واشنطن وموسكو: «جنيف 2» بالتوازي مع تنفيذ المبادرة «الروسية»

Ad

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن "الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب جرائم عديدة ضد الإنسانية"، لافتاً إلى أن تقرير المحققين الدوليين عن الهجوم على منطقة الغوطة قرب دمشق في 21 أغسطس "سيؤكد بدرجة كبيرة أن أسلحة كيماوية استُخدِمت".

وقال بان في اجتماعٍ للأمم المتحدة "أعتقد أن التقرير سيؤكد بدرجة كبيرة أن أسلحة كيماوية استُخدِمت رغم أنه لا يمكنني أن أقول ذلك علناً في الوقت الحالي قبل أن أتسلم التقرير"، وتوقع أن يتسلم تقرير لجنة المفتشين التي يرأسها آكي سيلستروم بعد غد الاثنين.

إلى ذلك سادت أجواء إيجابية أمس خلال المباحثات بين وزيري الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في جنيف. وبدا أن واشنطن وموسكو تجاوزتا تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي ربط فيها بين مضيه في تنفيذ المبادرة الروسية لوضع الترسانة السورية الكيماوية تحت إشراف دولي كمقدمة لتدميرها، وبين التهديد الأميركي بشن عملية عسكرية ضده ودعم واشنطن المتواصل لـ"الإرهابيين"، على حد قوله.

وعبّر كيري ولافروف بعد لقائهما المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي عن أملهما في أن تحيي المبادرة الروسية مؤتمر "جنيف 2" لإنهاء الأزمة السورية بطريقة دبلوماسية، واتفقا على الاجتماع في نيويورك في 28 سبتمبر الجاري للعمل على تحديد موعد لعقد هذا المؤتمر.  

وشكلت قمة دول "منظمة شنغهاي للأمن" التي انعقدت أمس في العاصمة القرغيزية بشكيك منصة للإشادة بخطوة دمشق الأخيرة بالانضمام إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية. وامتدح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار سورية، معتبراً أنه "يظهر صدق نيتها في إنهاء الصراع". أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فرأى أن "المبادرة الروسية وخطوات القيادة السورية في هذا المجال، تبعثان على الأمل في أن نتمكن من تفادي حرب جديدة في المنطقة".

وأيد البيان الختامي للمنظمة المبادرة الروسية داعياً إلى "عدم التدخل العسكري في شؤون دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من دون قرار من مجلس الأمن". وأكد دعم دول المنظمة لـ"إطلاق حوار سياسي واسع بين السلطات والمعارضة بدون شروط مسبقة".

جاء ذلك، في وقت أفادت المنظمة العالمية لحظر الأسلحة الكيماوية أمس بأن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد اتصل بها وطلب الحصول على مساعدة فنية، وذلك بعد أن أعلن المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري مساء أمس الأول أن بلاده أصبحت عضواً كامل العضوية في المنظمة.

في المقابل، التقى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس وزراء خارجية السعودية سعود الفيصل، والأردن ناصر جودة، والإمارات الشيخ عبدالله بن زايد بحضور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس. وبحث اللقاء التطورات في سورية خصوصاً بعد المبادرة الروسية.

واعتبرت فرنسا أمس أن إعلان دمشق أنها ستنضم إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية "غير كاف"، مشددة على ضرورة صدور قرار "ملزم" من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.

(جنيف، بشكيك، اسطنبول ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)