وثيقة لها تاريخ :حسن بن عاشور يفيد الشيخ أحمد الجابر بمقتل النوخذة وإصابة شخصين بإطلاق نار عام 1933
تحدثنا في الحلقات الأربع الماضية عن حوادث وقعت عام 1934 تعدت فيها الشرطة العراقية على حدود الكويت، وجرى خلالها إطلاق النار على نواخذة كويتيين وبدو من بر الكويت، وكانت نتيجة بعض هذه الحوادث أن قُتِل بعض الكويتيين وأصيب بعضهم الآخر. ولحسن الحظ فإن تفاصيل هذه الحوادث وُثّقت في كتب رسمية من الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت إلى المعتمد البريطاني في الكويت. واليوم نعرض لقرائنا الكرام حادثة أخرى هي الأخيرة في سلسلتنا عن مثل هذه الوثائق، والحادثة وقعت عام 1933، حيث كتب حجي حسن بن عاشور إفادة خطية مفادها أنه كان في سفينة من نوع الجالبوت مع مجموعة من البحرية وصادفهم زورق عراقي عند رأس جزيرة بوبيان، وأطلق عليهم النار، فأصيب النوخذة ومات فوراً، وأصيب أحد البحرية، ثم أصيب حجي حسن، وألقى اثنان من البحرية أنفسهما في البحر وسبحا حتى وصلا إلى الزورق العراقي الذي انتشلهما، ثم أخذ العراقيون الناجين والمقتول والمصاب وسحبوا السفينة إلى مكتب الجمرك بالفاو. وحاولوا إرغام الناجين على تسجيل الحادثة بأنها وقعت داخل الأراضي والمياه العراقية عند منطقة الدواسر، ولكنهم رفضوا ذلك. وإليكم نص إفادة حجي حسن بن عبدالله بن عاشور:"سافرنا من هنا الساعة 7 من ليلة 21 جماد الأول سنة 1352 الموافق 12 أكتوبر 1933 ودخلنا ديلم بعد سفرنا بيومين واستقمنا في ديلم ليلة واحدة وسافرنا الساعة 7 من الليل وبعد مضي تلك الليلة واليوم الذي بعدها والليلة الثانية، لما صار الساعة 1 صباحا واجهنا الموطور في راس بوبيان، ويزعم انه طلب منا ان نطرح ولكنا لم نسمعه، ثم انه رمانا أربع جيلات واشرنا له ان لا يرمي وبما ان الهوا ساكن طلبنا منه أن يجي عندنا ولكن المذكور ما رضى وزاد علينا الرمي وقتل النوخذة حاجية وبعده اصيب عبدالشاه عندما كان ماسك الحبل لاجل يطرح وكنا قريبا من البر وبعده صوبوني أنا والباقي نفرين رموا أنفسهم في البحر وراحوا للماطور واخذهمن وقد اخبروه انه ما عندنا شي وانتم قتلتوا نفر وصوبتوا نفرين ثم انه ربطهم وضربهم ضربا شديدا، وبعد ذلك فك واحد منهم وأعطاه هوري وجابوني الى الماطور وبعدي عبدالشاه. وبعده جا ماطور الكمرك وطابق الجالبوت، وفي الساعة 2 من الليل قلصها ومشينا... مقلوصة ووصلنا البنكلة الفجر ثم أخذوني انا وعبدالشاه والنوخذة المقتول وأرسلونا إلى المستشفى، وأما الاثنين السالمين أرسلوهم الى دائرة البوليس. وبعدما داوونا ودو عبدالشاه الى البصرة بالماطور، وانا مع النفرين السالمين ركبنا مع مدير البوليس في ماطور ومشينا إلى ظهر الدواسر، وقال حسين أفندي (صاحب الموطور الذي رمانا) ان هذا محل الواقعة ولما سألني مدير البوليس قلنا له ليس هذا المحل بل إنما هو في راس بوبيان، وبعد الأخذ والرد ما رضى يجي إلى محل الحادثة ورجعنا الى الفاو الساعة 1 من الليل وركبنا حالا الى البصرة بالسيارة الى دائرة البوليس ورحنا للمحكمة الصبح وأعطينا إفادة كما أعطيناها في البنكلة وبقينا في المحكمة إلى الساعة 6 من النهار ثم رجعنا الى دائرة البوليس وجانا أمر أننا مرخوصين".
وقد كتب الشيخ أحمد الجابر رسالة إلى المعتمد البريطاني يفيده فيها بما حصل، وقدم له نسخة من إفادة حجي حسن بن عاشور، ورد المعتمد البريطاني على الشيخ أحمد موضحاً أن السلطات العراقية تقول إن الجالبوت الكويت كان يقوم بعملية تهريب مواد غذائية ممنوعة، فرد عليه الشيخ أحمد بأن هذا الأمر غير صحيح وأن إفادة بن عاشور هي الصحيحة، وقال بأن "ماطور الكمرك العراقي دائماً يتعرض للسفن في كل مكان، والبلم المذكور لما رأى الماطور في أول خور عبدالله وراعي الماطور صاح عليهم أن يطرحون خافوا منه بسبب أن له مقدمات مع أهل السفن إذا صادف أحد يكلمه ويقطع المنافيست الذي بيد النوخذا ويدعي أنه مهرب حتى يحصل على جائزة من الحكومة".وأضاف الشيخ أحمد في رسالته أن زورق الحكومة العراقية "لم يكتفي بتجوله في خور عبدالله على طوله بل شوهد مرار عديدة في قرب جزيرة مسجان أي على بعد 15 ميل عن الكويت وذلك بشهادة عدة نواخذة".