اعلنت الامم المتحدة ان مهمة المحققين الدوليين حول الاسلحة الكيميائية ستنتهي السبت، في وقت يتريث الغربيون في توجيه ضربة لسوريا بدت وشيكة خلال اليومين الماضيين، ردا على "الهجوم الكيميائي" في ريف دمشق الذي يتهمون النظام به.

Ad

واكد الرئيس السوري بشار الاسد ان بلاده "ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان"ن في وقت يستمر حلفاء دمشق وخصومها الدوليون في حشد الطائرات والسفن الحربية في المنطقة رغم اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما ان قرار الضربة لم يتخذ بعد.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس في فيينا ان المفتشين الدوليين "سيواصلون تحقيقاتهم حتى غد الجمعة وسيخرجون من سوريا بحلول صباح السبت وسيرفعون تقريرهم فور خروجهم".

واوضح لصحافيين انه تحدث الاربعاء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما و"عبرت عن رغبتي الصادقة في ان يسمح للمفتشين بمواصلة عملهم".

وصرح اوباما في مقابلة تلفزيونية بثت ليلا بانه لم يتخذ قرارا بعد بضرب سوريا. وقال ان واشنطن "استخلصت بشكل قاطع ان نظام الاسد هو الذي يتحمل مسؤولية الهجوم" الذي وقع الاسبوع الماضي في ريف دمشق وقالت المعارضة انه اسفر عن مقتل المئات.

واوضح ان اي تحرك اميركي سيكون بمثابة "ضربة تحذيرية" تهدف الى اقناع سوريا بانه "يجدر بها عدم تكرار الامر".

ووقع 116 نائبا من 435 هم اعضاء مجلس النواب الاميركي، بينهم 18 ديموقراطيا، رسالة موجهة الى اوباما الاربعاء لمطالبته بدعوة الكونغرس الى الاجتماع لطلب موافقته رسميا على ضرب سوريا.

في باريس، اعلنت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية نجاة فالو بلقاسم الخميس ان على الاسرة الدولية "ان تجد ردا ينسجم مع الوضع"، مضيفة انه "من المعقد بناء" مثل هذا الرد على النظام السوري.

واعلنت وزارة الدفاع البريطانية ارسال ست طائرات حربية من طراز "تايفون" الى قاعدتها في قبرص في "اجراء احتياطي" لحماية المصالح البريطانية، مؤكدة ان "الطائرات لن تشارك في اي عمل عسكري ضد سوريا".

ويفترض ان يصوت النواب البريطانيون مساء الخميس على اقتراح بادانة استخدام الاسلحة الكيميائية من النظام السوري والموافقة على مبدأ التدخل العسكري.

وتعكس هذه المواقف تريثا في قرار الضربة العسكرية بعد ساعات من مناقشة الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن الدولي في نيويورك مسودة قرار تقدمت به بريطانيا يفتح الباب للجوء الى القوة ضد النظام السوري من اجل "تامين حماية المدنيين" السوريين، من دون التوصل لاتفاق.

وقالت واشنطن ان سبب عدم التوصل الى توافق هو "التعنت الروسي".

وابلغ مساعد وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الامين العام للامم المتحدة ان الخطط الغربية للتدخل عسكريا في سوريا هي "تحد صريح" لميثاق الامم المتحدة، بحسب ما اعلنت الخارجية الروسية الخميس.

الا ان الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والايراني حسن روحاني اكدا خلال مكالمة هاتفية بينهما مساء الاربعاء انه من "غير المقبول" استخدام اسلحة كيميائية "من اي كان" في سوريا.

واعلن مصدر عسكري روسي اليوم ان روسيا تعتزم ارسال سفينة مضادة للغواصات وقاذفة صواريخ "خلال الايام المقبلة" الى المتوسط، بسبب "الوضع الذي يزداد تعقيدا في شرق المتوسط".

في هذا الوقت، تكرر السلطات السورية تصميمها على المواجهة.

فقد اكد الرئيس السوري في لقاء مع وفد من قيادات الاحزاب والنواب اليمنيين الخميس "ان التهديدات بشن عدوان مباشر على سورية، ستزيدها تمسكا بمبادئها الراسخة وقرارها المستقل النابع من ارادة شعبها"، مضيفا ان "سورية ستدافع عن نفسها في وجه اي عدوان".

وكانت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المعروفة بقربها من النظام السوري نقلت عن الاسد قوله لقياداته "في احدث اجتماع" معهم "بعد تعاظم اخبار الضربة الاميركية"، "منذ بداية الازمة، وانتم تعلمون جيدا اننا ننتظر اللحظة التي يطل بها عدونا الحقيقي برأسه متدخلا".

واضاف، بحسب الصحيفة، "هذه مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين".

واكد مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان الجيش النظامي يتحضر لـ"السيناريو الاسوأ" مع الاخبار عن احتمال توجيه ضربة عسكرية للنظام.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاربعاء ان القوات النظامية عمدت خلال الايام الماضية الى اخلاء بعض مواقعها او تبديلها بشكل تمويهي، تحسبا لاحتمال توجيه الغرب ضربة عسكرية.

وكانت دمشق حملت مقاتلي المعارضة المسؤولية عن الهجوم الكيميائي.

ومن شان اي هجوم عسكري على اهداف للنظام ان يعطي دفعا للمعارضة التي تواصل مواجهتها على الارض مع القوات النظامية من دون ان تكون قادرة على تحقيق انجازات حاسمة في مواجهة الترسانة العسكرية والجوية للجيش النظامي.

والتقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية احمد الجربا الخميس في باريس الرئيس الفرنسي.

وكان الجربا اعلن في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية ان على الغربيين ان يضربوا نظام بشار الاسد وان يحيلوه الى المحكمة الجنائية الدولية، معتبرا ان "بشار الكيماوي قتل شعبنا في 21 اب/اغسطس. ولا يجوز ان يفلت من العقاب".

وفي الفاتيكان اعلن بيان ان البابا فرنسيس وعاهل الاردن الملك عبد الله الثاني يريان ان "التفاوض والحوار" هو "الخيار الوحيد" للخروج من الازمة في سوريا.

وقال البيان انه "تم التأكيد مجددا" خلال المحادثات بين البابا والعاهل الاردني على ان "طريق الحوار والتفاوض بين مكونات المجتمع السوري مع دعم الاسرة الدولية هو الخيار الوحيد لوضع حد للنزاع".

على الارض، واصل محققو الامم المتحدة حول الاسلحة الكيميائية مهمتهم اليوم وزاروا لليوم الثاني على التوالي الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مسرح الهجوم الكيميائي المفترض، بحسب ما افاد ناشطون.

وكان المحققون زاروا الاثنين معضمية الشام الواقعة في الغوطة الغربية والتي تعرضت ايضا لقصف بصواريخ مزودة مواد كيميائية بحسب المعارضة.

واخذ المحققون الدوليون من المناطق التي زاروها عينات من الدم والشعر والبول من المصابين في الهجوم، بالاضافة الى عينات من التربة.

وتقع المعضمية والغوطة الشرقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

في المواقف العربية، اكدت الحكومة المصرية الخميس معارضتها "بقوة" توجيه ضربة عسكرية الى سوريا.