باشر حزب العمال الكردستاني تنفيذ ما اتُفق عليه سابقاً في محادثات السلام مع الحكومة التركية، إذ بدء سحب مقاتليه أمس من الجبال التركية في اتجاه كردستان العراق، في عملية قد يستغرق استكمالها أشهراً قليلة.

Ad

في خطوة تندرج في إطار عملية سلام ترمي إلى إنهاء نزاعٍ دامٍ مستمر منذ ثلاثين عاماً، بدأ متمردو حزب العمال الكردستاني انسحابهم من تركيا أمس، إلى شمال العراق.

وأكد زعيم أكبر حزب مؤيد للأكراد في تركيا «حزب السلام والديمقراطية» صلاح الدين دمرتاش أمس، بدء انسحاب متمردي الحزب. وقال: «نعرف أن حركة (انكفاء) المتمردين بدأت»، إلا أن دمرتاش لم يتمكن من تحديد بدْء الانسحاب، مكتفياً بالقول إن «المقاتلين يستفيدون على الأرجح من ظلام الليل لينكفئوا» إلى معسكرات كردستان العراق.

وأكد الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني أمس الأول، أن انسحابه إلى قواعده الخلفية سيبدأ في وقت مبكر من صباح أمس، كما أُعلن في إطار عملية السلام الجارية مع أنقرة. لكنه حذر من أي «استفزاز» يمكن أن يزعزع العملية.

«قوى ظلامية»

وحول هذه النقطة، عبر النائب الكردي النافذ دمرتاش عن قلقه من تدخل ممكن لـ»قوى ظلامية». وأضاف: «لا نتوقع هجوما من قبل الجيش (التركي)، لكن قوى ظلامية أو ناشطين من قوات شبه عسكرية لا تخضع للقوات الحكومية يمكنها تخريب العملية».

وكان الجناح العسكري للحزب المسلح صرح أمس الأول، أنه «بعد النداء الذي وجهته قيادتنا واستناداً إلى القرار الذي اتخذته قيادة الحزب، سيعمل مقاتلونا على بدء عملية الانسحاب اعتباراً من 8 مايو».

وتابع حزب العمال الكردستاني أن «عمليات الاستطلاع المستمرة للطائرات بلا طيار تؤخر عملية الانسحاب»، مضيفاً أن تحرك القوات المسلحة في جنوب شرق الأناضول، ساحة نشاط الحزب، «لا تؤثر على الانسحاب فحسب بل تمهد الأرض لاستفزازات ومواجهات».

ومع ذلك، يُنتظر أن تصل طلائع مجموعات المتمردين «في غضون أسبوع» إلى قواعدها في شمال العراق حيث يوجد لحزب العمال الكردستاني معسكرات محصنة.

السلطات التركية

في المقابل، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للصحافيين في أنقرة أمس، مجدداً ضرورة مغادرة المتمردين الأكراد الأراضي التركية بأسلحتهم.

وقال: «يعرفون من أين دخلوا إلى تركيا وسيعرفون كذلك طريق الخروج نفسها» عبر الطرق الوعرة في جنوب شرق البلاد على الحدود مع العراق.

إلى ذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج في مؤتمر صحافي أمس، أن السلطات في أنقرة «تتابع العملية». وأضاف أن «المهم بالنسبة لنا هو النتيجة ولدينا انطباع بأننا قريبون من الهدف»، بدون أن يكشف تفاصيل سير العملية.

ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية سلام بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بعد إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد في نهاية مارس الماضي.

وأكد الحزب انه سيحترم التزامه الانسحاب من الأراضي التركية مادام لم يتعرض لهجوم من القوات التركية المسلحة.

وفي السابق، استغل الجيش التركي فترات هدنة أعلنها الحزب من طرف واحد لإلحاق خسائر كبيرة بقواته، لكن هذه المرة كل شيء يبدو مختلفاً. وقدم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضمانات بهذا الخصوص.

ويقدَّر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالي ألفي مقاتل، يُضاف إليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق.

وكان الحزب أعلن في 25 أبريل أن قواته المقاتلة ستنسحب من تركيا اعتباراً من 8 مايو في إطار مفاوضات السلام الجارية منذ نهاية العام الفائت بين زعيم الحزب المسجون عبد الله أوجلان والسلطات التركية.

ولم يُشر إلى أي مواجهة بين الحزب والجيش التركي منذئذ.

ودعا أوجلان في مارس الحزب إلى وقف إطلاق النار والانسحاب من تركيا.

وأفاد الرجل الثاني في الحزب مراد كارايلان في مقابلة نشرتها صحيفة تركية أخيراً إلى أن الانسحاب يُفترض أن ينتهي في الخريف. وأكد أن الكرة الآن في ملعب أنقرة مطالباً بإصلاحات تخدم الأقلية الكردية.

ويطالب أكراد تركيا بالاعتراف بحقوق محددة لهم مثل حق التعلم باللغة الكردية إضافةً إلى الحكم الذاتي.

(أنقرة - أ ف ب،

رويترز، يو بي آي)