سقوط «الجماعة» يُربك تحالفات المنطقة
الخليج يدعم النظام الجديد... وتركيا وقطر أبرز الخاسرين
أحدث خروج جماعة الإخوان المسلمين من سدة الحكم في مصر متغيرا جوهريا في مستقبل البلاد داخليا، وأثار اهتماما وتوترا دوليا، بينما أربك خريطة التحالفات المؤثرة في المنطقة العربية، ظهور جماعات العنف المسلح في الشارع المصري، بعد عزل الرئيس محمد مرسي. وبينما قال الاتحاد الأوروبي، في بيان أمس، إنه سيراجع علاقاته مع مصر في الأيام المقبلة، سارعت دول مجلس التعاون الخليجي -باستثناء قطر- إلى إعلان تأييد النظام الجديد.
من جهتها، رحبت الرئاسة رسميا بالدعم الخليجي، وعلى المستوى السياسي وجه زعيم التيار الشعبي حمدين صباحي، تحية إلى الموقفين السعودي والإماراتي الداعمين لمصر، ودعت جامعة الدول العربية إلى عقد قمة عربية طارئة لدعم مصر وشعبها في مواجهة الإرهاب. ويقف الدعم العربي لمصر في مواجهة موقف دولي ضاغط على القاهرة، يتجلى في تهديد أميركي بقطع المعونة الاقتصادية والعسكرية، التي تتلقاها مصر، وتبلغ 1.5 مليار دولار سنويا، وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما وقف مناورة "النجم الساطع" العسكرية التي تشارك فيها مصر، إضافة إلى طلب تركي لمجلس الأمن بعقد جلسة عاجلة لمناقشة الأوضاع المصرية، وسرعان ما أيدت بريطانيا وفرنسا الطلب. واعتبر مدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية مصطفى اللباد أن مصر بعد سقوط "الإخوان" خرجت من خريطة التحالف مع تركيا وقطر، وهو التحالف المعلن الذي كان يهمش الدور الخليجي بقيادة السعودية في المنطقة، بينما كانت إيران تندرج في تحالف آخر. ولفت اللباد إلى أن الرياض ودول الخليج تبحث لنفسها عن دور فاعل، وبناء محور قوي في منطقة هي بالدرجة الأولى عربية، ولا يمكن تجاهل الأنظمة الحاكمة فيها، إلا أن التفاعلات الجارية في مصر تؤكد خروج القاهرة من التحالف التركي القطري. وعما إذا كان الموقف الخليجي يمثل متغيرا بخصوص دعم المعارضة السورية المسلحة، أوضح أن أنقرة والدوحة دعمتا جماعة "الإخوان" في سورية في مواجهة رفض سعودي، وساهمت ضغوط السعودية في توسيع تشكيل الائتلاف الوطني السوري، تجنبا لانفراد "الإخوان" بصدارة المشهد هناك.