رفض المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الخميس عرض الولايات المتحدة فتح محادثات ثنائية حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل، مستبعدا اجراء مثل هذه المحادثات في الوقت الذي تواصل واشنطن تشديد عقوباتها على بلاده.

Ad

وقال خامنئي "لست دبلوماسيا لكني ثوري واتحدث بصراحة".

واضاف امام قادة القوات الجوية في تصريحات نشرت على موقعه على الانترنت "انتم (الاميركيون) تصوبون اسلحتكم تجاه ايران وتقولون اما ان نتفاوض أو ستطلقون النار".

وقال خامنئي ان "البعض يسر بهذا العرض التفاوضي (لكن) المفاوضات لن تحل شيئا"، مضيفا انه سيتم التعامل مع الايرانيين الذين يفضلون المخاطرة ب"هيمنة اميركا" من خلال التفاوض مع واشنطن.

واية الله خامنئي هو صاحب القرار في جميع القضايا الرئيسية في الجمهورية الايرانية بما في ذلك النشاطات النووية الحساسة والسياسة الخارجية.

وياتي موقف خامنئي متعارضا مع موقف وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الذي صرح الاثنين انه يرى مؤشرات على ان الولايات المتحدة تعيد التفكير في مقاربتها للمسالة الايرانية.

وقال خامنئي ان ايران "لن تقبل بالتفاوض مع من يهددها بالضغط" في اشارة الى قائمة العقوبات التي تبنتها واشنطن لاجبار ايران على الحد من برنامجها النووي.

واضاف ان "عرض اجراء محادثات لا يكون له معنى الا عندما يظهر الطرف الاخر حسن النية".

وتاتي تصريحاته في الوقت الذي تستعد طهران والدول الست الكبرى لاستئئناف المحادثات بشان برنامج ايران النووي في مدينة الماتي في كازاخستان في 26 فبراير.

وكانت ايران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) اجرت العام الماضي ثلاث جولات من المحادثات اخرها في موسكو في يونيو وانتهت بعدم التوصل الى اتفاق.

ورفضت ايران الدعوات لخفض نشاطاتها النووية وطالبت الدول الكبرى بتخفيف العقوبات المفروضة عليها والتي ادت الى صعوبات اقتصادية.

وتساءل خامنئي الخميس "هل فرض العقوبات التي تصفونها بانها تشل البلاد يظهر حسن نوايا ام عدائية".

وشددت الولايات المتحدة الاربعاء عقوباتها على ايران بعد ايام قليلة من "عرض جدي" قدمه نائب الرئيس الاميركي جو بايدن لطهران بشان مفاوضات مباشرة حول الملف النووي.

وكان بايدن اكد في مؤتمر الامن في ميونيخ ان واشنطن منفتحة على اجراء محادثات مباشرة مع ايران لحل المسالة النووية بشرط "ان تكون القيادة الايرانية والمرشد الاعلى جادين".

وقال بايدن "اوضحنا من البداية اننا سنكون مستعدين لعقد لقاء ثنائي مع القيادة الايرانية".

واضاف "العرض قائم ولكن يجب ان يكون حقيقيا وملموسا ويجب وضع اجندة يكونوا على استعداد لتطبيقها. نحن لسنا مستعدين للقيام بذلك لمجرد القيام به".

وتاتي تصريحات خامنئي بعد يوم من تشديد واشنطن عقوباتها على ايران مستهدفة عائدات النفط.

وتشتبه الاسرة الدولية في ان الجمهورية الاسلامية تسعى لحيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامج مدني وهو ما تنفيه طهران قطعا، وفرضت الامم المتحدة عقوبات على ايران لنشاطاتها النووية وشددتها واشنطن والاتحاد الاوروبي مؤخرا.