كرم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمس على مسرح الشيخ عبدالله الجابر بالحرم الجامعي في الشويخ كوكبة من أوائل خريجي الدفعة الثانية والأربعين للعام الجامعي 2011/2012، بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الأمة بالإنابة مبارك الخرينج، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ووزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. نايف الحجرف، إضافة إلى الشيوخ والوزراء، ومدير جامعة الكويت د. عبداللطيف البدر، والقائم بأعمال أمين عام الجامعة بدر الذياب، وعمداء الكليات.

Ad

وفي هذا الصدد، قال الحجرف إن ذلك التكريم السنوي المتجدد برعاية أبوية سامية يأتي حرصا من سمو الأمير على تكريم أبناء الكويت المتفوقين، معربا عن فرحة الخريجين وامتنانهم لسمو الأمير على "ما أحطتم به العلم والعلماء من رعاية، وأبنائكم الطلبة من حرص ودعم ليواصلوا مسيرة بناء وطن آمن بالعلم، طريقاً للنهوض وتحقيق الآمال والغايات في زمن يفرض علينا تحديات كبيره سنتمكن من مواجهتها بالتوكل على الله عز وجل، ثم التسلح بالعلم والمعرفة سبيلا للصدارة، وطريقا لتحقيق الرفعة والعزة والنماء والازدهار للكويت العزيزة".

وأضاف الحجرف: "لقد حظيت جامعة الكويت منذ نشأتها عام 1966 بالرعاية السامية لتكون منارة للعلم والمعرفة، ترفد المجتمع بالكفاءات والخبرات المطلوبة لمواصلة ركب التقدم والنهضة"، مبيناً أنه رغم التزام الجامعة بأداء رسالتها على أكمل وجه، فإن "السنوات الماضية مثلت تحدياً كبيراً لاستمراريتها في أداء رسالتها بالجودة والكفاءة المطلوبة، حيث كان لتزايد أعداد الطلبة ومحدودية الطاقة الاستيعابية تأثير سلبي يتطلب التوقف الجدي لمعالجة مسبباته قبل تفاقم المشكلة وتعقد المعالجة".

وتابع: "ولا نذيع سراً إن قلنا إن جامعة الكويت اليوم تدفع ضريبة كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في الدولة، الأمر الذي يتطلب العمل على المحافظة على المستوى الأكاديمي المتميز الذي تحقق لها خلال مسيرتها، ولكن لن يكون ذلك ممكناً إلا بالعمل على إنشاء جامعات حكومية جديدة تساهم مع جامعة الكويت في توفير مقاعد للتعليم العالي وتستوعب مخرجات التعليم العام".

الإجراءات الأربعة

وأشار إلى أن الحكومة قامت في هذا المجال باتخاذ أربعة أجراءات، "أولاً: تم الانتهاء من صياغة قانون الجامعات الحكومية ومراجعته من قبل إدارة الفتوى والتشريع ليتم إرساله إلى مجلس الأمة، كأحد أهم أولويات الحكومة لدور الانعقاد الحالي، حيث يفور هذا القانون الإطار العام لإنشاء جامعات حكومية جديدة ومتخصصة تلبي حاجات الدولة من الكوادر الوطنية المؤهلة والتي تحتاج إليها مسيرة التنمية. ثانياً: تم الانتهاء من مشروع إنشاء جامعة الكويت الطبية لتوفير احتياجات الدولة من الكوادر الوطنية في مجال الطب والطب المساعد. ثالثاً: تم الانتهاء من إعداد اللوائح التنفيذية لقانون (1/2012) الخاص بإنشاء جامعة جابر الأحمد، بالإضافة إلى الهيكل التنظيمي، الذي نتطلع من خلاله إلى بدء استقبال الدفعة الأولى من الطلبة في جامعة جابر الأحمد في سبتمبر القادم. رابعاً: انتهى المكتب الفني لجامعة صباح الأحمد من إعداد الخطة التفصيلية للجامعة واستكمال البرامج والتخصصات التي ستطرحها الجامعة بصورة تبتعد عن التكرار وتوفر تخصصات جديدة يحتاج إليها سوق العمل وتحاكي التطور العالمي في مجالات المعرفة والعلوم".

وبيَّن أن مشروع مدينة صباح السالم الجامعية مازال متأثراً بالتأخير الذي عانت منه بدايات المشروع، لافتاً إلى أنه رغم سير الأعمال الإنشائية في الموقع بصورة متسارعة، فإن نسبة الإنجاز مقارنة مع الجدول الزمني لا تزال دون المستوى، الأمر الذي يتطلب مراجعة شاملة للمشروع، وخاصة على ضوء تقارير ديوان المحاسبة، وتقرير اللجنة التي شكلت لدراسة أسباب التأخير، فضلاً عن متابعة سمو رئيس مجلس الوزراء وتوجيهه لمعالجة أسباب التأخير، والعمل على التغلب على آثارها، "ونحن اليوم بصدد استكمال هذه المراجعة لاتخاذ الخطوات اللازمة نحو مستقبل المشروع وطرق تسريع انجازه".

ضرورة ملحة

وذكر الحجرف أن "إنشاء جامعات جديدة ليس هدفاً بحد ذاته بقدر ما هو استجابة لمتطلبات ضرورية وملحة، ولعل التحدي يستمر في ضمان جودة مخرجات تلك الجامعات، وهنا يأتي دور الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، الذي تم تفعيله من خلال تشكيل مجلس إدارته ليبدأ ممارسة الدور المنوط به، والذي أشار إليه مرسوم إنشائه، كما أن هناك تحدياً آخر يتمثل في الاستعدادات وتوفير أعضاء هيئة التدريس والبرامج المتميزة لتلك الجامعات، ولكن يبقى التحدي الأكبر بالعمل على إيجاد فرص عمل تستوعب مخرجات تلك الجامعات، وهذا بالتأكيد لن يكون ممكناً إذا استمرت آلية التوظيف الحالية".

وأكد أنه يجب أن يكون "هناك عمل مكثف ومستمر لتشجيع الخريج الكويتي على العمل في القطاع الخاص، وهذا لن يأتي إلا بتشجيع القطاع الخاص الجاد ودعمه ليساهم في تحمل مسؤولياته من خلال شراكة حقيقية يستطيع من خلالها المساهمة في خطة التنمية وتوفير فرص عمل لشباب الكويت".

وخاطب الحجرف سمو الأمير قائلا: "بالأمس القريب وفي هذا المسرح بالذات احتضنتم سموكم وبرعايتكم الكريمة المشروع الوطني للشباب، واستمعتم بشكل مباشر لآمالهم وطموحاتهم، ووجهتم إلى العمل على تنفيذها وإعطائها الأولوية والاهتمام اللازم، واليوم يا صاحب السمو يحظى الشباب الكويتي من أبنائك، خريجي جامعة الكويت، برعايتكم السامية لحفل تكريمهم، وإنهم ليعاهدونكم ويعاهدون الكويت على أن يكونوا أبناءها المخلصين وعماد حاضرها وبناة مستقبلها، عليهم مسؤولية درء المخاطر عنها والحفاظ عليها، مسترشدين بتوجيهاتكم السامية ورؤاكم السديدة، سائلين المولى عز وجل أن يكونوا عند حسن ظن سموكم بهم، وعند حسن ظن الكويت بهم، فالكويت هي الوجود الدائم، ونحن الوجود العابر، وحدتها أشرف عمل وأسمى غاية".

وتقدم بالتهاني والتبريكات لأوائل الخريجين على تفوقهم، فضلاً عن أولياء أمورهم والأسرة الجامعية كافة، "ونذكرهم بحق الكويت عليهم، الكويت التي لم تبخل يوماً على أبنائها، حان الوقت لخدمتها والتفاني في العمل من أجل رفعتها وصون وحدتها".

ومن جانبه أعرب مدير جامعة الكويت د. عبداللطيف البدر عن ترحيبه "بسمو أمير البلاد، حفظه الله، في هذه المناسبة الكريمة، يوم تشريفه للجامعة، مما يسبغ على العلم وأهله، وعلى أبنائه من الخريجين، كرم رعايته وفضل عنايته. إيمانا منه بدور العلم والعلماء في بناء المجتمع، وبالدور البارز الذي تقوم به الجامعة في خدمة وطننا العزيز، والعمل على تقدمه ورفعته، وثقه كريمه من سموه بما تقدم الجامعة لهذا الوطن من خريجين متفوقين، قادرين على التفوق في جميع ميادين الحياة، بكل ظروفها وتناقضاتها".

90 ألف خريج

وأوضح البدر أن "جامعة الكويت ستكمل نصف قرن بعد ما يقارب ثلاث سنوات، قدمت خلاله أعمالاً متميزة وانجازات لا يمكن إغفال أهميتها للكويت وخارجها، حيث قامت بدور حيوي لتطوير الانسان بالبلد، وتخرج منها حتى الآن ما يقارب 90 ألف خريج وخريجة، وأهمية خريجيها واضحة في إدارة الدولة وفي صدارة مواقع الاقتصاد الوطني، كما أن أساتذة الجامعة وخريجيها يساهمون بمجالات كثيرة ومهمة للكويت، كالتعليم والطب وتكنولوجيا العلوم إضافة إلى المجالات الحيوية الأخرى، فضلاً عن كثيراً من خريجيها يعملون حالياً أعضاء هيئة تدريس أو طلبة دراسات عليا بجامعة الكويت وبجامعات عالمية أخرى".

وعبر عن فخره بهذه الانجازات، متطرقا إلى "حصول كلية الطب في الآونة الأخيرة على جائزة أفضل كلية طب في الوطن العربي، ولكن يجب ان نتذكر دائماً، وأن نؤكد أن الجامعة لديها المقدرة والإمكانيات بأن تتبوأ مركزاً أفضل، وأن تكون في مصاف الجامعات العالمية العريقة، وتلك هي مهمتي الأساسية كمدير للجامعة".

وبيَّن أن جامعة الكويت تعمل حاليا على استكمال برامج الدراسات العليا بها في جميع الأقسام العلمية والتخصصات المختلفة، كما تعمل على إشراك طلبة الدراسات العليا في برامج الماجستير والدكتوراه هذه الأقسام في التدريس حتى تكون مساهمتهم كمدرس مساعد أو مساعد أكاديمي تحت إشراف اساتذتهم جزءاً من تعليمهم وانضباط ادائهم ليكتسبوا الخبرات التدريسية. وعليه يجب ان تكتفي الجامعة قريبا بأن تبتعث إلى الخارج من ترغب في تعيينهم من حاملي الدكتوراه، كمبعوثي زمالة ما بعد الدكتوراه، وذلك ليكتسبوا الخبرات التدريسية والبحثية في جامعات أخرى مرموقة، وجو أكاديمي مختلف، لإضافة عمق أكاديمي لعضو هيئة التدريس قبل تسلمه مهمة التدريس والبحث بالجامعة، وذلك لإثراء العملية التعليمية ورفع نوعية التعليم.

مذكرات تفاهم

وأضاف البدر أن الجامعة وقعت مذكرات تفاهم مع جامعات عريقة لتبادل الخبرات، وتأهيل الجو المناسب لتعميقها، واكتساب المعرفة وتطويرها من خلال الزيارات المتبادلة بين طلبة وأساتذة جامعة الكويت وتلك الجامعات، كما قامت باستحداث برامج أكاديمية وتعليمية، وتحديث القائم منها بما يحقق المزيد من الفاعلية في تكاملها والارتقاء بمضامينها، في استجابة مستمرة للتطورات الحاصلة والمتوقعة في التعليم الجامعي، وعملت على الارتقاء بكفاءة البرامج التعليمية والبحثية وتنويعها وتطويرها لتتلاءم مع حاجات المجتمع الآنية والمستقبلية، فأسست كيانات جامعية أخرى تفي باحتياجات البلاد، وأنهت الجامعة هذه السنة الدراسات اللازمة لإنشاء كلية للصحة العامة بمركز العلوم الطبية، وذلك لحاجة الكويت الماسة إلى هذا التخصص لرفع مستوى ادارة الخدمات الصحية، وحماية المجتمع من الأمراض، ورفع ثقافته الصحية.

وأشار إلى "اننا نعيش الآن زمناً متغيرا، أصبحت فيه التكنولوجيا عنصراً أساسياً في جميع المجالات. وندرك أن مَن يتقاعس أو يتخلف عن اللحاق بركب العلم والأخذ بأسبابه، لا مكان له في هذا العالم. ومن أجل ذلك، حرصت الجامعة على تطوير وتنمية الثروة البشرية ورفع كفاءتها، وإعداد الأجيال الشابة القادرة على تفهم روح العصر، واستيعاب مستجداته وتقنياته، دون تعصب لكل ما هو مغاير على حساب المستقبل، ودون اندفاع وراء كل ما هو جديد على حساب ثوابت العقيدة وأصالة الهوية".

وبارك للخريجين والخريجات نجاحهم وتفوقهم، مهنئا إياهم، وذويهم، وأهل الكويت جميعاً بتسلم الفائقين وثائق النجاح والتفوق، آملاً أن يكونوا على قدر المسؤولية، وحجم الأمانة وعظم التحديات التي يمكن أن تواجههم في سبيل الارتقاء بالوطن، الذي أعطاهم بغير حدود، وحقق لهم الأمن والأمان، والعلم والرفاه، "داعين المولى، عز وجل، أن يجعل التوفيق حليفا لهم، والهداية منارا لطريقهم".

وأعرب البدر عن ثقته الأكيدة بأن هؤلاء الأوائل سيكونون أهلا لما يعقده عليهم وطنهم من آمال، بالمساهمة في رفعته ونصرته، فالولاء للكويت وأرضها هو الرسالة التي يعملون على حملها ونشرها، وهو الأمانة التي لن يتهاونوا في أدائها.

وختم البدر كلمته موجهاً خطابه إلى سمو الأمير، قائلاً: "لا يسعنا إلا أن نتوجه إليكم يا صاحب السمو بأصدق عبارات الشكر والتقدير على رعايتكم الدائمة، والمتجددة، لجامعة الكويت لتظل بحق منارة للعلم والعلماء. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وتمنيات أسرة الجامعة لسموكم وسمو ولي العهد، وأهل الكويت، بكل الخير والمحبة والترابط لرفعة شأن وطننا الحبيب".

الأوائل: جامعتنا قلعة العلم والعلماء

نيابة عن زملائها أوائل الخريجين، ألقت الخريجة دلال الكنيمش كلمة قالت فيها "إنه لشرف عظيم وسعادة غامرة أن أقف اليوم أمامكم بمناسبة حفل تكريم المتفوقين من خريجي جامعة الكويت، قلعة العلم والعلماء، وإن فرحتنا اليوم يا صاحب السمو كبيرة بتشريفكم حفلنا هذا، وبلقاء الوالد مع أبنائه، فلك الشكر والثناء، وسنظل نذكر هذه اللحظات طوال عمرنا، ورعايتك السامية لنا وقلبك المفتوح لشباب الكويت، وستظل قلوبنا تلهج لكم بالدعاء بأن يحفظكم الباري عز وجل، ويديم عليكم نعمة الصحة والعافية".

وتابعت الكنيمش: "وفي هذا المقام يا صاحب السمو نجدد العهد والولاء لكويتنا الغالية، والتي قدمت لنا الكثير وغمرتنا بفيض الحب والحنان، إلى أن جاءت هذه اللحظات الكريمة التي نترجم فيها كل معاني الحب لبلدنا الغالي، ونهدي تفوقنا إليك يا صاحب السمو، وإلى وطننا الحبيب، والذي جاء بعد عناء وجهد واجتهاد منا، حتى نسهم في دعم مسيرة بلدنا الحبيبة من أجل أن تكون الكويت دائماً منارة العلم والعلماء".

وأضافت أن "عبير احتفالاتنا بالعيد الوطني وبذكرى التحرير مازال يهب علينا محملا بنسائم الحب والولاء لوطننا الحبيب، وهي فرصة نجدد فيها أمام سموكم وباسم شباب الكويت، أننا سنبني وطننا الغالي ونحفظه في قلوبنا، ونرد إليه جزءاً من جميله، وقطرة من بحره، متعاونين ومتآلفين يجمعنا كلنا حب هذه الأرض وصدق الانتماء إليها، ونسأل الله عز وجل أن يحفظكم ويرعاكم، ويمد في عمركم يا صاحب السمو ويجعلكم ذخراً للكويت وشعبها".