{الكويتيون وعاداتهم الجميلة} يسرد اليوميات قديماً

نشر في 29-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 29-07-2013 | 00:02
يركّز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية

يركز غانم الشاهين الغانم على التراث المحلي بمختلف أشكاله، عبر مجموعة مؤلفات صادرة عن {ذات السلاسل} وتسرد جانباً من الماضي الممزوج بشظف العيش وقسوة الحياة.
ينتقي الباحث غانم الشاهين الغانم في كتابه {الكويتيون وعاداتهم الجميلة}، بعض المواقف الموثّقة والمنسوبة إلى مصادرها، بينما يستدعي بعض الأحداث الطريفة في كتاب آخر بعنوان {الكويتيون ولهجتهم الجميلة}.

يستعرض الغانم في كتاب {الكويتيون وعاداتهم الجميلة} زيارات بعض الرؤساء والزعماء إلى الكويت أثناء حكم الأمير الراحل عبد الله السالم الصباح الذي كرّس الاهتمام بعلاقات الكويت الدولية، ومن أبرز هذه الشخصيات التي زارت الكويت، الملك محمد الخامس ملك المملكة المغربية والملك حسين بن طلال ملك المملكة الأردنية الهاشمية.

من الجوانب الاجتماعية المهمة، ينتقي الكتاب مجموعة عادات وتقاليد جميلة دأب عليها الكويتيون، فيسرد جانباً منها مبيناً أن لبس البشت تقليد مهم جداً في عقد الزواج، إذ يلتزم المعرس بارتدائه لمدة أسبوع كامل وليس بالضرورة أن يكون هذا البشت من مقتنيات الزوج أو والده، بل ربما يستعيره من أحد الوجهاء في الفريج، لا سيما أن ثمة ظروفاً صعبة كان يعيشها الفرد آنذاك تدفعه إلى بيع البشت الذي يملكه لسد احتياجاته اليومية، خصوصاً أن للبشت الأصلي في تلك الفترة قيمة كبيرة.

وضمن أمور الزواج أيضاً، اعتاد نساء الفريج على إعارة الذهب أثناء حفلات الزواج فترتدي العروس أجمل القطع الذهبية في هذه المناسبة وليس بالضرورة أن تكون من مقتنياتها، بل تستعيرها من والدتها من الميسورات في الفريج. وهكذا درجت العادة عند الكويتيين الأوائل.

كذلك يسرد المؤلف في موضوع {الكويتيون والسفينة} جانباً من علاقة البحارة بمراكبهم، لا سيما أنهم يمضون قرابة أربعة أشهر في البحر متنقلين من ميناء إلى آخر في أسيا أو أفريقيا، موضحاً أن مصدر الرزق آنذاك كان البحر لذلك يحرص الكويتيون على تعليم أولادهم بعض المهن البحرية لضمان تأمين مستقبلهم من خلال حجز مكان في أحد المراكب التي وصل عددها إلى 800 سفينة قبل ظهور البترول. واعتاد الكويتيون على إرسال أولادهم مع البحارة للتعلم منهم خلال هذه الرحلة، وتستمر فترة التدريب على امتداد أربع رحلات بعدها يكون التلميذ معلماً أو رباناً في السفينة  يستطيع أداء مهمته الموكلة إليه بكل يُسر.

ويعتبر الكاتب الغانم ضمن هذا السياق، السفينة الكويتية هي وطاقمها كالجامعة أو الكلية التي فيها من الخبراء بعلوم البحار، فيعلمون الناشئة والراغبين في الانخراط ضمن هذه المهن، محدداً بعض المهن على ظهر السفينة من بينها النهام وهو شاعر السفينة ومطربها وأديبها، والسيب وهو الذي يسحب الحبل الغواص في البحر. أما التباب، فخادم السفينة يقدم الماء والمأكل إلى البحارة والعاملين على ظهرها.

في حديث عن الملابس القديمة، يوضح الغانم أن الدشداشة والغترة والعقال والبشت كانت مكونات اللباس التقليدي آنذاك للرجال، كما أن للنساء ملابسهن الخاصة، مشيراً إلى أن الصناعة المحلية لبعض هذه الاحتياجات بدأت منذ القدم. ويسرد جانباً من احتفال الكويتيين في مناسبة ختم القرآن، إذ درجت العادة عند القدماء بعد ختم القرآن أن تبدأ مراسم الاحتفال في إشهار حفظ أحد الأطفال للقرآن الكريم في الفريج، ويستعد الأهالي لتقديم هدايا للحافظ الذي استعد أيضاً لهذه المناسبة من خلال ارتداء الملابس الجديدة.

أسماء ومواقع

ضمن الإطار ذاته، أصدر المؤلف غانم الشاهين الغانم كتاباً بعنوان {الكويتيون ولهجتهم الجميلة} عن مكتبة ذات السلاسل، متضمناً خمسة أبواب وهي كالتالي: {البحر والكويتيون}، {الكويت ومواقعها القديمة}، {الأسماء العربية والأجنبية}، {أسماء وحروف وشرحها}، و{الحيوانات ودورها قديما}.

ويشير في الفصل الأول إلى أن الخليجيين عموماً انفردوا عن غيرهم بالحفاظ على الأسماء العربية الصميمة المتوارثة منذ آلاف السنين، لافتاً إلى أنه خلال فترة الأربعينيات والثلاثينيات من القرن الفائت كانت في الكويت الدواوين المنوعة التي تعنى بالعلوم الفقهية والمعرفية، لذلك شهدت هذه الفترة رواجاً كبيراً للأعمال الأدبية.

ومن المفردات التي يفسرها الكتاب، كلمة الشراع المعروفة لدى الجميع، لكنها لا تطلق على مار رفع على صاري السفينة وسمي شراع فحسب، بل ثمة أكثر من معنى لهذه المفردة. مثلاً، يقول أهل البحر حينما يرون الهلال شرع الهلال بمعنى ظهر بوضوح، كذلك كانت تقول المرأة قديما لابنتها أشرعي أبواب الغرف ليدخل الهواء إليها.

كذلك يستذكر المؤلف كيف كان الكويتيون يؤمنون أصناف الغذاء، مستعرضاً طرق التخزين البدائية، لا سيما أن حرارة الطقس كانت تفسد الكثير من الأطعمة.

شرح

في الباب الرابع {أسماء وحروف وشرحها}، يوضح الكتاب الفرق بين الرطب والتمر، فيقدم الرطب أو البلح في وجبة الفطور مع الزبد واللبن، وكلمة رطب تعني الذي أصابه الترطيب أي الاستواء التام، ومنه أنواع كثيرة وأشكال مختلفة، من بينها السريع النمو والنضوج أو البطيء كالبرحي والزهدي. أما التمر فلا يصبح تمراً حتى يضربه هواء البوارح وينشفه بعد هواء الجنوب الذي رطبه وجعل فيه العسل الدبس في أوقات الصيف.

في حديث عن الماء، يشير الكاتب إلى أن الكويتيين قديماً كانت لهم مواقع عدة يسكنونها في المدينة والقرية أو الصحراء. ونظراً إلى صعوبة الحياة في تلك الفترة، اضطروا إلى البحث عن سبل تأمين المياه لأنه عصب الحياة لذلك اتجهوا إلى حفر {الجليب} وهو البئر.

ومن المفردات التي يفسرها المؤلف، كلمة {الخاكة} ومعناها ما تساقط من فضلات العنب الذي كان في إنائه، وعندما يؤخذ العنب كله ويباع والباقي يسمى {خاكة} أي {خك} أو {سقط}. دويرة: أي دار صغيرة كانت تستعمل في السابق لتخزين. {الكمخ}: عندما تكون المرأة الكويتية غاضبة من تصرفات ابنتها أو خادمتها فإنها ترفع يدها وتضعها على أنف ابنتها أو الخادمة لسوء تصرفها وهي تردد كمخ أيا الكمخة، أي قليلة الفهم، وهذا نوع من التوبيخ.

back to top