المنافسة بين إكس فاكتور وأراب أيدول...

نشر في 25-02-2013 | 00:02
آخر تحديث 25-02-2013 | 00:02
وديع أبي رعد: تستفزني عبارة فنانة استعراضية

وديع أبي رعد، فنان ومدرب صوت وأستاذ في هذا المجال، استفاد من نصائحه وخبرته فنانون كثر بعضهم أصبح ضمن نجوم الصف الأول، بالإضافة إلى الشباب الذين يتقدمون إلى برامج الهواة، كونه يحضرهم للغناء أمام لجنة التحكيم... باختصار يعمل وديع رعد لتنشئة جيل جديد يقدم فناً أصيلاً وصحيحاً يخرج الأغاني من مستنقعات الابتذال التي غرقت فيها.
عن تجربته الجديدة في برنامج «أراب أيدول» الذي انطلق أخيراً وتقييمه لبرامج الهواة والأسباب التي تؤدي إلى تراجع الفن كان الحوار التاالي معه.
ما الذي دفعك إلى الموافقة على المشاركة في فريق عمل «أراب أيدول؟

 يعرض البرنامج على شاشة «أم بي سي» وهي الأولى عربياً،  ثم عرضت علي  الإدارة المشاركة ضمن فريق العمل على الأرض مع المواهب مباشرة، هذا شغفي في العمل، وليس أن أكون ضمن لجنة التحكيم.

كيف تقيّم تجربتك مع «أم بي سي»؟

ممتعة وتعاوننا سيستمر إن شاء الله، أنا على ثقة بأننا سنحقق في «أراب أيدول» النجاح نفسه الذي حققناه في The Voice.

هل كان عرض «أم بي سي»  مغرياً؟

(يضحك) بقدر هذه الشاشة العظيمة.

ما دورك في برنامج  «أراب أيدول»؟

مسؤول عن اختيار المتقدمين وتحضيرهم ليصبحوا جاهزين للوقوف أمام لجنة التحكيم، إضافة  إلى كل ما يتعلق بالاستعراضات والموسيقى والأداء والأغنيات...

بماذا تعدنا في الموسم الجديد من «أراب أيدول»؟

اختيار المواهب تم بشكل دقيق ما سيصعّب مهمة  لجنة التحكيم.

هل  يتوافر لهذه  المواهب حظ أكبر فيما لو كانت في أوروبا أو أميركا؟

طبعا، ثمة مواهب ينتهي مشوارها في الفن بمجرد انتهاء البرنامج، وأخرى لا يصحّ لها دخول برامج الهواة أساساً. السبب برأيي غياب شركات إنتاج داعمة لهذه المواهب، وعدم اهتمام الشركات الموجودة سوى بالربح السريع باعتبار أنّ هدفها تجاري محض، لذا تنظر إلى الشكل وتتجاهل  الصوت، في وقت يجب أن يكون العكس هو الصحيح، فلدى توافر الصوت يصبح من الممكن تحسين الشكل، والدليل أن نجوماً كثراً تغير شكلهم عما كان عليه في  انطلاقتهم الفنية.

إلى أي مدى تؤثر الظروف العربية الراهنة على الفن وعلى برامج الهواة تحديداً؟

إلى حدّ كبير، خصوصاً أننا نعمل مع أشخاص ومشتركين من دول عربية مختلفة،  وبالتالي يصعب زيارة بلدان تعاني توترات أمنية وسياسية، بالإضافة إلى عدم حماسة  الشباب فيها إلى الغناء وتقديم موهبتهم في وقت تسفك الدماء على أرضهم. يحتاج الفن إلى تركيز وراحة بال.

مع انطلاقة «إكس فاكتور» هل سيكون منافساً قوياً لـ«أراب أيدول»؟

شئنا أم أبينا، سينافس  هذان البرنامجان بعضهما البعض خصوصاً أنهما سيعرضان في التوقيت نفسه، لكني أعتقد أنها ستكون منافسة شريفة وجميلة، لِمَ لا؟ طالما أن المشاهدين سيستفيدون، خصوصاً أن كل برنامج سيضع كل  ثقله ليكون أكثر تميزاً.

هل تكمن المنافسة بين لجان التحكيم المؤلفة من نجوم عرب أم بين «روتانا» التي تعرص «إكس فاكتور» و{أم بي سي» التي تعرض «أراب أيدول»؟

الاثنان معاً، المنافسة موجودة في مجالات الحياة حتى بين المسلسلات والبرامج الحوارية وغيرها، وبالتالي الجمهور وحده الحكم.

كيف تصف علاقتك بإليسا؟

تربط صداقة بيننا.

هل نعيش اليوم  زمن الأغنية أم  زمن النجم؟

نعيش زمن الأغنية، حتى نجوم الصف الاول، حين يطرحون ألبوما كاملا،  يركزون على ثلاث أغنيات، أما الباقي فمجرّد  تكملة للألبوم لا أكثر ولا أقل.

هل ينطبق هذا الأمر على ألبومات ماجدة الرومي وإليسا ووائل كفوري؟

نعم وأعتقد أنهم في قرارة أنفسهم يعرفون هذا الأمر.

تربطك علاقة متينة بأسامة الرحباني  وهبة طوجي!

صحيح، تعود صداقتي  مع أسامة إلى طفولتي عندما كنت  ضمن جوقة غناء، وصودف أنه سمعني وطلب مني العمل مع الرحابنة، وفعلا هذا ما حصل، تربيت عندهم وكنت أستشيرهم في كل شيء، ساعدوني وأرشدوني وتوطدت العلاقة بيني وبين أسامة وأصبحنا صديقين وشقيقين. من ثم سافرت إلى إيطاليا حيث درست الأوبرا وبقيت هناك إلى أن اتصل بي أسامة طالباً مني العودة للمشاركة كعضو لجنة تحكيم في برنامج «ستار أكاديمي»، وبعد  بفترة عرفّني إلى هبة طوجي ودرّبتها على الصوت وأصبحنا صديقين.

ماذا عن الأعمال التي جمعت بينكما؟

 أول عمل مشترك بيننا كان أغنية «حلم» إذ شاركتها بطولة الكليب، كذلك شاركنا سوياً في الحفلة الغنائية «لا بداية ولا نهاية»،  التي قدمها أسامة الرحباني في قصر المؤتمرات في ضبية. هبة إنسانة طيبة ومحترمة وموهوبة جداً.

إلى أي مدى يختلف الفن العربي الحالي عن الغربي؟

لجهة الحرفية إلى حدّ كبير، في أوروبا مثلاً لا يمكن دخول الأوبرا إلا في حال درست هذا الفن خمس  سنوات على الأقل،  وتعمقت باللغات وتاريخ الموسيقى وتعرفت إلى المسرح والرقص... في البدء تساءلت: لماذا كل هذا؟ لكن حين خضت ميدان العمل الفني أدركت أهمية هذه الثقافة المنوّعة التي اكتسبتها طيلة هذه السنوات وتنعكس بشكل واضح على أدائي.

ما الذي ينقصنا عربياً؟

الثقافة التي سبق وتحدثت عنها، ليس في الفن فحسب بل في ميادين الحياة كافة... ينجرّ الشباب العربي  نحو أمور سخيفة يضيعون وقتهم فيها ولا يكلفون أنفسهم عناء قراءة كتاب، فيما في أوروبا يتم تثقيف الأطفال منذ  سن المراهقة، فنراهم يرتادون المسرح والأوبرا والباليه كذلك حفلات الـ «دي جي»، وفي وقت فراغهم يطالعون الكتب ويستخدمون الإنترنيت للأبحاث وليس للتسلية فحسب... هذه أمور تبني شخصية جيل بأكمله.

في أوروبا  يمتلكون حب المعرفة بينما نمتلك حب الثرثرة، حتى اللغة العربية  بتنا نفتقدها عند الجيل الجديد كتابة ولفظاً، والدليل أن الوجوه التي نراها اليوم على الشاشة لا تتقن مخارج الحروف  وتجهل تركيب جملة مفيدة، همها الشكل فحسب.

ألا  تتحمل  وسائل الإعلام المسؤولية؟

طبعاً، لكن الإنسان الطموح الذي يريد إثبات نفسه وكسب ثقة الناس، عليه أن يجتهد ويصقل موهبته لتحقيق استمرارية ناجحة في عمله.

هل أنت راضٍ عما وصلت إليه اليوم؟

الحمد الله ولدي الكثير لأنجزه في المستقبل، درست وتعبت وأجريت أبحاثاً لأغذي عقلي وروحي بالدرجة الأولى وليس لتحقيق  شهرة فحسب. تعلمت أموراً كثيرة لا أستخدمها في عملي راهناً لكنها صقلت، بطريقة غير مباشرة، جانباً من شخصيتي.

هل تصنّف نفسك اليوم أستاذا أم تلميذاً؟

الاثنان معاً، أستاذ  مع الشباب الذين أعطيهم دروساً في الصوت وتلميذاً أمام المعرفة، يجب أن يعمل الشخص على نفسه وموهبته باستمرار.  ثمة نجوم اليوم لا يعرفون الفرق بين الفوكاليز (تمرين الصوت) والسولفيج (السلم الموسيقي أو تنغيم)، وآخرون  يسألونني هل تكفي دراسة شهرين ليحسنوا أداءهم؟  لا يقاس الموضوع بالوقت بل هي قضية مثابرة دائمة.

لا تحب كلمة «برافو»!!

صحيح لأنها توقف الشخص في مكانه، مشكلة نجوم كثر في العالم العربي أنهم محاطون بأشخاص خبثاء يقولون لهم كلاماً جميلاً في وجههم ويثرثرون عليهم  في الخفاء ما يدفع الفنان إلى الغرور ويوقفه مكانه... أسامة الرحباني لا يقول برافو إلا نادراً، لأنه يعرف أساس النجاح وطريقه.

ما الموسيقى التي تستهويك؟

الموسيقى الكلاسيكية.

والمغنون؟

 يستهويني من الغنين الأجانب: مايكل بوبلي، سيلين ديون، بربرا سترايسند، بيونسي، ريهانا... ومن العرب وائل كفوري، رامي عياش، نجوى كرم، إليسا، نانسي عجرم وصابر الرباعي.... كذلك أهوى فيروز، هذا الصوت الذي رافقني منذ طفولتي حتى اليوم، والمدرسة  الرحبانية  التي فتحت أمامي آفاقاً جديدة.

هل تستفزك عبارة فنانة استعراضية؟

نعم، لأن من تطلق على نفسها هذه العبارة لا تعرف شيئاً عنها، كذلك باتت كلمة أوبريت مبتذلة... المشكلة أننا نجهل معنى هذين النوعين العظيمين، فالاستعراض يتضمن غناء وموسيقى ورقصاً وحياة وفريق عمل متكاملاً... لماذا لا نشاهد بيونسي وبربرا لنعرف معنى كلمة استعراض؟

كيف تقيّم الفن الخليجي؟

راقٍ ويتمتع بعادات وتقاليد معينة ويشكل مدرسة خاصة، ألاحظ،  من خلال تجربتي في برامج الهواة، أن الخليجيين الشباب يركزون على الكلام أكثر من غيرهم.

ما البرامج التي تستهويك على الشاشة؟

بعض برامج الهواة لأطلع على ما يجري على هذا الصعيد،  وأتابع الأفلام السينمائية.

من تفضل من النجوم السينمائيين؟

روبرت دينيرو، ميريل ستريب، سوزان سوراندن...

back to top