا كل منهم وآخر ما يريدون قوله، بحضور بعض قيادات وضباط وزارة الداخلية ووسائل الاعلام.

وكان "البدون" أول المعروضين على اللجنة، إذ تلي عليه، أمام الموجودين، بيان تنفيذ الحكم لارتكابه سبع جرائم، منها قتل زوجته وابنه وابنته، ومحاولة قتل ابنته الأخرى، وحيازة سلاح ناري بدون ترخيص، وبعد تلاوة البيان، علق الجاني بأن أبناءه الآخرين سامحوه "ولكن لا حول ولا قوة الا بالله"، وطلب أن يصلي ركعتين قبل تنفيذ الحكم.

وبعد تلاوة البيان على الثاني، وهو السعودي، نتيجة إدانته بقتل شخص مع سبق الإصرار والترصد، طلب أن يرى والدته ويكلم اشقاءه، غير أن ذلك لم يتحقق لوجود والدته خارج البلاد، أما الأخير (الباكستاني)، والذي أدين بقتل رجل وامرأة مع سبق الإصرار والترصد، فكان صائماً ولم يطلب شيئاً.

وعقب ذلك، تم تنفيذ حكم الإعدام شنقاً على الثلاثة في وقت واحد، وكان أول من فارق الحياة السعودي، ثم غير محدد الجنسية، ثم الباكستاني، لينقلوا بعد ذلك الى الطب الشرعي.

الى ذلك، قال رئيس نيابة التنفيذ المستشار محمد الدعيج، في تصريح صحافي عقب تنفيذ الحكم، ان سمو امير البلاد صادق على هذه الأحكام الأسبوع الماضي، كما اصدر رئيس محكمة "التمييز" أمرا بتنفيذ الحكم، وحدد النائب العام اليوم (امس) لتنفيذ حكم الإعدام شنقا بحق المحكومين الثلاثة.

وبين الدعيج أنه تم السماح لوسائل الإعلام بالحضور أثناء تنفيذ الأحكام، "بهدف ردع من يفكر في ارتكاب مثل هذه الجرائم، ولكي يرى الناس ان العقوبات تنفذ"، مضيفا ان هناك ما يقارب الــ48 محكوما عليه بالاعدام حكما نهائيا في انتظار التنفيذ، وان هذه الأحكام معروضة على صاحب السمو في انتظار المصادقة عليها.

اثنان لفظا الشهادة

كان الواعظ واقفاً يلقن الجناة الشهادة قبل تنفيذ الحكم، حيث نطق اثنان منهم الشهادة، بينما بقي أحدهم يردد «انتم خونة، انتم خونة، ابي اشوف امي».

تدخلات لعتق رقبة السعودي... وأمه في غيبوبة

أكد نائب أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله ان هناك مساعي حثيثة بذلت للعفو عن المواطن السعودي قبل اعدامه، عبر اجراء الاتصال بوالد القتيل، وحثه على العفو.

ونقلت صحيفة «عكاظ» عن الأمير تركي بن عبدالله قوله: «إننا نبذل كل ما في وسعنا، ونتقدم إلى والد القتيل، رحمه الله، ونسعى حثيثا لطلب العفو عن قاتل ابنه لوجه الله تعالى، ابتغاء لمرضاته وثوابه».

وأضافت أن «والدة الجاني بمجرد أن وجدت مكالمة واردة من المملكة (حيث كانت خارج البلاد)، صرخت قائلة شنو فيه؟ شنو صار على ولدي؟ أبيه لا يروح مني... كفاية راح أخوه» ودخلت في نوبة بكاء، وفجأة انقطع صوتها، والمكالمة مازالت جارية، دون تلقي رد منها، فتحدث معنا رجل طلب معاودة الاتصال لاحقا، فأعدنا الاتصال بعد عشر دقائق، فرد علينا الرجل ذاته، وأبلغنا أن السيدة مغشي عليها».

«الإعلام»: لم نقم بتغطية حكم الإعدام

نفت وزارة الاعلام ما اشيع وتم تداوله من قبل بعض وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشأن بث او تغطية احكام الإعدام التي نفذت بحق المحكومين صباح امس من قبل أجهزتها الرسمية.

وأكدت الوزارة، في بيان صحافي امس، ان أيا من اجهزتها الرسمية لم ينقل او يبث او يغطي تنفيذ هذه الأحكام، داعية جميع وسائل الإعلام الى الرجوع الى المكتب الإعلامي في الوزارة للتأكد من صحة الأخبار الرسمية قبل نشرها.