فجر يوم جديد: موسم محكوم عليه بالفشل!
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
ثمة من يرى، في المقابل، أن الشعب المصري لن يُفرط في فرصة اقتناص فرحة عابرة، مع إطلالة العيد، وسيسعى إلى التواجد في أماكن الترفيه، وعلى رأسها صالات العرض السينمائي، لينفض عن نفسه مشاعر الغضب المكتوم، والانقسام غير المفهوم، الذي عصف به في الأشهر القليلة الماضية، ولن يجد أفضل من الأفلام السينمائية سبيلاً للتنفيس عن نفسه؛ خصوصاً أن الأفلام الثلاثة التي أجازتها الرقابة، روعي فيها أن تتسم موضوعاتها بالحس الكوميدي، والمفارقات التي تعتمد على خفة الظل، وأن تبتعد تماماً عن الاقتراب من الواقع اليومي، ومن ثم الهم السياسي، بعدما استشعر الموزعون أن الجمهور في حاجة لمن يذهب به بعيداً عن هذه الأجواء المضطربة. من هنا وقع الاختيار على فيلم {توم وجيمي} من بطولة الممثل الكوميدي هاني رمزي ليتصدر سباق أفلام العيد، وكما هو واضح فإن عنوانه يستثمر عنوان السلسلة الشهيرة {توم وجيري} ليقدم كوميديا ساخرة بطلها رجل كبير يعيش بعقل طفل. بدوره، شوَّه الكاتب سيد السبكي عنوان الفيلم الكلاسيكي {قلبي دليلي} (1947) من إخراج أنور وجدي، الذي شارك في البطولة مع ليلى مراد، واختار لفيلمه عنوان «كلبي دليلي». تدور أحداثه حول ضابط الشرطة (يقوم بالدور الممثل الكوميدي سامح حسين) الذي يتعرض لمفارقات كوميدية، سواء أثناء عمله في الصعيد أو في موقعه الجديد، الذي تم نقله إليه، في إحدى قرى الساحل الشمالي. أما فيلم «نظرية عمتي» فيستعرض أزمة مُقدم البرامج الشهير (يقوم بالدور حسن الرداد) الذي يضطر إلى السفر إلى الخارج، ويُكلف عمته بتنظيم شؤون حياته في فترة غيابه.هذه الحصيلة الهزيلة، التي لا تزيد على ثلاثة أفلام فقط، كانت سبباً في أن ينافس مخرج واحد هو أكرم فريد نفسه بفيلمين هما: «توم وجيمي» و{نظرية عمتي»، فيما يعود الكاتب الساخر عمر طاهر إلى السينما بعد أربع سنوات من كتابة سيناريو وحوار فيلم «طير انت» (2009). وفي حين كنا نعول كثيراً على نجاح موسم عيد الفطر، الذي ينظر إليه المراقبون بوصفه موسماً جاذباً للإيرادات، في تعويض الخسائر الفادحة للسينما المصرية طوال عام 2013، يبدو الرهان خاسراً ومحكوماً عليه بالفشل؛ خصوصاً أن ثمة صعوبة بالغة في أن يغادر المشاهد منزله ليذهب إلى صالة العرض السينمائي، ويبتاع تذكرة دخول فيلم «كلبي دليلي»، ومتابعة سامح حسين الذي كان ضيفاً على الشاشة الصغيرة طوال ثلاثين يوماً من الشهر الفضيل من خلال مسلسل «حاميها وحراميها»!هناك طبعاً من ينظر إلى نصف الكوب المملوء، ويأمل في حدوث معجزة، في حال نجاح الأفلام الثلاثة في تحقيق إيرادات غير متوقعة، ما يعني انقلاب الحسابات رأساً على عقب، ودفع المنتجين والموزعين إلى إعلان الندم على قراءة المشهد السينمائي بشكل خاطئ، وغياب الفهم الصحيح للجمهور، الذي يوصف بأنه وحش بالألف وجه، لكن التفاؤل وحده لا يكفي، كما أن زمن المعجزات قد ولى!