يسعدني دوماً أن أرى امرأة في منصب قيادي، وسعدت لوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي حين تقلدت منصبها للمرة الثانية، لكني أتمنى لو أنها تنجز لا سيما في هذه الوزارة التي تغرق في الفساد، فكل وزير يمر عليها يكون مروره مرور الكرام، لا يقدم ولا يؤخر.

Ad

 وفي إحدى المرات سألت وزيراً سابقاً للشؤون الاجتماعية والعمل عن سر صمته إزاء العصابات الموجودة في دور الرعاية بالذات، فقال لي بصريح العبارة "لا أريد أن يتم استجوابي، أود أن تمر الأمور بهدوء ودون أن أحدث أي بلبلة".

أتمنى من الوزيرة الرشيدي أن تصلح هذا الخلل، وتقوّم هذا الانحراف القائم في دور الرعاية، إذ واجهت من قبل وبسبب اشتراكي في عدد من الأعمال التطوعية للأيتام بعض المشاكل مع المشرفات والمشرفين عليهم؛ لأنهم عبارة عن عصابة صغيرة تعامل هؤلاء الأيتام أمام وسائل الإعلام بكثير من الرحمة، وفي حال عدم وجودها يكشفون الوجه الآخر لهم، من ضرب وقسوة وحروب لفظية وعنف جسدي حتى حرمانهم من أبسط الأشياء، فقط من باب التعذيب، وأي موظف جديد ينضم إلى هذه الوزارة ويرغب في التغيير والمساعدة يتعرض للإقصاء تماماً مثل الأفلام العربية.

ومؤخراً قمنا بزيارة للمسنين لتوزيع الهدايا الرمزية والتقيت بنموذج رائع للاختصاصية الاجتماعية المسؤولة عن المسنات التي رحبت بنا، وجعلتنا نقوم بزيارة كان لها بالغ التأثير في نفوسنا، لكن حين أردنا أن نقوم بزيارة المسنين قام المشرف الاجتماعي عليهم بطردنا والتطاول علينا، وأشعرنا بأن زيارتنا هذه ستسبب مشاكل كثيرة، وطلبنا أن يتم تقديم الهدايا أمامهم وفي صالة الاستقبال لكنه رفض أن نراهم، فاضطررنا أن نسلمه الهدايا ليقدمها لهم، وحين احتججنا على رفضه قال "الأمور هنا تمشي بأمري" وتفاخر باسمه، وأخذ يردد كلمة "كل شيء بأمري وأنا حر".

عزيزتي وزيرتنا الفاضلة: وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وزارة صعبة، ونحن على يقين بأن حملها كبير، ولكني لا أعرف كيف أوصل رسالتي إليك، التفتي إلى الفساد الذي تعج به دور الرعاية تحديداً لأن الدولة تكرمت لتحتضن فئة المسنين والأيتام، لكن المشرفين عليهم "مجرمون"، ليس الكل لكن فئة كبيرة منهم، ولدي الأسماء والشهود وضحاياهم.

 إن كنت جادة فعلاً بعمل التغيير فابدئي بالرحمة على المستضعفين، فهي واجب، وأنت بمكان يخولك لتصلحي هذا الفساد، ولا تخافي من استجواب إن كنت على حق، وأتمنى أن تكوني أفضل ممن تقلد الوزارة من قبلك.

قفلة:

لحسن حظي حضرت للعام الثاني المسرحية التي تقدمها زين، ومسرحية هذا العام "زين والوحش"، وهي اقتباس من القصة الشهيرة "الحسناء والوحش"، لكن فكرتها إخراجها وكلماتها ومضمونها الإيجابي أسعدتني؛ لأنه فن راقٍ يستحق التقدير والإشادة، وشكراً لمي الصالح على الإشراف والإنتاج وهي العين الساهرة التي تحرص على أن يخرج العمل بهذا الشكل، والشكر موصول لطاقم العمل وللكاتبة هبة حمادة على هذه اللوحة الفنية المجتمعة بمسرح هادف أخيراً!