المفاوضات النووية تنطلق... وإيران تريد «خريطة» لإنهاء الصراع
• كيري يطمئن داعمي إسرائيل: أعيننا مفتوحة • خامنئي: التكفيريون صاروا ألعوبة الصهاينة
وسط ترقب دولي كبير، تنطلق اليوم في جنيف جولة جديدة من المفاوضات النووية بين إيران، التي تسعى لإذابة جليد العلاقات مع الغرب ورفع العقوبات الاقتصادية عن كاهلها، ومجموعة "5+1"، التي تسعى إلى التأكد من الطبيعة السلمية الخالصة للبرنامج النووي الإيراني. وقبل ساعات من موعد المحادثات، التي من المقرر أن تستمر يومين، ساد التفاؤل الحذر حول احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي يرضي جميع الأطراف، بينما شددت إيران على ضرورة عقد اجتماع وزاري مع الدول الكبرى بعد نهاية المفاوضات، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق محتمل حول برنامجها النووي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في وقت متأخر أمس الأول على صفحته على "فيسبوك"، "نأمل التوصل إلى خريطة طريق بحلول الأربعاء، لكن على الأرجح سيكون ضروريا عقد اجتماع وزاري آخر". وعلى الفور، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن موسكو تبحث احتمال عقد هذا الاجتماع بمشاركة ستة أطراف"، مضيفاً: "إذا كان في مرحلة معينة سيكون من الضروري تنظيم اجتماع وزاري، أي عقد جلسة بين مجموعة الست وإيران، فإننا لن نواجه مشاكل إزاء ذلك. بالطبع، رغم جدول وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المكتظ لكنه ربما نجد ثغرة في هذا الجدول لعقد الاجتماع". من جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقشي أن "الخطة التي سيطرحها ظريف على الدول الخمس زائد واحد أثناء الجلسة الافتتاحية، تم إعدادها بما لا يترك ذريعة لرفضها"، مكرراً ان "تخصيب اليورانيوم هو الخط الأحمر ولن نسمح بأي حال بتعليقه أو الحد منه أو وقفه، لكننا في المقابل نستطيع أن نتناقش حول مستوى التخصيب وشكله وكمياته". وأعرب وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس الأول عن تفاؤله حول احتمال التوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران بشأن الملف النووي، إثر لقاء في لندن مع نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون التي ستشارك في مفاوضات جنيف مع مجموعة خمسة زائد واحد. وفي خطاب ألقاه من لندن، وبث في واشنطن في اجتماع لمجموعة الضغط الأميركية الداعمة لإسرائيل (إيباك)، قال الوزير الأميركي: "في الوقت الراهن تزداد النافذة الدبلوماسية انفتاحا"، مضيفا: "لكنني أود أن تعرفوا أن أعيننا مفتوحة أيضا، وفي حين نبحث عن تسوية سلمية للبرنامج النووي الإيراني لابد من تتبع الأقوال بالأفعال". بدورها، دعت آشتون إيران إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل طمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي، بما في ذلك من خلال تنفيذ التزاماتها الدولية والدخول في مفاوضات ذات مغزى، مشيرة إلى أن هدف الاتحاد الأوروبي يبقى تطوير شراكة بناءة مع إيران عبر استخلاص الفوائد منذ عام 2005 منذ هيمنت المخاوف الجدية من البرنامج على العلاقات بين الاتحاد وإيران. على صعيد ذي صلة، دعا مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي أمس المسلمين إلى الاتحاد، محذرا من العناصر التكفيرية التي صارت "ألعوبة بيد الساسة الصهاينة وحماتهم الغربيين"، ومن رجال الدين الذين ينفخون في نار الفتنة بين الشيعة والسنة. وقال خامنئي، في نداء وجهه من طهران إلى الحجاج في مكة، إن كل ما تشهده دول غرب آسيا والخليج وشمال إفريقيا من حروب داخلية وعصبيات دينية وطائفية واضطراب سياسي وانتشار للإرهاب "هو نتاج المخططات الشيطانية والاستكبارية للأجهزة الأمنية الأجنبية وعملائها في حكومات المنطقة". (طهران، جنيف - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)