واصلت أزمة تحويل إثيوبيا مجرى النيل الأزرق، تفاعلها في القاهرة أمس، بعدما خرج وزير الخارجية محمد كامل عمرو ليتمسك بحقوق مصر الكاملة في مياه النيل، في تحرك يعكس غضب القاهرة من قرار استدعاء الخارجية الإثيوبية مساء أمس الأول للسفير المصري محمد إدريس، لتفسير التهديدات التي جاءت من قبل الرئيس محمد مرسي وعدد من رموز السياسة خلال اجتماع بحث تداعيات أزمة بناء السد الإثيوبي الاثنين الماضي.

Ad

وشدد عمرو على أن أمن مصر المائي لا يمكن تجاوزه أو المساس به، مضيفاً، في تصريحات صحافية أمس، «أن علاقات الأخوة والاحترام المتبادل وحسن الجوار بين دول حوض النيل الشرقي الثلاث، كفيلة لإجراء حوار بناء يحفظ المصالح المائية لدولتي المصب (مصر والسودان)»، كاشفاً عن تحركات دبلوماسية مكثفة لمصر في الفترة المقبلة.

وبينما تجتمع الأحزاب الإسلامية بحضور الرئيس مرسي غداً لبحث الموقف من التحرك الإثيوبي، دخلت الجامعة العربية على خط الأزمة أمس بعدما دعا الأمين العام نبيل العربي، مصر وإثيوبيا إلى معالجة أزمة مياه النيل بالطرق الدبلوماسية، مشدداً، خلال كلمته أمام وزراء المياه العرب على ضرورة حل الأمر بالطرق السلمية.

وأضاف العربي: «أن معالجة الأزمة تحتاج إلى الحسم»، مشيراً إلى أن محاولة الالتجاء إلى القضاء الدولي أو التحكيم، لن تتم إلا بموافقة الطرفين.

رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء المياه العرب، وزير الموارد المائية بدولة الإمارات راشد أحمد بن فهد، أشار إلى أن مصر والسودان لديهما القدرة على حل أزمة السد، قائلاً، في مؤتمر صحافي بمقر الجامعة العربية بالقاهرة: «التروي والعلاقات الدبلوماسية هما السبيل لحل هذا الملف»، مشدداً على دعم أبوظبي لحقوق الدول العربية.

داخلياً، ظهرت معالم الارتباك على قيادات جبهة «الإنقاذ الوطني» أمس عقب لقاء مفاجئ بين القيادي بالجبهة ورئيس حزب «المؤتمر» عمرو موسى، مع نائب المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر، مساء أمس الأول ليتجدد الحديث عن مساعي الجماعة لضرب وحدة «الإنقاذ» قبل تظاهرات المعارضة نهاية الشهر الجاري، قبل أن يخرج موسى ويؤكد في بيان رسمي على دعمه للتظاهرات 30 يونيو.

ميدانياً، احتفل عدد من النشطاء السياسيين والحركات الثورية أمس بالذكرى الثالثة لوفاة الشاب خالد سعيد، الذي راح ضحية تعذيب الشرطة، في مسقط رأسه بمدينة الإسكندرية الساحلية، وعدة محافظات، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية بالملابس السوداء. وقال عضو اللجنة التنسيقية لتظاهرات 30 يونيو بالإسكندرية، إسلام الحضري لـ«الجريدة»: «إن قوى المعارضة المدنية بدأت وقفتها أمام منزل خالد سعيد، ثم توجهت إلى قبره، في مسيرة حاشدة تحمل لافتات (كلنا خالد سعيد... كلهم مبارك)»، في إشارة إلى استمرار القمع الأمني من قبل نظام الرئيس مرسي.

في غضون ذلك، واصل عدد من المثقفين والفنانين المصريين اعتصامهم أمس داخل مقر وزارتهم، فى إطار الخطوات التصعيدية لإقالة الوزير علاء عبدالعزيز احتجاجا على قراراته الساعية لـ»أخونة الثقافة»، فيما أعلن مصابو الثورة اعتصامهم المفتوح أمام منزل الرئيس محمد مرسي بضاحية التجمع الخامس شرقي القاهرة، للمطالبة بتوفير خدمة علاجية بشكل لائق لهم.