كان الشيخ سيّد يتابع عمله في الاتجاهات كافة، فإلى جانب المسلسلات الإذاعية والصور الغنائية، لم ينس عشقه الخاص للمسرح الغنائي والاستعراضي، فتجدد بعدما عرضت عليه «فرقة الفنانين المتحدين» وضع ألحان مسرحية «مدرسة المشاغبين» كتابة علي سالم، إخراج جلال الشرقاوي، بطولة مجموعة من الممثلين الشباب، في أدوار تلامذة المدرسة، هم: سعيد صالح، عادل إمام، أحمد زكي، يونس شلبي، هادي الجيار، معهم مدرّسة واحدة (سهير البابلي)، ومدرّس (عبد الله فرغلي)، وناظر (حسن مصطفى).

Ad

أراد المخرج وضع بعض الأغاني التي كتبها الشاعر عبدالرحمن شوقي، ضمن أحداث المسرحية، وتسجيلها بأصوات مطربين وعرضها {بلاي باك} أثناء عرض المسرحية، بمعنى أن نسمع صوت المطرب، فيما يحرّك الممثل شفتيه بكلمات الأغنية، غير أن الشيخ سيّد فاجأ جلال الشرقاوي:

* إيه رأيك كلهم يغنوا... ولايف يومياً من غير تسجيل... الفرقة الموسيقية تبقى موجودة معاهم في المسرح يومياً طول فترة العرض... والأغاني تبقى بشكل مباشر.

= أيوا يا أستاذ سيّد بس دا ما حصلش قبل كدا... طول عمرنا بنسجل الأغاني وبنشغلها بلاي باك... إفرض حصلت مشكلة في صوت أي ممثل.

* إحنا هنسجل شريط احتياطي لكل الأغاني ونشيله لظرف زي دا... لكن في العموم إيه المانع يغنوا كل يوم؟

= بس برضه مش كلهم صوتهم ينفع للغنا... فيهم ناس صوتها.

* دي تسيبها عليا أنا... وبعدين إحنا مش هنشغلهم مطربين... دول هيؤدوا أغنية في عمل فني مش أكتر.

بدأ عرض المسرحية في 26 أكتوبر 1973، مع عيد الفطر المبارك، وسط احتفالات الشعب المصري بنصر أكتوبر، فحققت نجاحاً لم تسبقها إليه مسرحية في القطاع الخاص، سواء في الكوميديا أو الغناء أو الموسيقى أو الاستعراضات، لدرجة أن الدخول إليها كان بحجز مسبق قبل أيام.

هدأت الأوضاع، واستقرت الأمور بعدما تأكد النصر للعرب في معركة الكرامة، وقام المطربون والمطربات بدورهم في المجهود الحربي، وبدأت مرحلة البناء على الجبهات كافة.

أعادت نجاحات سيّد مكاوي المتتالية إلى كوكب الشرق أم كلثوم ذكرى نجاح «يا مسهرني»، وعلى رغم عزمها على ألا تتعاون معه ثانية لعدم التزامه بالمواعيد، فإنها نسيت ذلك كله وعاودت الاتصال به، لتسأله إذا كان لديه جديد يمكن أن تسمعه منه، فبادرها على الفور بأن ثمة كلمات كتبها الشاعر عبد الوهاب محمد بعنوان «أوقاتي بتحلو» عندها طلبت أن يحضر على الفور.

اللقاء الأخير

قرأ عبد الوهاب محمد كلمات الأغنية على أم كلثوم، فأعجبت بها، وكانت إشارة ليبدأ الشيخ سيّد بتلحينها فوراً، وهو ما كان بدأه بالفعل، وعندما أسمعها المقدمة الموسيقية على العود أعجبت بها بشدة، وطلبت إليه استكمال اللحن.

في الوقت الذي بدأ فيه الشيخ سيّد تلحين الأغنية، قرر الأطباء ضرورة سفر أم كلثوم إلى الخارج لإجراء فحوصات طبية، فشعر الشيخ سيّد بالقلق، وكان في وداعها في المطار، وعندما لمحت دموعه مسحتها بيدها، وهي تعطيه رسالة لتطمئنه:

= مش عايز أرجع ألاقي لسه اللحن ما خلصش.

* ترجعي لنا بالسلامة إن شاء الله.

لم تستمر أم كلثوم خارج مصر طويلاً، وعادت بعدما اتخذت قرارها بعدم إجراء جراحة، فوجدت «أوقاتي بتحلو» في انتظارها، وبدأت رحلة البروفات اليومية في بيتها قبل أن تتجه إلى أستوديوهات الإذاعة لتبدأ بروفات التسجيل.

قبل الوصول إلى المرحلة الأخيرة من البروفات، عاودت أم كلثوم آلام الكلى، وظلت تتعامل بالمسكنات حتى تمكن المرض منها وسقطت منهارة.

 في 22 يناير 1975 تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف العربية والعالمية، وتناقلتها وكالات الأنباء، واستهلت الإذاعة نشراتها بالقول إن أحد أهرامات مصر الإنسانية معرض للانهيار.

 اندفعت الجماهير إلى المستشفى تعرض التبرع بالدم لأم كلثوم، وكتب علي أمين يطالب الشعب العربي بالدعاء لها، وفي صباح الثالث من فبراير 1975، لفت وجوه جميع العرب، ملامح عدم التصديق، واندمجت إذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب في موجة واحدة لتعلن الخبر الصادم.

 في السادسة من مساء اليوم نفسه، ظهر وزير الثقافة المصري يوسف السباعي على الشاشة، ونعى أم كلثوم إلى الشعب العربي، فيما طلب المهندس سيّد مرعي رئيس مجلس الشعب، الوقوف دقيقة حداداً على رحيل كوكب الشرق، ليأتيها بعد ذلك آخر ما تلقته من هدايا، إذ أرسل الأمير عبد الله الفيصل لترات من {ماء زمزم} وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة ليتم غسل جسدها بها قبل أن يواري التراب.

خرج الشعب المصري يودع أحد أهم رموز الوجدان العربي الخالد، واهتزت مشاعر العرب من المحيط إلى الخليج، بعدما فقدوا آخر رابط حقيقي بينهم، فإذا اختلفت الشعوب العربية على حب زعيم بعينه إلا أنها اجتمعت على حب {أم كلثوم}.

شيعت جنازتها فكانت جنازة مهيبة جداً، لتكون من بين أعظم ثماني جنازات في العالم إذ بلغ عدد المشيعين أكثر من أربعة ملايين.

شعر الشيخ سيّد بأن مصر ضاقت به بعد رحيل أم كلثوم، الصوت الذي جعل للأغنية العربية وجوداً على الخارطة العالمية، رحلت قبل أن تمنحه صعوداً آخر، رحلت قبل أن تغني {أوقاتي بتحلو} على مسامع الجمهور، لتكون {يا مسهرني} ليست أول وآخر ما غنته له أم كلثوم فحسب، بل آخر ما غنته في حياتها على الإطلاق.

سينما يوسف شاهين

قرر الشيخ سيّد السفر إلى لبنان، طلباً للراحة والاستجمام، غير أن الرحلة لم تكن كما توقع، فلم يمر أسبوع إلا وعرف المطربون والمطربات بوجوده، وراحوا يطلبون ألحاناً منه، وأمام إصرارهم لم يجد إلا أن ينزل عند رغبتهم، فقدم أغاني لمطربين ومطربات لبنانيين وخليجيين... وقد صودف أن المخرج يوسف شاهين موجود في بيروت في تلك الفترة فاتصل به واتفق معه على تلحين أغنية للمطربة الشابة ماجدة الرومي التي تشارك في بطولة فيلمه الجديد «عودة الابن الضال».

الأغنية من كتابة صلاح جاهين صديق عمر الشيخ سيّد مكاوي، وستغنيها ماجدة الرومي لأول مرة باللهجة المصرية ، وهو أول ما فعله الشيخ سيّد بعد عودته من بيروت، وكان بدأ تصوير الفيلم بالفعل الذي شارك في بطولته شكري سرحان وهدى سلطان ومحمود المليجي، وسهير المرشدي، والفنان الشاب هشام سليم.

غنت ماجدة الرومي أغنيات الفيلم التي كتبها صلاح جاهين من بينها «مفترق الطرق» من ألحان كمال الطويل، وتوزيع جمال سلامة، وأقنع صلاح جاهين ويوسف شاهين الشيخ سيّد مكاوي وبليغ حمدي بالمشاركة معاً في تلحين أوبريت «الشارع لنا» غناه المطرب ماهر العطار مع ماجدة الرومي، كأداء صوتي لشخصية إبراهيم (هشام سليم)، وقام أمين الموجي، نجل الموسيقار محمد الموجي بالأداء الصوتي لشخصية علي (أحمد محرز)، ثم لحن الشيخ «باي باي» التي غنتها ماجدة الرومي:

معقول يا ولاد هنقول باي باي

ما خلاص المدرسة فايتينها

شوفوا الأيام بتمر إزاي

مش لسه يادوبك داخلينها

يا دوب عرفنا أسماء بعضينا

لحقت تعدي سنين علينا

وخلاص بنقول باي باي على طول

يا مدرستنا يا حبيبتنا باي باي

باي باي... يا أحلى أيام حياتنا

باي باي... يا أغلى ذكرياتنا

فتناك بخير يا وجه الخير يا مدرستنا يا حبيبتنا

باي باي

فتناك بعافية يا شبابيك

عقلنا كان يسرح براها

تدينا من المجهول مزازيك تنادينا وادينا طاوعناها

وانت يا دي الملعب وانت يا دي التوتة

كانت حدوتة... وتوتة توتة

رايحين جايين سوا

صحبة تلات سنوات... في المدرسة الطيبة

ندرس ولاد وبنات

عرفنا نحسب شعاع الشمس بالخطوة

لكن أوان الوداع ما عملنالوش حسابات

خلصنا بدري وقالولنا يلا

حنروح الجامعة يا رب انشاء الله

ياما غيرنا تجمعوا قبلينا وتفرقوا تاني ونسيوا زمان

بس احنا خصوصي لوحدينا لازم نفضل أهل وخلان

دي عشرة حلوة... حرام تضيع مرت يا عيني... سريع سريع

وخلاص بنقول باي باي على طول

يا مدرستنا يا حبيبتنا

باي باي

****

لم يحقق الفيلم، كعادة أفلام يوسف شاهين، النجاح المطلوب، على رغم عبقرية الموضوع والإخراج والأداء. إلا أن الأغاني نجحت بشكل مبهر، وتفاعل معها الجمهور، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تغني فيها المطربة ماجدة الرومي باللهجة المصرية.

لم يتردد الشيخ سيّد لحظة  في أن يلحن لأي مطرب أو مطربة، بل لو طلب منه أن يلحن لبائع في الشارع لوافق، لإيمانه الشديد ويقينه الراسخ بأن الدنيا كلها لا بد من أن تغني، يريد أن تكون الدنيا حوله كفيلم غنائي، أو مسرحية استعراضية غنائية، تمنى لو أن الناس يتحدثون غناء، فأكثر ما يسعده هو أن يضع ألحاناً لفيلم غنائي استعراضي، أو لمسرحية استعراضية، الأمر الذي أسعده عندما طلب منه الفنان علي رضا، مدير فرقة رضا للفنون الشعبية والاستعراضية، وضع ألحان أحد عروضها، فلم يتردد الشيخ سيّد، لعشقه للمسرح الغنائي والاستعراضي. عقد معه الشقيقان علي ومحمود رضا القيمان على إدارة الفرقة، جلسات مطولة شرحا له خلالها الاستعراضات التي تم وضعها للفرقة وموضوع كل استعراض والمقصود به، وكيف سينفذ الراقصون هذه المعاني من خلال حركتهم على خشبة المسرح.

بصيرة المبدع

وضع الشيخ سيّد الموسيقى الخاصة باستعراضات الفرقة بمهارة، أبهرت الأخوين رضا لأنها جاءت كما تصوراها وأكثر، غير أنه فاجأ علي رضا بطلبه حضور بروفات الفرقة وهي ترقص على هذه الموسيقى، وعلى رغم دهشة علي رضا من الطلب، فإنه رحب على الفور ممتناً لهذا الطلب.

حضر الشيخ سيّد إلى المسرح بمرافقة أحد أصدقائه، جلسا معاً في صالة المسرح في مقاعد المتفرجين، عزفت الموسيقى، وبدأت الفرقة تؤدي استعراضاتها، مال الشيخ سيّد برأسه وهمس في أذن صديقه ليصف له حركات الفرقة وما تقوم به من استعراضات، فوصف له وصفاً دقيقاً، وظل منصتاً حتى توقفت الموسيقى، ثم سأل عن محمود رضا فحضر إليه:

* يا أستاذ علي انت إداري ومدرب عظيم وبارع... لكن اللي أنا شايفة ما...

= إيه!

* قصدي اللي أنا عرفته وحسيته... ما يقولش أن الحركة دي تمشي مع الموسيقى اللي أنا حاططها... شوف حضرتك الاستعراض التالت واسمع خطوات الراقصين... تلاقيها في سكة والموسيقى في سكة تانية لدرجة أني ميزتها في وسط الموسيقى... كمان في الرقصة الأخيرة دي سبقوا الموسيقى وحسيت بأكتر من رجل في أزمنة مختلفة.

جلس علي رضا ينظر إليه بدهشة ويعضّ على شفته غير مصدق، ثم ينظر إلى شقيقه مدرّب الرقص محمود رضا، كذلك راح أعضاء الفرقة ينظرون إلى بعضهم البعض، كأن لسان حالهم يسأل: هل هذا الرجل المبدع كفيف بالفعل أم هو مبصر ويدّعي ذلك؟

لم تكن دهشة الأخوين رضا لشكهما مثل بقية أعضاء الفرقة في ما إذا كان الشيخ سيّد مبصراً أم لا، بل لأن الشيخ سيّد شخص الخطأ الذي ارتكبه أعضاء الفرقة تماماً كما شعر به المتخصص مدير الفرقة ومدربها، شعر بارتكابهم خطأ فادحاً في الخطوة والحركة، وهو خطأ لا يدركه إلا متخصص، ومبصر، فما بالك بغير متخصص وكفيف؟

مع وردة

بعد سنوات من زواجها وبعد مشوارها القصير مع الغناء في الجزائر ثم مصر اعتزلت الفنانة الجزائرية وردة الغناء، واستقرت في الجزائر حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين لتغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها (1972)، بعدها عادت إلى الغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري، وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، وانتقلت إلى مصر بعدما سمح لها الرئيس السادات بذلك عقب حرب أكتوبر 1973، وانطلقت من جديد من خلال الموسيقار بليغ حمدي.

علمت وردة بأغنية «أوقاتي بتحلو» التي لحنها سيّد مكاوي لأم كلثوم ولم يمهلها القدر لغنائها، وبأنه ينوي ألا يعطيها لمطربة أخرى بعد رحيل أم كلثوم، وحاولت إقناعه بإعطائها اللحن، لعلمها بأن الأغنية ستكون علامة فارقة في مشوارها الفني، ليس لها تحديداً، إنما لأي مطربة ستغني أغنية اختارتها أم كلثوم وأشرفت على تلحينها وبروفات غنائها لحظة بلحظة، ما جعل الشيخ سيّد يرفض أن تغنيها مطربة بعدها، وإن كان ولا بد من أن تظهر الأغنية للنور، فليغنها هو:

= بس أديني فرصة أغنيها.

* دا يشرفني طبعاً... بس إنت عارفة أن الأغنية لها خصوصية وكانت مين هتغنيها.

= انت لو حاسس أني مش أد الأغنية بلاش تديهاني.

وافق سيّد مكاوي أن تغني وردة «أوقاتي بتحلو» من كلمات عبد الوهاب محمد، وغنتها في حفلة الربيع 1976، فأحدثت دوياً، وضع وردة الجزائرية في مرتبة غنائية عالية:

أوقاتي بتحلو تحلو معاك وحياتي بتكمل برضاك

وبحس بروحي بوجودي من أول ما بكون وياك

ويا روحي ساعة ما ألقاك مش بس أوقاتي بتحلو

دي العيشة والناس والجو والدنيا... الدنيا بتضحك لي معاك

من كتر حلاوة الأيام ونعيمي وسعدي بلياليك

مش بحسب فات منهم كام ولا بقدر أفكر غير فيك

ده اليوم وياك يساوي زمان واكتر بزمان من مية بكرا

والليل بلقاك أفراح وأمان حتى ولو كان من غير قمره

أنا بيك على طول... دايماً مشغول بحلم وبنول وبغني وأقول

الله ع الحب لما يوفق بين قلب وقلب

ويخلّي القرب شعور ثاني أحلى من القرب

وأنا جنبك بنسى إن الدنيا فيها ناس قاسيين

أو فيها عذاب هجر وشكوى بين العاشقين

وبشوف أن العالم كله... كله محبين

وإن جاني حسود في هواك وعذول

يقول ويعيد ح اسيبه يقول

وأنا أخاف من إيه؟ وانت معايا

والعالم إيه؟ ما انت كفاية

يااااااا ليل

بكل مرسوم أمرني الحسن ونهاني

لكن هنا الشوق أفنى الصبر ونهاني

دايماً يعز الوصال ويذل من يهواني

وكم عذل لي خليّ الحسن ونهاني

يا سلام يا سلام يا سلام يا سلام

يا سلام لما الأيام تضحك وتروق

ليل يا عين يا ليل

والحب لما بيحيي الأرواح مع كل شروق

ليل يا عين يا ليل

وأنا بلمح بكرا معاك فتان مليان...

أفراح وجمال... أشكال وألوان

وانت اللي بتدي القلب النور وتخلي نجوم لياليا بدور

وتملا حياتي ورود وزهور

وأنا أخاف من إيه؟ وانت... انتَ معايا

والعالم إيه؟ ما انت كفاية

ويا روحي ساعة ما القاك مش بس أوقاتي بتحلو

العيشة والناس والجو والدنيا بتضحك لي معاك.

****

نجحت الأغنية بشكل كبير، ما أغرى الشيخ سيّد بضرورة التعاون مع المطربة وردة، على رغم شبه الاحتكار لها مع ألحان زوجها الموسيقار بليغ حمدي، فراح كل من وردة والشيخ سيّد يبحثان عن كلمات تصلح لأن تغنيها، وكتب لها عصمت الحبروك «ولو أنك يا حبيبي بعيد» ولحنها سيّد مكاوي، وغنتها وردة في ربيع 1978.

بعد عودة الرئيس السادات من «كامب ديفيد» 1978، تفاءل البعض بانتهاء الحروب مع العدو الصهيوني، وانفعل كتاب الأغاني بهذه الخطوة، فكتب الشاعر كمال عمار أغنية «كان قلبي معاك طول ما انت هناك»، وغناها الشيخ سيّد، وما إن سمعها الرئيس السادات حتى طلب لقاءه وشكره على دوره وواجبه الوطني الذي لم يتخلَّ عنه طيلة مشواره الفني، ووقف يلتقط معه الصور التذكارية، وما إن رأت زوجة الشيخ سيّد صورته معه حتى ضجت بالضحك:

= في حد يتصور مع رئيس الجمهورية ويبقى مكشر كدا... وبعدين الريس بيضحك... وانت باين عليك أنك مكشر.

* اصل انت مانتش عارفة... تكشيرتي دي... هي سبب ضحكه.

= إيه دي فزورة.

* لا... أصل لما قربت منه علشان نتصور... قولت أكلمه في الموضوع اللي منغّص عليا عيشتي... موضوع الضرايب اللي مش سايباني في حالي... وكل تقديراتهم جزافيه... لما خلاص ناقص ياخدوا ضرايب على الضحك اللي بنضحكه... أنا قولت له كدا... وهو انفتح في الضحك.

= وحل المشكلة.

* لا... ضحك بس!

(البقية في الحلقة المقبلة)

t