مصر: الوساطات تتعثر أمام رفض «الخروج الآمن» لقادة «الإخوان»
أوشكت جهود الوساطة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الجديدة في مصر على الوصول إلى نهاية طريق مسدود، بسبب إصرار الجماعة على توفير "خروج آمن" لكل قادتها، وآخر "مشرف" للرئيس السابق محمد مرسي، وهو ما يرفضه بشدة قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح السيسي.وكشف مصدر قريب من مؤسسة الرئاسة لـ"الجريدة" أن الوفد العربي – الدولي، الذي زار نائب المرشد العام للجماعة خيرت الشاطر في سجن طرة قبل يومين، استمع منه إلى عرض واضح بفك اعتصام ميدان رابعة العدوية، والتوقف عن أي عمليات عدائية ضد النظام السياسي الجديد، مقابل إطلاق سراح قادة "الإخوان"، وفك تجميد أموالهم والتوقف عن ملاحقتهم.
وأضاف المصدر أن الوفد، الذي ضم وزيري خارجية الإمارات وقطر ومبعوثاً أوروبياً ودبلوماسياً أميركياً، لم يقترح أبداً لقاء الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم يطرح أي نقطة تتعلق به خلال الجلسة مع الشاطر، التي استمرت أكثر من ساعة، وهي إشارة واضحة إلى أنهم يعتبرون مرسي جزءاً من الماضي. وتسبب لقاء الشاطر مع الوفد في أزمة كبيرة داخل صفوف "الإخوان"، بسبب اعتراض معتصمي رابعة العدوية على تجاهل مرسي، وصدرت تصريحات على لسان المتحدث باسم الجماعة أحمد عارف تستنكر اللقاء، وتؤكد أن "الرئيس وحده هو الذي يملك التفاوض"، ما دفع نجل الشاطر إلى التنصل من المفاوضات، وإعلان أن والده تعرض لإكراه من أجل الجلوس مع أعضاء الوفد.وتشير معلومات من مصادر دبلوماسية وسياسية متعددة إلى أن السلطات ترفض بشدة إطلاق سراح قادة الجماعة المتهمين بارتكاب جرائم قتل، بينما توافق على صدور عفو في بقية الاتهامات، ما يعني فشل المفاوضات لإصرار "الإخوان" على إدراج أسماء المرشد محمد بديع ونائبيه الشاطر ورشاد بيومي ضمن أي صفقة، وهم جميعاً يواجهون تهمة التحريض على القتل ضمن اتهامات أخرى متعددة.ويأمل "الإخوان" إطلاق سراح محمد مرسي، والسماح له بإلقاء كلمة متلفزة، وهو ما رفضه الفريق السيسي.