لبنان: ذكرى «14 آذار» تمر «مرور الكرام»
غصن: الوضع برمته غير مطمئن ورياح الفتنة تلوح في الأفق
حلت الذكرى الثامنة لانتفاضة ثورة الأرز أمس بمشهد يختلف عن الأعوام السابقة. واستعيض عن التقليد السنوي الذي كان يشهد حشداً جماهيرياً عريضاً في ساحة الشهداء لينتقل الحدث إلى «مجمع البيال» الأحد المقبل مقتصراً على القيادات والإعلاميين والكوادر في ظلّ مناخ إقليمي مضطرب وواقع داخلي مأزوم. وتأتي الذكرى هذه السنة في وقت تتجسد الخلافات في صفوف «14 آذار» مع تبني «القوات اللبنانية» و»الكتائب» «المشروع الأرثوذكسي»، مما انعكس سلباً على وحدة فريق الرابع عشر من آذار، خصوصاً بين المكونين الرئيسيين «تيار المستقبل» و»القوات اللبنانية». إلى ذلك، لاتزال الطبقة السياسية بشقيها الموالي والمعارض غير قادرة على إنجاز قانون جديد للانتخابات، وباتت على قناعة بأن هذا الاستحقاق ذاهب إلى التأجيل التقني على الأقل كمرحلة أولى، بدليل عزوف المرشحين حتى الآن عن تقديم ترشيحاتهم في وزارة الداخلية.وأكد رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة أن «14 آذار ستنهض أقوى مما كانت، لأن فكرتها نبيلة، وكل من يؤمن بها هو جزء من 14 آذار»، لافتاً إلى أن «اللبنانيين ينتصرون عندما يقفون معارضين لفكرة الاقتراح الأرثوذكسي، فهم ينتصرون لصيغة العيش المشترك بالنسبة للبنانيين الذين يريدون بناء وطنهم متحدين في ما بينهم».وأشار في تصريح له من ساحة الشهداء بعد وضعه إكليلاً من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى أن «فكرة الاقتراح الأرثوذكسي خطوة أولى تليها خطوات كثيرة تؤدي إلى شرذمة البلد وتقسيمه»، مؤكداً «التمسك باتفاق الطائف وصيغة لبنان العيش الواحد والعيش المشترك بين اللبنانيين»، متمنياً أن «تتحقق أمنية اللبنانيين بأن يكون لهم انتخابات نيابية، لأن هذه الوكالة التي أعطيت للنواب تنتهي في شهر يونيو القادم».في موازاة ذلك، شدد وزير الدفاع فايز غصن على «وجوب الضغط على إسرائيل لوقف الخروق التي ازدادت وتيرتها في الأيام الماضية». ونوه غصن في تصريح له بعد لقائه بمكتبه في الوزارة أمس قائد القوة الدولية في الجنوب الجنرال باولوا سيرا والسفير البرازيلي الجديد ألفونسو ماسوت، بـ»التضحيات الكبيرة التي يقدمها الجيش اللبناني ضباطاً وعناصر»، قائلاً إن «دم الشهيدين الرائد بشعلاني والمعاون زهرمان لن يذهب هدراً، وان الحق سيظهر مهما طال الزمن».وأكد غصن أن «الوضع برمته غير مطمئن»، لافتاً إلى «رياح فتنة بدأت تلوح في الأفق، إذ يعمد البعض عن قصد أو عن غير قصد إلى تسعيرها دون تقدير نتائجها المدمرة على لبنان».