روميو لحّود

Ad

أنا حزين جداً على فراق أخ وصديق ورمز كبير من رموز لبنان. كان وديع الصافي صفحة مضيئة من لبنان، كان عملاقاً في الفن بكل ما للكمة من معنى وحمل اسم لبنان والفن اللبناني إلى العالم أجمع، برحيله اليوم أشعر وكأنه أخذ معه كل الأيام الجميلة والذكريات التي جمعتنا والتي لا تنسى. صحيح أن الكبار لا يموتون وأعمالهم تبقى خالدة على مر السنوات لكن طعم الفراق صعب. أذكر كم كان وديع قوياً في شخصه وعنفوانه كما هو قوي في صوته، كان إنساناً طيباً للغاية وجاهزاً لمساعدة الغير في أي وقت كان، دخل كل بيت عربي وأحبّه الجميع. حتى مع زملائه كانت تجمعه أطيب العلاقات. أتحدث والغصة لا تفارقني والدموع تملأ عيني، منذ أن سمعت بخبر وفاته وأشعر بالإحباط. أستعيد كل لحظة أمضيناها معاً واللقاءات الفنية التي جمعتنا، ورغم أن للوداع وقتاً وزماناً كإنسان لا أستطيع التحكم بمشاعري وأحاسيسي. رحمك الله يا وديع، أيها الفنان الذي شرّف لبنان وجميع الدول العربية، في موتك جمعت اللبنانيين بمختلف طوائفهم وانتماءاتهم كما اجتمعوا في حياتك على حب صوتك وفنك}.

إلياس الرحباني

في هذه الأوقات لا وقت للكلام، بل الصلاة هي أصدق تعبير وأفضل طريقة لاستيعاب هذا الواقع الأليم. في رحيل وديع الصافي يرخص الكلام واكتفي بهذه الكلمات المعبرة عما أشعر له في داخلي: صوته آت من جنّة الله، نفحة: من حدائق القمر. شعاع: من وديان الصباحات، يحمل لون ريحان الفجر، صوته: نشوة أزلية، هو الحنين هو الذكريات هو الوطن الباقي على مساحات السنين، وكلما كبر عمق المعرفة بصوته كلما زاد الحزن في أعماق الحنين. ويبقى صوت وديع الصافي وجوداً لا نهاية له على مدى الكون والتاريخ. الله يرحمك يا وديع الصافي.

نزار فرنسيس

لم أستطع حتى هذه اللحظة تخيّل لبنان من دون وديع الصافي. وقع رحيله كالصاعقة عليّ وأعمل جاهداً على استيعاب أن وديع انتقل إلى عالم الحق، لكني أعود وأرفض الفكرة. عمري الآن 50 سنة وأذني وعقلي وقلبي كانت تتنفس وتعيش على صوت وديع الصافي. صحيح أننا اليوم نعيش حالة حزن كبير على فراق هذا الفنان العظيم، لكن في المقابل كم أتمنى أن نتمسك بلبنان الذي أحبه هذا الإنسان من خلال شخصه وأعماله التي تغنّت بلبنان، وحمله من خلالها إلى أصقاع العالم أجمع. رحيل وديع الصافي صعب، لكن أعماله الخالدة ستبقى ينبوعاً للفن الجميل والأصالة لا يخفت.

 سمير نخلة

خسر لبنان ثروة كبيرة من ثرواته. كان وديع الصافي الصخرة التي حمت لبنان في الصعاب وكان المدرسة التي تربت عليها أجيال من الشباب والشابات. إنه تراث لبنان ووجه الفني والثقافي الجميل. صوته الملائكي والقوي في آن تخطّى الحدود ولم يعد فناناً لبنانياً فحسب بل هو فنان عربي بكل ما للكمة من معنى، وأنا أكيد أن حزن أخوتنا في الخليج ومصر وسورية والدول العربية كافة لا يقل عن حزن اللبنانيين، فأنا حين كنت أسافر إلى أي بلد عربي أو حتى في بلدان الاغتراب كنت أسمع الناس يستيقظون ويفرحون ويسهرون على أغاني الصافي. لقد انتقل اليوم من الأرض إلى السماء لكن أعماله خالدة ولن ننساه وسنربي الأجيال المقبلة عليه. حزين جداً اليوم وأشعر بأن غيمة سوداء تحاصر كوني، لكن في النهاية الموت حق.

غسان صليبا

إنه ليوم حزين يفارقنا فيه كبير من كبار لبنان. وديع الصافي مدرسة في الفن وكان على مدار السنوات الماضية الصورة المشرفّة عن لبنان. حمل اسمه إلى أصقاع الأرض ومن كثر محبته لهذه الأرض أصبحت أغانيه أناشيد للتغني بالوطن والعزّة والكرامة. الكبار على غرار وديع الصافي لا يرحلون بل يخلّدون دائماً وأبداً، هذا الرجل الذي بذل عمره من أجل نهضة لبنان الفنية وكان الوجه المشرق دائم للبنان ستذكره الأجيال كلّها. ما من كلام يعّبر عن مدى حزني وأسفي، لكن هذه هي الحياة.